••
في مكانٍ وزمانٍ مجهول ؟!
فتحت عيناها ببطء وعقدة بين حاجبيها يسببها ذلك الضوء المسلط عليها
جسدها النحيل مستلقٍ دون حراك على أحد الأسرة بمكانٍ لا تسمع فيه شيئاً سِوى صفيرٍ مزعجٍ مصدره ذلك المصباح الكبير المضاء على وجهها ، ولكن صفير المصباح أكثر رحمةً من ضوئه الذي يكاد يسلب بصيرة أعيُنها ليصيبهما بالعمى !جاهدت لفتح عيناها أكثر حتى تتمكن من رؤية ما حولها ولكنها لم تستطع بسبب ضياءٍ يجهرهما فما كان منها سِوى إبقائهما نصف مفتوحتين
بقيت على حالها حتى حجب الضوء وقوف خيال شخصٍ ما بجِوار رأسها ليمد يده الكبيرة والمخيفة باتجاه وجهها بتأنِ !!!جفل جسدها برعبٍ وشهقت خلال أنفها بينما تفتح عينيها الأُرجوانتان على وسعهما لتستيقظ من نومتها ، رمشت مِراراً حين أحست بصداعٍ فضيعٍ يسكن رأسها ودارت بنظراتها في الأنحاء
المكان شبه مظلم ، غريبٌ وموحشٌ للغاية ؟!
جلست منتصبة سريعاً بلمح البصر بينما لا زالت تدور مقلتاها محور أنظارها لتقف بعد ذلك سريعةً منفعلة(أين أنا ؟)
تسألت في ذاتها وقد تسلل الرعب إلى قلبها لتخنقها عبرة البكاء وتتراكم الدموع أسفل محجريها الواسعتان المحدقتين حولها بضياعٍ وخيفةبلعت ريقها بطيئاً وعادت إلى التساؤل.. (متى ، وكيف ، وأين ، ولماذا ؟؟)
ونبشت ذاكرتها جيداً باحثةً عن إجابات ولكنها لم تفلح بإيجاد شيءٍ مما زاد مابها من ذعر
رفعت كفها المرتعش وقامت بفرك جبهتها بأناملها من تحت خصلات غرتها الداكنة الكثيفة بينما أغمضت عيناها حتى تهدئ من انفعالها للمحافظة على رباط جأشها وعدم السماح للخوف بأن يمتلكهاحاز على انتباهها شيءٌ مرميٌ أرضاً على مقربةٍ منها فانحنت والتقطته وإذا به هاتفها الذكي ذا الغلاف الأسود ، ولكنه معطلٌ وشاشته مفطورةٌ وعديمة الفائدة !
كشرت بتضايق ثم تنهدت ورمشت عدة مرات لتبعد دمعاتها وترى بوضوح وبدأت تتلفت من جديد بينما تدس هاتفها بداخل جيبهاالمكان واسعٌ إلى حدٍ ما ، يحكمه هدوءٌ قيدها بحبالٍ خانقة من رعبٍ ورهبة ، ظلمته الحالكة على آخر إمتداد البصر أصابتها بشعورٍ جعلها لا ترغب مطلقاً بمعرفة ما وراء تلك الظلمة !؟!
بلعت لعابها مجدداً حين أصابها ضياع ، هلع ، رعشةٌ عنيفة سكنت كل موضعٍ بجسمها ، ضمت نفسها فاركةً كتفاها العاريين علها تدفئ ذاتها من عواصفٍ متجمدة تسكن باطنها !!لابد وأنها في مستودعٍ ما فهنالك الكثير من الصناديق الخشبية ذوات أحجامٍ مختلفة هنا وهناك
بحثت بناظريها عن الباب ولكنها لم تجده (أين الباب ؟؟)
تعجبت ذلك وخطر برأسها تلقائياً كيفية دخولها إلى هذا المكان بعدم وجود الباب ؟؟!وجهت نظراتها إلى مصدر الضياء الوحيد هنا ألا وهيَ تلك النافذة الكبيرة المغلقة محاذاتها سامحةً لخيوط الشمس الملونة المحجوبة نوعاً ما بالتسلل خلال زجاجها ، ولكن النافذة مرتفعة بعض الشيء بحوالي مترٍ ونصف !
أنت تقرأ
عندما يعشق القلب، تصبح العين مجرد حاسة
Science Fiction•• : حتى وإن لم تميزك عيناي.. حتماً سيتعرف إليك قلبي !!. ولكن ، هل يمكن أن يتحول النسيان يوماً إلى سِلعةٍ يُتاجرُ بها ؟ ، يبدو كذلك فالنسيان نعمة أكثر منه نقمة ! ،،~ "آنابيل" الفتاة الهادئة فاحشة الثراء إنطوائية.. غامضة.. عدوانية.. تقضي جل وقتها ف...