عند الصباح نهضت (ماري) لتستعد للمدرسة، ولكن لم تكن تستعد لها أصلاً! فهي تذهب بشعر غير مرتب وملابس المدرسة المتسخة وأغراض مبعثرة دائماً، وعادة ما تضيع منها كتبها و أقلامها.
لم يكن ذلك شيء مهم بالنسبة لها فقد اعتادت على ذلك رغم نصائح خالتها (ميكي) بتنظيف غرفتها وترتيب أغراضها وتهذيب مظهرها، فلم تكن تصغي لتلك النصائح أو تعير لها اهتماماً بل تتضجر منها.
وفي طريقها إلى المدرسة وجدت (هيرو) ورفاقه ينظرون إليها فتجاهلتهم ومضت في طريقها، أمسك (هيرو) بيدها وتسائل قائلاً: ما خطبكِ؟! أنتِ متغيرة عن عادتكِ، فوجهكِ بالغالب عابس وغاضب أما هذه المرة فحزينة ومتوترة.
تركت (ماري) يده وأمضت بسرعة في طريقها، قالت في نفسها "ماذا لو كان خبر هزيمتي قد انتشر في المدرسة؟ لا أُريد أن أكون محضاً للسخرية"
وصلت (ماري) للمدرسة من دون أية مشاكل ومن الواضح أن لا أحد يعرف بما حصل لها البارحة.
هدأت وحدثت نفسها قائلة "لا شك أن (هيرو) أو أي أحد آخر لم يرد أن يفضح أمري"
دخلت صفها ومن بجانب كرسيها صديقتها (ميهو) التي تحاول دوماً جعلها فتاة نظيفة متألقة كباقي الفتيات، ولكن بائت كل محاولاتها بالفشل.
عند جلوس (ماري) قال لها (ميهو) مبتسمة: صباح الخير (ماري).
ولكن كعادة كل يوم تجاهلتها (ماري)، و (ميهو) متعودة على ذلك، لكنها لاحظت أن هناك لاصق جروح على وجه (ماري)
قالت (ميهو) متسائلة: ما سبب وجود لاصق الجروح هذا؟
ارتبكت (ماري) وحاولت أن تتظاهر قائلة: إنه مجرد جرح سببه أنني وقعت بقوة على الأرض، ثم إنه مجرد خدش صغير يجب أن لا تعيري له أي اهتمام.
لكن (ميهو) لم تلاحظ اللاصق وحسب بل لاحظت ان صديقتها ليست على طبيعتها فهي تبدو متوتره واذا تكلمت لاتتكلم بطلاقه،
وحان وقت الذهاب من المدرسه خرجت (ماري) على الفور بدون ان تنتظر صديقتها فذهبت مسرعه الى المنزل لأن اليوم هو دورها في سقي ورود الحديقه وقد اهملتها منذ الصباح وهذه الورود تعني الكثير بالنسبه الى (ماري)،
عندما وصلت للمنزل لم تتناول طعامها بل اخذت المرش وخرجت للحديقه وبدأت بسقي الورود،
واثناء سقيها لها تذكرت والدتها المتوفاه فهي التي اعطتها هذه الورود لتزرعها واخبرت ابنتيها (ماري) و (ايومي) وهي تلتقط آخر انفاسها: عندما تتفتح هذه الورود ستملأ المكان بالرائحه العطره فكلما ملئ المكان بالرائحه وعطرت ارجائه واستنشقتما عبيرها......فتذكراني،
أنت تقرأ
ذكريات فتاة حمقاء
Acakقذرةٌ ذات شعرٍ مُعقَّد، حادة المزاج، تنظر للجانب السلبي دائماً. حياةٌ مملة أليس كذلك؟ لكن تشاجرت مع الفتى المعروف بقوته، لم تخبر أحداً عن المشاجرة وما جرى فيها. كل ما فعلَته هو الانتظار! تنتظر الوعد الذي وعدها به أثناء ذلك العراك، تنتظر بشوقٍ اليوم...