كانت جالسة على كٌرسيها متوترة جداً،إنه اليوم الأول لسنتها الأولى بالمرحلة الثانوية،تحك يديّها بتوتر شديد و تحرك قدميّها بإرتباك،تنظر للطلبة القريبين منها و كانوا هادئين جداً،بجانبها صديقتها المٌقربة تنظر لها بإستغراب ثم تهمس لها بصوت خافت: هيه،آي-تشان !إلتفتت هي بحذر ورفعت حاجبيّها متسائلة ماخطب الأخرى،قالت صديقتها هامسة مٌجدداً: لا تتوتري أيتها البلهاء،هيا دوركِ سيكون قريباً!
"التالي،هلا قدمتِ نفسكِ رجاءً؟"
"حـ-حسناً."وقفت بسرعه و كانت مٌنزلة رأسها خجلاً،شدت على قبضتها ثم قالت بنبرة هادئة : ماسارو آيكا..سعدت بلقائكم.
إلتفت إليها بعض الطلاب مندهشين بِنبرة صوتها اللطيفة،لم تزح هي عينيّها عن أعين الأستاذ حتى قال: إجلسي.
جلست ومازالوا ينظروا إليها حتى قال الأستاذ مرة أخرى: التالي.
"ناكامورا هيكاري! سعدت بلقائكم جميعاً!"
"كانادي توموهارو.."..
Aika's POV
مر الوقت بسرعه حتى أتى وقت الغداء.أخذ الطلاب يبتسمون لبعضهم ويتحدثون مع أصدقائهم،هيكاري وضعت طاولتها بجانبي وبدأت تتذمر : أريد أكي معي!
وضعت رأسها على الطاولة ثم إبتسمت: هيه آي-تشان ما الخطب؟
"لا شيء،الجو حار فقط."
فتحت أول زريّن من قميصي ومن ثم : آيكا أيتها البلهاء أغلقيهما!
كان تومو بجانبي و كان مٌغمض عيّناه خجلاً،مالذي يٌخجل؟وقفت من عندي وقلت : سأذهب لإحضار العصير،من يريد؟
وقف تومو وقال : لنذهب معاً.تومو لا يٌفارقني أبداً،للمعلومية نحن لا نتواعد.
أعطيته ثلاث زجاجات من الماء،لأحمل ثلاث عٌلب من حليب الفراولة.
دخلت الفصل و جلست على مقعدي،أعطيت تومو علبته و أخذت العلبتيّن الأخريتيّن: هيكاري لا تنظري إلينا هكذا..كانت هيكاري تخرج لسانها وتنظر إلينا بطريقة غبية،فهي لا تحب نكهة الفراولة و دوماً تصنع تعابير غبية عندما تراه،إلتفت لتومو الذي غادر فعلاً ولا أعلم إلى أين ذهب!
"أكي!!"
"هيكاري تشان!"لقد إجتمعا عصفوريّ الحٌب،لم يمضى على فراقهم سوى ساعات قليلة..
"هل نخرج للخارج؟"
"لكن..حسناً لنذهب."Tomoharu's POV
بينما كانتا آيكا و هيكاري يتحدثون خرجت من عندي لأشتري بعض الطعام،كان المقصف مٌزدحماً جداً لذا غادرت المكان،عدت للفصل ولم أجدهم هٌنالك لذا ظننت بأنهم بالخارج يتناولوا الغداء.
خرجت للبحث عنهم لكني لم أجدهم بعد،أخرجت هاتفي لكن قاطعني صوت آيكا مٌنادية إسمي : تومو أين كنت! بحثت عنك طويلاً.
أمسكت ذراعي وقالت: أتعلم كم من الوقت قد أضعته؟ إلهي!
إعتذرت منها مع ضحكة لتنظر لي قائلة: ما المضحك؟إبتسمت لها : لا شيء هيا لقد تأخرنا.
زفرت و مشت أمامي بسرعه،يبدو بأنها قد إنزعجت بسرعه.لنتحدث عن آيكا، آيكا صديقة طفولتي لوقت طويل جداً،عصبية و صعبه المزاج،خجولة مع الغرباء و غالباً ما تكون صامتة،هي بالفعل حنونه لكن ضربها يؤلم فعلاً،دوماً توبخني لأني أصغر منها بشهريّن فقط!
طولها لا يتجاوز 155 سم،عنيدة في بعض الأحيان ومسالمة لا تٌحب خلق الشجارات إطلاقاً.."تومو هل أنت بخير؟"
هي مٌهتمة جداً،سواء كان أنا او هيكاري،فقدت أختها الصغيرة منذ ثلاث سنوات فهي دوماً تحب الإعتناء بالآخرين.لذا أصبحت بمثابة الأخ الأصغر للأسف الشديد.
أخذتني للمكان و قالت بأنه مكان اجتماعنا دوماً،فورما جلست رن جرس إنتهاء وقت الغداء،لتأتيني ضربة ساحقة من آيكا و حطمت جمجمتي و الشكر لها.
عدنا للفصل بدون هيكاري لأنها بقت ملتصقه بفارسها حتى سحبتها آيكا معها،حسناً لنتكلم عن شخصية هيكاري الطائشة؛ فتاة مرحة تكره حليب الفراولة كثيراً ولا تطيق رائحته،أيضاً ستجدها ملتصقه بآكي طوال حياتها.
بعض الأحيان تتجاهل كل من يجلس بقربها و تغني بصوتها المزعج،كل يوم تسريحة جديدة لا أعلم من اين لها الوقت لصنع برج ايفل مٌصغر فوق شعرها،لو تصفعها سيفتح بجانبها كشك صغير لمستحضرات التجميل.حسنا لن أنتهي من عيوب تلك الفتاة،أما فارسها الوسيم أكيهيرو،المٌلقب ب"أكي" أسمه اشبه بالفتيات،مجنون مثلها تماماً.
لن أستغرب إن أتى طفلهم مختل عقلياً،الجميع يناديه "أكي" سواي أنا.
"توبيماسو-كن" ، الذبابة.
تجده يدور حول رأسك هو و مجنونته الأخرى،مرتدياً نظارة الزينه .دوماً نتناقش بصوت عالي دون سبب يٌذكر،هذه عادتنا منذ أن ألتقيّنا في الإعدادية، "تشودوكو-كن" ، المتعاطي. اهذا لقب لفتى كان بالإعدادية؟
حسناً سأفسر لماذا كان يناديني بالمتعاطي،لا يراني إلا و أنا مٌمسك بحليب الفراولة،لذا أسماني بالمتعاطي حليب الفراولة.
أتى وقت عودتنا للمنزل،هيكاري ذهبت لطريقها و تشودوكو-كن ذهب لطريقه،بقينا أنا و آيكا التي غارقة بالموسيقى.
في الفترة الأخيرة نٌقلنا لمنزل أبعد قليلاً من منزل آيكا لذا طريقنا سيصبح مختلفاً،إستقليّنا القطار و هي مازالت تستمع للموسيقى و تحرك شفتيّها ببطئ،تستمع للأغاني الأجنبية كثيراً،وفي بعض الأحيان تجدها تسمع بلغه أخرى،لا أعلم متى ستنفذ بطارية هاتفها!
خرجنا من المحطة لننهي وقتنا بطرق مختلفة،خلعت سماعه الرأس و ثم قالت: لقد وصلنا بهذه السرعه!
أدخلت يداي بجيّبي وقلت: أراك غداً.
إبتسمت لي و غادرت،و من بعدها عٌدت لمنزلي ليستقبلني والدي ومعه ورقة ما،رماها عليّ و بدأ يقهقه بصوت خافت و دخل الغرفة و أغلق على نفسه."ورقة طلاق."
هذا ما كٌنت أتوقعه خلف تلك القهقهة اللعينه.