هي ران |6

3.3K 428 178
                                    


لا تنسَ الفوت عزيزي القارئ + التعليقات المُجزَّأة 💘
أذكر الله 🌼

*

كنتُ قد ركنتُ سيَّارتي أمام المنزل منذُ عشرِ دقائق قبل انتصابِ ساقاي على أرضيِّة المطبخ أشربُ الماء، فلقد مررتُ بالكثير ذلك اليوم؛ وتبقى أبي لكي يختتم يومي بحديثه!

على الأقل لا شيءَ سيُقلقني عدا كلامه؛ فالعجوز قيو عندما تفقَّده كان بخيرٍ تماماً، وكذلك الشاب هوسوك بعدما أوصلته لغرفته

تنفَّستُ الصُّعداء مُشجِّعاً نفسي، صعدتُ السلالم برويِّة على خلافِ عادتي، اتجهتُ إلى غرفةِ أبي وطرقتها ثلاثاً ليُجيبني سامحاً لي بالدخول

كان يسندُ ظهره على عارضةِ السرير يقرأُ كتابهُ المُعتاد، ما إن توسَّطتُ الغرفة حتى ثنى ساقيه مُتربِّعاً ونازِعاً نظَّاراته، جلوسي على الكرسيّ المُجاور لسريره تزامنَ مع إغلاقه لكتابه

سألني كـ بدايةٍ لحديثه عن سببِ تأَخُّري، أخبرته بأمرِ الحديقة مُستثنياً حواري مع ذاك العجوز وذهابي إلى المشفى

همهَمَ داعكاً ذقنه، تنهَّد ليقعَ قلبي أسفلَ جوفي؛ فأنا أهابُ أبي بقدرِ حبِّي له!

" لقد أنهيتُ كلَّ شيء يونغي، كُلَّ شيء " قالَ نافضاً كلَّ همٍّ قد تراكمَ على قلبي مع كُلِّ مُفردة، لو لم أتمالكَ نفسي لانتشيتُ فرحاً؛ أيّ لا كلامَ سيئ في صباحاتِ أيَّامي، لا أوامر رغماً عن أنفي، لا شخصاً يلعبُ دوراً ليسَ أهلاً له، والكثيرُ من الـ 'لا '

استطردَ ليزيدني فرحاً: " ولا حاجةَ لذهابكَ إلى المحكمة، فلقد قبلوا بشهادتي فقط "أردفَ بعدَ أن احتضنت يُمناهُ معصمي: " آسفٌ بُنيّ لأنني كنتُ أباً سيئاً إلى الآن، آسف "

رتَّبتُ كلماتي التي قد تزاحمت مُتدافعةً أيُّهنَّ ستخرجُ أولاً: " لا أبي، أنت لستَ سيئاً، لقد فعلت كل ما في وسعك لحمايتي "

كانت دموعي قد تزاحمت على أطرافِ جفنيّ، أطرقتُ رأسي لأُواريها عن أنظارِ والدي، ربَّتَ على شعري بعد أن بعثرهُ قليلاً، وأمرني بالذهاب للنوم

*

مرَّت ثلاثةُ أيَّامٍ بالفعل منذُ آخرِ مرةٍ ذهبتُ فيها إلى العيادة، كنتُ قد تدربتُ حتى كاد اليأسُ ينالُ مني، لكنني لم أخضع له؛ فأنا شخصٌ لن ينقادَ لأمثاله

أمرتني موظَّفة الاستقبال بالانتظار قليلاً حتى يخرج المريض الذي بالداخل، على الأقل لستُ أنا الوحيد الذي يرتاد هذه العيادة!

Four wallsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن