في بعض الاحيان لا تكون كافة النهايات سعيدة لذلك علينا الاستمتاع قدر الامكان بالرحلة لانه حتى عند الوصول فنحن لازلنا ننتظر . فماهي الا بداية جديدة لحياة اخرى و تحديات اخرى
استيقظت سيراي ذات الخصلات التي يماثل لونها الذهبي اصفراره اصفرار الشمس و العينان الرماديتانالمليئتان بالكحل الحالك السواد المتساقط من عينيها كالدموع على خدها الناعم . يغطي شفاهها احمر شفاه احمر اللون شبه ظاهر لكن اغلبه ممحي ما اظهر شفتاها الزهريتان . ترتدي ثوب زفاف ابيض طويلا بحمالات تسقط احداهما على كتفها الايسر في غرفتها المبعثرة و اتجهت الى النافذة قبالتها و هي تستعيد احداث الامس الذي كان من المفترض ان يكون اسعد ايام حياتها و الذي استحال اسوا يوم فالامس كان اليوم الذي انهارت فيه حياة سيراي اذ انه بالامس اكتشفت البريئة خيانة خطيبها الذي احبته طيلة حياتها و اولته ثقتها مع صديقة كانت اقرب من شقيقة بالنسبة لها قبيل ساعات معدودات من الزفاف هذا بالاضافة الى وفاة والدها اثر صدمة تعرض لها عند معرفته بخسارة فادحة المت بشركته و تسببت في افلاسه مباشرة بعد هجر زوجته التي تناهز من العمر اوائل العشرينات بعد ان سرقت منه مع حبيبها مبالغ لا تعد ولا تحصى من اموال الشركة ما ادى الى الفلاس . و مازاد الامر سوءا بالنسبة لسيراي هو تخلى كافة اصدقاءها عنها بعد سماعهم بخبر الافلاس . و بينماكانت ترجو المواساة من احد اصدقاء طفولتها في هذه الغرفة التي هي فيها حاليا استغل ضعفها و الحالة التي هي فيها ليعتدي عليها و يمحو بذلك اخر ذرة امل كانت لديها.
وصلت سيراي الى النافذة ووضعت ورقة كانت بيدها على المنضدة بجانب النافذة ثم وضعت فوقها مثقلة ورق ووجهت نظرها صوب النافذة الى الشمس التي بدات تلف الارض بخيوطها الذهبية بعينان تملاهما الدموع ولكنها لم تكن دموع حزن بل كانت دموع شوق و الم يتخللها بعض الحنين ظلت المسكينة تشاهد شروق الشمس و هي تفكر في حياتحا و ما مضى عليها ثم استدارت الى غرفتها و رمقتها نظرة اخيرة و بالضبط الى جدار كان بجانبها و حدقت بالشيء الوحيد الذي كان حقيقيا في حياتها المليئة بالنفاق و الاصدقاء المخادعين .
نظرت الى صورة لها مع والدها الذي احبته اكثر من حياتها و الذي كانت اكبر امانيه رؤية ابنته في ثوب زفافها الابيض الجميل الناصع و لكن لم يتسن له ذلك اثر ماحصل . و عندئذ استدارت سيراي متخذة القرار ذهبت الى مزينتها و مسحت وجهها الناصع البياض و اعادت تزيينه ثم عدلت ثوبها و شعرها ثم وضعت طرحة راسها ثم فتحت باب شرفتها و جلست فوق سياجه الحديدي و ظلت تشاهد شروق الشمس و ما ان اخذت الشمس مكانها في السماء حتى استدارت سيراي لترمق غرفتها اخر نظرة ثم ترمي بنفسها بعدها مباشرة و تسقط على الارض لتموت مبتسمة في يوم كان من المفترض ان يكون بداية لحياة سعيدة لا يمسها الحزن و تغمض عينيها و هي تتخيل ان والدها قد جاء لاخذها معه وهو يبتسم لابنته الصغيرة المدللة
كل ما بقي من سيراي هو الورقة التي كتبتها و قد كتبت فيها كلمة واحدة . لكمة لم يتوقع احد منها ان تكتبها "الامل" لان لا احد كان ليفهم سيراي وجدت الامل و السعادة الكل سيعتبرها ياسا لكن لا احد سيفهم
"كل انسان يجد الامل و يصنفه بطريقته الخاصة "
هذه مجرد قصة خيالية الحياة ليست ملكا لنا لناخذها
سيراي
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.