الفصل الثاني

202 19 4
                                    

" ستكونين شجرة بلسم "

وقع الحكم عليّ كان أصعب من أي شئ قد أشعر به ؛

لكنني حقاً لست أعلم إلى

الآن أهو شئ يخفف من ألمي أم يزيده جرحاً ..

إما أن يعيش طفلي وأفقد أنا الحياة الإنسية وأتحول

إلى شجرة بلسم ، أو .. أو

يفقد كلانا حياته وهذا ليس بعدل ؛ ولكن طفلي كيف

سيعيش بدوني .. كيف ؟!

لحظات فرقت بين إلقائهم الحكم وموافقتي عليه

كانت بمثل حرب هوجاء واجهتها وأنا

وحيدة لا حول لي ولا قوة ، ولم يكن أمامي إلا

الرضوخ لعدالة الألهة زيوس ..

" موافقة "

" جيد " وأشار إلى مساعده بجانبه فانحنى قليلاً

وأمره باستعاء الألهة أثينا

لإلقاء التراتيل والمباركات .

" أنا هنا يا أبي ، ومستعدة لإلقاء التراتيل عليها "

" جيد جداً ، فلتذهبي معها يا ميرا لتلقي عليك

أثينا التراتيل "

" ح - حسناً "

وبعد مرور أكثر من ساعة كانت الأمرّ عليّ ، ومما

يبدو عليه أنها آخر ساعة لي في

حياتي الإنسية ، لا أعلم ممن أستهزئ .. هل أستهزئ

من نفسي أو من القدر ؟! كلانا

سواء إلى الآن فهو ليس إنسيّ وأنا كذلك أيضاً ..

" الآن هي النظرة الأخيرة الإنسيه للحياة يا ميرا ،

هل تريدين بعض الوقت بمفردك

أم أُلقي الترتيلة الأخيرة ؟! "

" لا ، انهي الترتيلة سريعاً "

وبعد انتهاء الترتيلة الأخيرة تحولت قدماي ميرا إلى

جذعين ضخمين انغرسا في

باطن الأرض ، ويديها انقلبتا إلى فرعين سميكين ،

وشعرها تحول إلى وريقات شجرٍ

أخضرٍ بهيةٍ لامعةٍ ، واتخذت شكل شجرة البلسم

حرفياً في عدة دقائق ..

ومن هناك لا يستطيع التعبير عن حزنه و ألمه ؟! ،

الجميع قد بكا وألقى القليل من

التراتيل على روحها الطاهرة ، ومضى يومان على

الأقل بعد ذلك الحدث وتناسى

الجميع الأمر ، وعلى ذلك النحو مرت التسعة أشهر

إلى أن تمّ الحدث الأعظم

للأنا معناً واحداً فقط | just one mean for myself حيث تعيش القصص. اكتشف الآن