5

77 3 3
                                    

و الأجمل أن يتحدى الإنسان الآخرين قائلا : " جئت لأقول كلمة و سأقولها و إن أرجعني الموت قبل أن ألفظها يقولها الغد ، فالغد لا يترك سرا مكنونا..." كان يتكلم بحماسة كبيرة إستطاعت أن تنتقل من عينه إلى قلبي ، رفع رأسه نحو السماء و هو ليزال في حديثه " من لم يكن صديق نفسه كان عدو الناس و من لم يرى مؤنسا من ذاته مات قانطا...
نظر نحوي مرة أخرى مسك يدي قائلا "لقد علمتني أن الحياة تنبعث من الداخل و لن تجيء أبدا مما يحيط بنا ، يا صديقتي أصبحت متيقنا اليوم أن الأنانية أوجدت التنافس الأعمى و التنافس ولد العصبية و العصبية وضعت السلطة و كانت هذه داعيا للمنازعات ، الظلم و الإستعباد..."
أخدني بعيدا بكلامه فقد تجاوزت حدود الكون المعروفة ، أخدنا الحديث في كل مذهب ، إستلقيت على العشب الأخر قائلتا:" المحبة هي العدل بأسمى الظواهر فمن لم يكن عادلا في محبة نفسه محبة من حوله كان مراوغا ساترا بشاعة الأنانية بثوب المحبة البهي"
لم أكن أنظر إليه و لكن أحسست أنه يبتسم فقد رسمت النجوم وجها ضاحكا على تلك الوحة السوداء....
إستلقى بجانبي و خيم الصمت من جديد غير أن هذه المرة كان صمت الأفواه لا صمت الأرواح...
أحسست فجأت أن هناك شيء يقترب ، جلست و بدأت أنتظر أن يضيء القمر الشبح المقترب كما ينتظر الجمهور ظهور الشخصية على المسرح...

الأرواححيث تعيش القصص. اكتشف الآن