وسط أجواء امتلأت بالقلق والترقب ، نظرت
أفروديت باتجاه آريس وقالت : " سأحكي لكم كل
شئ .. منذ أربعة أشهر جاءني آريس وهو يحاول
جذب أطراف الحديث معي وصارحني بأنه يعشقني
ويريد الزواج مني ، ولكنني قلت له أنني لا أفكر به
كزوج ، فصاح بي بشدة وهددني وقال أن قلبي
متعلق بأدونيس بدلاً منه ، وقارن نفسه بأدونيس
وقال لي أنه أفضل من ابن الخطيئة في كل شئ ،
فطردته "
"ولكن ماذا دليلك على أنه قتله بتحوله إلى خنزير ؟"فتدخل صوت ألهة أخر :" وماذا لو كان أبولو انتقاماً
منك على جعل ابنه عامياً ، وماذا لو كانت
بيرسيفوني ؟!"
انطلقت شرارات غضب من عيناي قذفتها عليهمجميعاً وأنا ألعنهم واحداً واحداً ، فمن نبرة حديثهم
وطريقتهم قد أوحت لي أنهم لن يساعدونني في
الأخذ بثأر حبيبي .. ثم استأنفت الحديث قائلة ً :"
سأذهب للأعلى ، خذوا وقتكم ثم ارحلوا جميعاً "
ولم أستدر حتى لأعلم ردة فعلهم ولكن هذا لا يهم ..
وانقضت ثلاثة شهور وأنا معتكفة بمنبري أؤدي
الصلاوات ليل نهار على روح أدونيس الطاهره ،
وقررت العودة لأحوال المملكة مرة أخرى لأعلم ما
جد وحدُث ولكنني وجدت هيفيستوس جالساً
يحملق فيّ ..
"هيفيستوس ؟ "
"نعم إنه أنا يا أفرو "
" أفرو ؟ أرجوك ادعني باسمي يا هيفيستوس "
"وهل هناك زوج لا يداعب زوجته "
"ماذا تقول !!"
" نعم ، لقد تزوجتك منذ شهر كامل عند كبير الألهة
زيوس أمام جميع الألهة ، ألا تتذكرين ؟!"
"كل هذا كذب ، أنا لم أتزوج أحد ما "
" بلى ، لقد تزوجتني "
" ما أنت إلا مجرد كذاب ، ويوم أتزوج لن أتزوجك
أنت .. سأتزوج من يليق بي أنا ، و ضع مائة خط
تحت " أنا " ".
" ومن أنت لتتكبري بذلك الشكل ؟ ، انظري لنفسك
جيداً ، جميعنا نعلمك منذ أن كنتِ فتاة صغيرة ،
كنت فتاة جميلة ومهذبة وعُرفتي بالأخلاق الفاضلة
يا أفرو ، ولكن بعدما أصبحت ألهة الجمال وتوليتي
الحكم أصبحت متعجرفة حمقاء وحتى جمالك الذي
تفتخرين بيه بعد ملكك لم يصبح جمالاً .. قد أصبح
قبحاً ، اذهبي وانظري لنفسك جيداً وراجعي كل ما
فعلتيه بنفسك وروحك "
أطرقت رأسي أرضاً بعد نوبة صداع أليمة اجتاحت
كل مراكز عقلي فتركته ونهضت عائدة إلى قصري
ثانية وكل كلمة قالها لي حصلت على صدى مؤلم لا
يتوقف ..
لماذا مال قلبي إلى حديثه ، لماذا هناك قطعة ما في
صميم روحي انفطرت بكاءاً ؟
هل تريد الحنين إلى الوطن ثانية ً ، هل تريد السلام
والهدوء ثانيةً ؟
إذاً لماذا ظلمت قلبي وروحي في لعنة الملك .. هل
ظلمتها من أجل مال وملك ؟ لا أصدق ما فعلت .. ها
أنا الآن زوجة الألهة هيفيستوس وأنا مجبرة عليه ،
وها هو الآن قد ملك جميع أملاكي وما أنا إلا زوجة
حقيرة بنظره تحت قدماه ..
لقد ظلمت نفسي ، لماذا آمنت للقدر وتركتني أدور مع
عجلته ؟ هل لم أكن أعلم أنه سيأتي اليوم الذي
سيؤخذ مني كل ما ملكت ؟!
ولماذا تركت الأنا تعبث بقلبي أكثر وأكثر ، لقد جردت
معاني الحب الصادق مني إلا مع أدونيس ؛ فقد
أحببته صدقاً من دون وجود الأنا ..
لقد تركت كل ما هو سئ بجانبك أنت فقط .. بجانبك
يا أدونيس ، ليتك تعود مرةً أخرى وسأتغير مع
الجميع دائما ً .. أعدك ..
وعلى حين غرة وأنا أسير في الحواري الضيقة
باغتتني سكين وجدت موضعها في قلبي لتأخذ آخر
الدلائل على حياتي الصادقة ..
استدرت وأنا أصارع الألم لأجده هو أبولو ، فمن
الواضح لدي الآن أن أبولو ما زال ينتقم وأن قاتل
أدونيس ليس هو إلا عاشقي اللعين آريس ..
وتبين لي أن العجلة ما زالت تدور إلى أن أخذتني
إلى عالم الأموات ..
فاللعنة على عجلة القدر ..
....
الحمد لله 💖
....النهاية
The End....
#thesigncontest 🔘
💖💖
أنت تقرأ
للأنا معناً واحداً فقط | just one mean for myself
Historical Fictionفأسلمت بالحشا ما الهوى سهلاً ، ف الحب راحته عناء؛ ف أوله سقما وآخره قتلا ..