إستلقينا نحن الثلاثة و شخص كل واحد نظره على نقطة محددة من السماء ، هبت نسمة باردة أخرجتني من ذهولي إقشعر لها بدني و بثت الخوف في ثنايا روحي ، فقد حملت معها الاوراق المتساقطه على الارض و تسللت بين أغصان الاشجار العارية...
جلست و ضممت رجلي نحو صدري بقوة ...
فقال الشاب : تبدو هذه الاشجار و كأنها تصرخ و لا تجد من يحميها..
فأجبت:"أحس في أعماقي أنني أشبهها كثيرا فالناس تتسلل بداخلي تجرحني و تتركني أتألم مثلما فعل الريح الذي أخذ أوراقها ، الفرق بيننا أنها في الربيع تورق من جديد أما أنا فلا أعلم متى سؤورق .... لكن في بعض الأحيان أرى أنني أقوى تماما كالنخيل المتصدي للأهوال و الأعاصير .. هذا من جهة أما من جهة أخرى فأنا أرضى بشخصي :ضعفي ، قوتي ، حزني ، فرحي ، هدوئي و غضبي ، أرضى بكوني مزيج بين الاسود و الابيض , بين الخير والشر ."
ثم سكت فقد أدركت انهم هنا فعند حديثي كنت قد نسيت وجودهم..
إستدرنا فرأينا إنحدار القمر نحو مضجعه و بدأ النهار يلقي بجناحيه ، هنا قام كل واحد منا و ذهب في طريقه و قد تواعدنا أن نلتقي هنا كلما سنحت لنا الفرص ...
أنت تقرأ
الأرواح
Short Storyعندما تتعب الحياة الجسد و يتسلل هذا إلى الروح .. ترى ماذا يحدث ؟ هذا ما ستجدونه في روايتي القصيرة و التي تحوي إقتباسات من الكاتب مصطفى لطفي المنفلوطي و الإمام الشافعي ... قراءة ممتعة..