الجميع يعلمون ان قراراتهم في الحاضر ترسم ملامح المستقبل و لكنهم في نفس الوقت لا يختارون المستقبل، فنحن نصنع كل قراراتنا علي جهالة تامة بما سيترتب عليها.
الاحتمالات التي نضعها و نؤمن بها تقودنا دائماً نحو اختيار نظن في حينها اننا نعلم نتائجه و لكن هيهات فالمستقبل دائما يحمل لنا شيئا في جعبته، شئ لم نضعه في الحسبان او نخطط له.
و هنا ميو مازالت تفكر في قرارها الذي يجب ان تتخذه قبل نهاية الدوام.
هل تذهب الي منزل رجل مجهول فقط لتعرف المزيد عن الثقب الاسود و ارض الجن ام تتخذ الحيطة و تستفيد من ذهاب هيرومي لتحصل علي المعلومات منه بدون ادني جهد او تعب.
و هل تثق في تلك الكاذبة البارعة ام تفترض الاسوء و تتصرف بناءاً عليه و تتجنب الذهاب.
و بين هذا التفكير العميق لاجل ذاك القرار البسيط كانت هناك فكرة تتخلل هذه الافكار لتقطع صفوها و تشتت مجراها.
كانت ميو تفكر في السبب الذي جعل هيرومي يوافق علي الذهاب دون ادني قدر من التردد، و هو نفس الشخص الذي فضح كذب تلك المرأة منذ لحظات.. اذا ما السبب الذي يدفعه ليثق بها الان.
رن جرس المدرسة ليعلن عن انتهاء مهلة ميو للتفكير، عليها ان تاخذ قرارها الان، فقررت ان تبادر بسؤال هيرومي عن ما يدور بخاطرها، لعل اجابته عن تساؤلها تجعل اتخاذ القرار اسهل قليلاً.
همَّ هيرومي بالخروج من الصف و سرعان ما استوقفه نداء ميو باسمه، فاستدار ليسألها عن ما تريده منه.
و قبل ان يفتح فمه قالت ميو: لماذا قررت الذهاب معها بهذه السرعة؟ كيف تعرف انها اهل للثقة؟
اجاب هيرومي: انا لم اقل انها اهل للثقة.. انا فقط لا اري ضررا قد ينجم عن الذهاب معها، هذا لا يعني انني اثق بها... قررت الذهاب لانني اريد رؤية الرجل الذي ذكرته، اليس هذا واضحاً؟
فقالت ميو باندفاع: اذاً ألا تخاف ان ينتهي الامر بك مثل ذلك الرجل ان ذهبت... ربما ارض الجن تستهدفه بشكل خاص، و تواصلك معه سيعرضك للخطر.
اجاب هيرومي بجدية: انت لا تفهمين الامر بعد أليس كذلك؟
جميعنا علي الزورق نفسه.. اذا كان ذاك الرجل مستهدفاً فجميعنا مستهدفون ايضاً و مقابلتي له لن تغير من الامر شيئاً.
انهي هيرومي عبارته ثم استدار ليخرج من الفصل، و ذهب دون ان ينتظر رد ميو ؛ فهو لا يريد ان يسمع مزيداً من اسئلتها الذكية.
وقفت ميو في مكانها في ذعر تحاول استيعاب حقيقة انها مستهدفة من ارض الجن، و جزء منها مازال يصر علي ان هذا محض استنتاج من هيرومي و علي الاغلب سيكون خاطئاً.
و خلال وهلة استعادت تركيزها و خرجت من الفصل لتلحق بهيرومي.
و حالما وصلت الي فناء المدرسة وجدت هيرومي يقف به وحيداً في انتظار تلك السيدة.
أنت تقرأ
The Black Hole
Acciónهناك العديد من انواع البشر في هذا للعالم. نوع يحب القتال.. و الاخر يحب المغامرة.. و البعض يحب الثقافة... و الاخر يحب البساطة. لا يهم اي نوع انت.. و لكن لا تجعل القيمة الوحيدة من حياتك هي التسكع و المتعة. فانت لا تعلم متي قد يؤدي هذا إلي.. نهاية...
