نقطة تحول

147 6 7
                                    

" يا شمس طالعة علي المقطم علي ناس بتحشش و تبوس ... كنتي طالعة زمان علي ناس من كتر السجود اثرها في الرمال محفوظ " هكذا جاء بيت الشعر الي خالد و هو واقف علي جبل المقطم ناظراً الي قلعة صلاح الدين الايوبي و من حوله الشباب و البنات يمارسون من كل انواع الفحش شيً فمنهم من يشرب الحشيش علي وقع الاغاني الهابطة ومنهم من يستمتع ببعض القبل و الاحضان علي وقع الرياح الخفيفة ، بينما هو ناظر الي القلعة و في عينيه شئ من الحزن و كثيراً من الحسرة علي ما وصل اليه شبابنا من حطة الاخلاق نتيجة البعد عن دين الله. ظل يفكر بشئ من التعجب كيف لامة كانت تصدر العلم الي انحاء العالم ان تدمر بمثل هذه البساطة و تتحول الي مجرد مسخ يطمسه العدو و قتما يشاء. ظل يفكر لا يقطع تفكيره سوى اصوات ضحكات اصدقاءه الذي لا شئ في عقولهم سوى الترفية.

ينظرخالد الي ساعته فيجد انها اصبحت الخامسة فجراً ! الخامسة فجراً و مازالت بعض الفتيات من حوله جالسين يدخنون الشيشة تسائل في نفسه هل يوجد لهؤلاء الفتيات اهل ؟! انه فتي في ال 22 من عمره و مازال اهله يقلقون اذا تاخر لبعض الوقت فما حال هؤلاء الفتيات ؟! احقا ان اهلهم لم يلاحظوا غيابهم ؟! لا يهم فلا حياة لمن تنادي هكذا قال خالد الي نفسه بعدما هم الي الرجوع لبيته.

في طريق العودة و النزول من المقطم لاحظ خالد و اصدقائه عربة مقلوبة و ان صاحب هذة السيارة مما كانوا يدخنون بصحبة فتايته الشيشة منذ قليل ، في منظر مؤلم يعاني هذا الشخص من جروحه حتي توفي متاثرا منها وسط اندهاش من اصدقائه الذين لم يتداركوا الموقف حتي الان ، منذ لاحظات كان معهم و الان هو بين يد الله لحظة تنبه كل غافل علي انه ربما يكون هو القادم.

عاد خالد و مازال في مخيلته منظر ذلك الشاب الذي توفي منذ قليل و في هواجسه شئ ما يريده تغير ما حوله ، شئ بداخله يقول لما وصلنا الي هذا الحال. ما الذي يدفع بالشباب و الشابات الي هذه الدوامة التي هم فيها غافلون.

نام خالد بعد معاناه مع النوم ظلت لساعات ليفيق علي صوت الشاب الذي لاقى حدفه البارحة ، اخذ لاحظات حتي استوعب انه علي سرير بيته. قام خالد بعد ان هدأ من روعه صوت اهله في البيت فقام بفتح التلفاز حتي يضيع وقته مثل حال كثير من الشباب ليرى امامه فيلم صلاح الدين الايوبي ها هو البطل الذي حرر القدس بعدما دنسها الصليبيون. احس خالد بان هذا الفليم قد يكون علامة من الله تقول حاول ان تفعل ما ظنه الاخرون مستحيلا قم و حاول تغير من حولك حتي تكون شخصا لك صيت مثل صلاح الدين.

دائما ما اراد خالد التغير سواء من نفسه او من المجتمع المحيط ، و لكن هل كل ما يريده المرء يدركه ؟! في بلد مثل مصر ظل حاكمها 30 عام البعض يراها اعوام الرخاء و اخرين يراها سنين عجاف و لكن دعنا نقول ان بين هذا و ذاك هناك امرا واحد مشترك و هو عدم التغير. مكانك سير هذا ما قد يجمع جموع المصريين تحت رايته. و بما ان لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم فمن الطبيعي ان نحتل المركز الاول في كل ما هو أخير.

التاخر دائما ما يصحبه سوء الاخلاق فالتاخر ينتج من سرقة و يؤدي الي السرقة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 26, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

كنتم خير امهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن