Ch "33" أنا السبب

2.8K 293 75
                                    

مرت ساعة كاملة على خروجهم من المدينة لم يتبادلا خلالها كلمة واحدة مما جعل الصمت سيد الموقف ليزيد من كآبة الظلام المحيط بهم ودون أن يدرك أحد أن ما بالخارج من هدوء يختلف عن ما بداخلهما من ضجيج أحدثته المشاعر المختلفه التي أخذت تتصارع في محاولة يائسة ليسيطر أحدها على البقية..

" على بعد خمسة عشرة متراً يميناً "

زاد خفقان قلب جمال مع عبارة تامر تلك التي تُنبئه باقترابه من مصعب الحي أو...
نفض جمال رأسه بقوة طارداً تلك الفكرة السخيفه التي كادت تشل حركته وتتغلب على بقية مشاعر التفاؤل داخله.

لاح للأثنين منزل مهجور محطم بالكاد يقف على أساسه تلتف حوله مجموعه من الأشجار المهمله المعمره والأرض مغطى بالحشائش الشائكة ويلف ذلك كله ظلام مطبق زاد من كآبة المشهد.

أشار تامر نحو ذلك المنزل بأصبع مرتجفه قائلا بانفعال شديد:
_هنا.

أوقف جمال السيارة بهدوء بعد أن أطفأ أنوارها هامساً بتوتر:
_علينا أن نلتزم الهدوء حتى لا يفطن الخاطفين لوجودنا.

أومأ تامر برأسه متفهماً ثم مالبث أن دس يده داخل سترته وأخرج منها مسدسين صغيرين مد أحدهما لجمال.
فغر جمال فاه في ذهول وهو يحدق بذلك المسدس هامساً باستنكار شديد مشوب بدهشه:
_يا إلهي...من أين حصلت على سلاح؟...ثم هل تريدنا أن نقتلهم!

هز تامر المسدس في يده مجدداً، وهو يقول بارتباك:
_جمال هذا ليس وقت السؤال ثم أنا لم أقل أقتلهم ... سنهددهم فحسب.

حملت عينا جمال نظرات أرتياب شديدة وهو يلتقط المسدس من يده قائلا بصرامة:
_نعم هذا ليس وقت السؤال.

تنهد تامر بارتياح وهو يفتح باب السيارة بهدوء شديد ثم سارا على أطراف أصابعهم نحو المنزل وما كادا يصلا نحو الباب حتى قال جمال بأعصاب مشدوده:
_الباب مكسور يمكننا الدخول.
ثم شد أكثر على مسدسه ودخل بخطوات حذره إلى ذلك المنزل بينما تطلع تامر لشاشة ساعته التي أضاءت بلون أحمر وقال بلهفه:
_على بعد مترين منا.

أخرج جمال هاتفه النقال وضغط زر خدمة الكشاف فأضاء ماحوله كاملاً فلحق به تامر وفعل الشيئ ذاته...ثم أخذا يسلطان الضوء في كل الأتجاهات على أمل رؤيته وعندما باءت محاولتهما بالفشل همس جمال:
_لننتقل للحجر.. واحده هنــ ..

قطع حديث جمال سماعه لصوت عواء داخل إحدى الحجر جعل جسده يرتجف بقوة قبل أن يركض نحو مصدره صارخاً بفزع:
_ لا... لا يمكن حدوث ذلك.

فتح جمال باب تلك الحجرة بعنف شديد ليصطدم بصره بذلك المشهد المخيف...بينما أطل تامر من خلفه فاتسعت عيناه ذهولاً وأصيب بصدمة كبيرة لا تقل عن جمال..
كان المشهد فظيعاً..
بل فظيعاً جداً..
كانت النافذة المكسوره سبب رئيسي لذلك المشهد البشع المخيف فقد أحاط بجسد شخصا ما والذي أحاط به الظلام من كل مكان ثلاثة من الذئاب الجائعة المفترسة والتي جذبتها رائحة الدماء.

" أول صديق 2 " مكتملـــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن