اسمكَ الأمل |8

3.4K 419 203
                                    


أذكر الله قبل لا تقرأ
ولا تنسَ التعليقات المُجَزَّأة والتفضيل عزيزي القارئ 🐰

*

انفجرتُ باكياً لأول مرةٍ في حياتي، شهقاتي كانت عالية بحق، نهض هوسوك وأمسكني مع كتفيّ وأخذ يهزُّني والقلق بادياً على وجهه، تبعه العجوز قيو في القيام نحوي، لكنه أخذ بيدي ليُجلسني على الكرسي؛ فلقد ترنَّحتُ لحظتها

شدَّ هوسوك كمَّ قميصه وأطبق عليه بأصابعه وقرَّبه من وجهي ليمسح دموعي، ربَّت قيو على رأسي مُحاولاً تهدئتي، وأنا فقط أزدادُ بكاءً!

بعد قرابة الخمس دقائق؛ أي لحظة سكوني، تحدَّثَ قيو سائلاً: "ما الذي حصل لتجهش بالبكاءِ هكذا بُنيّ؟ "

عاودتُ البكاءَ مُجدداً، ففي تلك اللحظة، أيقنتُ بأن أحرفي أضحت دموعاً، وأنّ انفعالاتي أمست شهقات، وأني أنا.. أصبحتُ واهناً لا أقوى أبسطَ الأشياء!

نهضَ هوسوك ومضى عائداً إلى المشفى، وددتُ لو أعرف لما غادر، لكنني ضعيفٌ جداً، أضعفني البكاء

هدأت وهدأ المُحيطُ حولي، لا هواء، لا زقزقة عصافير، لا شمسَ حارقة ولا حتى قمرٌ بارد؛ وكأن الكون توقَّف في اللحظة الفاصلة بين الشروق والغروب!

عادَ صوتها يرنّ في أُذنيّ؛ آسفة بحقِّ من خلقَ كل شيءٍ، أنا في بدايةِ طريقي إلى الموت، يونغي بُنيّ

لما بحقِّ خالقي اعتذرت؟ فقط من أجلِ مرضها الذي لا أعلم ما هو؟! أم أنها تُخفي شيئاً آخر، شيءٌ لو قالته لانتهت حياتها حينها! شيءٌ سيُغيِّر من مصيري قبل مصيرها!

" هل تستطيعُ التحدُّث الآن بُنيّ؟ " كان قيو من قال هذا، فَـ هوسوك لم يعد حتى الآن؛ ربما لم يقوى على رؤية أحدهم يبكي، فقلبه لا يتحمل

" سأُحاول.. الكلام " استللتُ نفساً عميقاً بعدها، هربت دمعتان من دموعي التي قد تجمَّعت مرةً أُخرى، مسحتها بيدي ثمَّ رحتُ أنظرُ للسماء

" لقد قابلتها، قابلتُ والدتي اليوم أبي قيو "

بصوتٍ مُتزعزع، مُتهاوي، مُتشتِّت كَحُطامِ زجاجٍ لا يُجمع، ولن يستطيعَ أحدُ إصلاحه!

عادَ هوسوك، وبيده علبةُ مناديل، وقارورتيّ ماء، جلس بجانبي كالسابق؛ لكن بوجودِ فراغٍ بيننا ليضعَ ما أتى به فيه

استطردتُ كلامي ولايزالُ نظري موجَّهاً نحو السماء: " اعتذرت مني، على كل شيء، طلبت مُسامحتي، لكنني لم أقوى أبي قيو، أخرجتُ ما يحمله جوفي طوال السنين الماضية حينها، ولم آبه لوقع كلماتي على قلبها "

Four wallsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن