في الليل، ووسط الثلوج المتساقطة والرياح الباردة وأثناء العاصفة الثلجية، وعند نافورة مياهُها شبه متجمدة، تقف ماري تلك الفتاة الحمقاء التي لا تعرف سوى الغضب والعنف بانتظار أولاد أشقياء قد احتكت معهم في مضاربة في الصباح.
- ما حصل في الصباح -
بينما كانت ماري في طريقها للمدرسة ظهر أمامها فَتيان متعجرفان يطلبان منها أن تأتي معهما، دخلا في مكان ضيق وتبعتهما، عندما دخلت رأت بعض فِتيان ينظرون إليها باستحقار.
كان أحدهم ذو شعر بني فاتح ويجلس على صندوق كبير، قال وكأنه فتى بالغ: يا فتاة...أعطينا نقودكِ.
قالت ماري التي تملكها الغضب: ماذا؟ ومن أنت حتى أُعطيك نقودي؟ اخرس قبل أن أُبرحك ضرباً.
انزعج الفتى وقال: قلت أعطينا نقودكِ، لا شك بأنكِ تريدين المشاكل.
قال فتى آخر وبتعجرف: هذِّبي لسانكِ يا فتاة، إنه هيرو، يفترض أن تعطيه نقودكِ قبل أن نجعلكِ تندمين.
ردت ماري قائلة: وهل تظن أنني سأخاف بمجرد معرفة اسم هذا الولد المتكبر؟ إذا كان كذلك فأنت مخطئ.
في البداية كان عراكاً بمجرد كلمات وحسب، لكن ماري رمت على هيرو كرات ثلج وعلى بقية مجموعته.
قال أحدهم بغضب: سأقضي عليكِ أيتها البغيضة.
تجاهلتهم ماري وذهبت في طريقها إلى المدرسة، وقبل أن تذهب وهي غاضبة قالت: لتأتوا في الليل عند النافورة لتصفية الحسابات.
قال هيرو منزعجاً بينه وبين نفسه "لمَ لم تعطيني محفظتها؟ كل من أطلب منهم ذلك كانو يصغون لكلامي ويفعلون ما أطلبه منهم"
—–
والآن ماري تقف بثقة تنتظرهم يأتون لكي تهزمهم، فهي لا تشترك مع بعض الفتيات بأي من صفاتهم أو تصرفاتهم، بل أقرب لبعض الفتيان بتصرفاتهم العنيفة وحبهم للعراكات، حين وصولهم وقفوا أمامها وبدأوا بالسخرية منها، فردت عليهم برمي كرات ثلجية، غضبوا وردوا عليها بكرات ثلجية أيضاً.
قال فتى بغضب: سنجعلكِ تبكين يا فتاة الكرات الثلجية.
ولكنها ردت بكل قوة قائلة: لن أبكي أبداً.
عادوا للسخرية منها مجدداً لثقتها هذه، فهجمت على هيرو وبدأ العراك بينهم.
وفي أحد البيوت حيث تلك الشابة تدور وتدور من مكان لآخر بقلق وتردد قائلة: لقد تأخرت ماري عن المنزل كثيراً، وأنا أُختها وأعلم جيداً أنها تفتعل الكثير من المشاكل، فلربما هي الآن في خطر أو أنها تتعارك عراكاً عنيفاً مع أحدهم.
أنت تقرأ
ذكريات فتاة حمقاء
Randomقذرةٌ ذات شعرٍ مُعقَّد، حادة المزاج، تنظر للجانب السلبي دائماً. حياةٌ مملة أليس كذلك؟ لكن تشاجرت مع الفتى المعروف بقوته، لم تخبر أحداً عن المشاجرة وما جرى فيها. كل ما فعلَته هو الانتظار! تنتظر الوعد الذي وعدها به أثناء ذلك العراك، تنتظر بشوقٍ اليوم...