(1) البداية .

848 37 2
                                    

جلست على الرمال الذهبية بالقرب من البحر كعادتها بينما الرياح تداعب خصلات شعرها الأزرق القاتم وكما أعتادَت دوماً أن تجلس وتُراقب غواصين البحر يهيّئون عدّتهم للسفينة .

كانوا في كل صباح يأتون بمعداتهم ليضعوها داخل السفينة وينطلقون بحرية داخل البحر الشاسع .

وهي تأتي وتنظر لهم بفرح كم كان الغوص حلمًا زُرع داخل صدرها وينمو يومًا بعد يوم .. يُسقى بمياه البحر التي تراها .. فقط لو أن الحياة أهدتها بعض الأمل لِتستطيع تحقيق حلمها الذي بدأ بالذبول شيئاً فشيئا .

فـ اليّك لم تمتلك من المال مايكفي لسد مصاريف تعليم الغوص ..فهيَ قد ترعرعت في حضن عمتها العجوز بعد موت والديها .. كما أن عمتها تمتلك منزلًا يبعد عن البحر أميالًا معدودة فقد كانت تحمل اليّك وتلعب معها بالقرب منه وتصنع لها دمى وقلعات من الرمال لعلها تنسيها الم الفقر .

لكن لم يدم حضن عمتها الدافىء فقد ماتت قبل عامين لتترك ورائها اليّك وحيدة لا تحمل بجعبتها الا حب البحر .

لاحظ أحدى الغواصين نظراتها الشغوفة لهم فتقدم لها بخطوات واثقة وحين ما أقترب منها قال بصوتٍ جهوري: مرحبًا ياجميلة .

لم تجّب اليّك بل أكتفت بأبتسامة مجاملة ، جلس بقربها على الرمال  وسرعان ما لاحظ أختلاف عيناها فقال بتعجب: عيناكِ مختلفة ! هذا نادر .

أجل , فقد كانت عيناها المختلفة محط أنظار الجميع دوماً, فاليمنى زرقاء واليسرى خضراء , وجمالهآ النادر يضفي طلةً جميلة عليها .

أمسكت اليّك بخصلات من شعرها لتغطي أحدى عيناها , فهي لا تحب إظهار عينيها كونها عقدة منذ الصغر لاختلافها.

أجاب بتبرير: لم أقصد الأساءة .

قالت بخفوت: لا بأس .

قال: أسمي باتريك وأنتِ ؟ .

اليّك: اليّك هذا هو أسمي .

باتريك: جميل .

كان الصّمت سيّد المكان لبرهة ، أراد باتريك اختلاق حديث ما فقال : اذاً دوماً ما اراكِ هنا ! ثمّة خطب ما بكِ صحيح ؟ .

وقبل أن تجيب اليّك قاطعهم صوت الفتاة الاخرى في المجموعة بصوتٍ مرتفع
" باتريك ! تعال لحمل معدات الغوص " .

تأفأف بخفوت ليجيب: لن آتي يا تايلور أحمليها أنتِ وديفيد فقد تعبت من حملهم .

وقفت اليّك لا شعوريًا لتقول بصوتٍ مرتفع: هل يمكنني المساعدة ؟ .

أبتسمت تايلور قائلة: مرحب بك .

نهضت تاركة باتريك خلفها وجرت بأبتسامة واسعة لديفيد وتايلور الواقفَيْن بقرب السفينة .. وقفت أمامهم مباشرة لتشير لها تايلور الى المعدّات الثقيله .. تقدمت نحوهم بخطوات منهكة فقد شق التعب طريقه اليهآ وبدأت تحملهم نحو السفينة واحدا تلوَ الآخر وما أن أنتهت حتى أخرجت تايلور محفظتها بغرور قائلة : كم تريدين ثمن حملك لهم ؟ .

صُدمت اليّك فلم يكن مقصدها المال بتاتًا ,
فأسرعت بالإجابة لعلها أخطات تقدير مبتغاها .

اليّك: عذراً فلم أكن أرغب بالمال .. وإنما تعليمي الغوص من فضلكم ؟ .

نظرت لها تايلور بتعجب: تعليمكِ الغوص !! يالكًِ من متبجحة أتظنين أننا سنتعاطف معك لحملك بعض المعدات ! .

رفعت اليِّك رأسها بتفاجؤ: ليس هذا ما أقصده ! أنا أعني تعليمي الغوص مقابل العمل هُنا وحمل المعدات .

نطق ديفيد الصامت أخيرًا: أتعرفين لما نحن نغوص ؟ .

بدأت اليِّك تحرك قدمها بالرمال بعشوائية محاولة أبعاد التوتر عنها , حتى نطقت مميلةً برأسها: لا .. لا أعرف! .

ديفيد: نحن نبحث عن المجوهرات .

اليّك بتعجب: مجوهرات ! .

سمعت صوت خطوات تايرن خلفها وأكمل باتريك: الا تعلمين أن في البحر الكثير من المجوهرات ؟ .

أستدارت اليّك: كلا .

باتريك: يحدث بالغالب وأن يسقِط بعض القراصنه وأصحاب السفن التجاريه بإسقاط أعدادٍ كبيرة من المجوهرات الثمينه  بسبب أخطاء منهم , وسيان الأمر مع المجوهرات البحري..  .

قاطعته تايلور غاضبة: باتريك كفاك ! .

باتريك عبس: كنت أريد التوضيح لا أكثر .

تايلور وعلامات التفكير تعلو وجهها: لا بأس بأمر قبولك معنا, لكن إن أطعت الشرط المطلوب.. جميع المجوهرات التي تجدينها ستكون لصالحنآ دون إستثناء .

أجابت اليّك دون مقدمات: موافقة ! .

________________

الرواية مشتركة بين :

1- دانية .
danno2o
2- ليان .
layan_senpaii
3- زهراء .
iiynris
4- رغد .
Myst90
نتمنى أن تنال أعجابكم .

اليّكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن