Chapter 1

2.8K 47 57
                                    

كل القصص العظيمة تبدأ بهفوة

تبدأ عندما كان عليك الابتعاد لكنك لم تفعل

تبدأ عندما كان عليك ادارة ظهرك للفرنسي الجديد الوافد لمدينتك

ولكن ببساطة .. هي لم تفعل

عندما رأته للمرة الاولى كانت هي في بداية سنين مراهقتها وكان هو في نهايتها

كان حسن الوجه جميل الصورة طويل القامة

كان بهيئة استمرت بتذكرها حتى هذه اللحظة وهي تتكأ على طاولة المقهى تراقب الزوجان اللذان يحتفلان بعيد زواجهما الواحد والثلاثين

اضاء المقهى المتهالك والذي كان مؤثثا بأثاث خشبي بالكامل  اضواء خافتة  ماعدا الطاولة الوسطية التي تحلق علها جميع رواد المقهى وفي وسطها الزوجين

يجلسان بهدوء وهما يمسكان بيد احدهما الاخر وهما يقصان قصص كثيرة عن الحرب وعن الاشخاص الذي فقدوهم

كانت اصوات نواح رقيقة تتخلل الصمت لألم الذكرى

لكن هي بقت صامدة وعيناها لا تفارق العلم الفرنسي الذي زين واجهة المحل هي تعلم مقدار المخاطرة بإشهار انهم فرنسيون وسط هذه الحالة التي تعيشها البلاد

ففرنسا لم تعد البلد المفضلة للجميع

وايفل ليس كما سبق

لم يعد يضاء كل ليلة بل كان يغرق في الظلام والصمت هو وشارع الشانزلزيه

كل شئ تغير الان

بسببه هو

لو فقط كانت تعرف ما كان عليه عندما رأته

لكانت قتلته ببساطة

دون جعله سبباً لكل هذه التعاسة التي تعيشها هي والعالم اجمع

"تعالي هنا ايفيلين" تحدثت السيدة العجوز لتسحبها من عالم خيالاتها الواهية باتجاه الواقع الذي تعيشه

"قادمة مدام" اجابت بأدب وهي تخلع مريلتها

سارت بارتباك مع وجود كل تلك الاعين التي صوبت نحوها فجأة وكأنهم انتبهوا لوجودها للتو

"شاركينا احاديثنا" تكلمت مدام رينيه بلهجة محببة وهي تدعوها للكلام

"لم اعد اود الحديث بهذا الشأن " همست بهدوء وهي تنظر لانطوان كأنها تطلب النجدة منه

"عليكِ الحديث لنا ايفيلين في النهاية نحن كلنا في هذا سوياً"  تكلم انطوان  كاسراً كل امالها في تخليصها من هذا

"لم اعد اود الحديث بشأن هذا" كررت كلامها على مضض وهي تنهض

"اجلسي واللعنة!" صاح انطوان بتملل وهو يشد يدها

شعرت بالغضب يجتاحها وهي تجد نفسها مجبرة ان تتحدث عن الموت مراراً وتكراراً

دون ان تجد سبيلها اليه

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 14, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Shrine|الضريححيث تعيش القصص. اكتشف الآن