★•1•★

395 10 2
                                    

كنت كعادتي اصحوا من النوم واخرج من المنزل لأجلس عند عتبت منزلنا واتأمل الطيور والعصافير التي تغرد فوق الأغصان , ثم يخرج أبي كعادته وهو يصرخ ويشتم في أمي : لماذا لم توقظيني أيتها @#$#@$%, لقد تأخرت عن عملي.
كان كل مايهم أبي هو العمل, لا يكل ولايمل. منذ أن يغادر في الصباح لا يعود إلا المساء.
في هذا الوقت يصبح المنزل هادئ, اخوتي في مدارسهم وأنا اترقب الوظيفة, واتجول هنا وهناك ابحث عن شيء يسليني ويملئ فراغي.
كان بجوار منزلنا غابة صغيرة وكان أبي دائما يحذرنا من عبورها! وإذا سألناه لماذا ؟! يرفض اخبارنا السبب!.
فقررت عبورها ودخول ذلك العالم السري , وأثناء ما أنا اعبر الجدول الذي يتوسط تلك الغابة لأتجاوزه الى النصف الآخر منها وجدت كوخاً صغيراً متداعٍ.
لقد اثار فضولي ذلك الكوخ وجال في فكري عدة تساؤلات :ماهذا ؟ ومن يسكن هنا؟ وهل سأجد أحداً بداخله؟!!.
فاعتزمت أن القي نظرة عليه, وأثناء ما أنا اقترب منه اكثر فأكثر, إذا بي اشاهد فتاة...
اعجز عن وصفها, كانت كالحورية , بل كالدرة النادرة, بل كانت ملاكاً نزل من السماء.
كانت تلك الفتاة تجلس على صخرة بقرب الكوخ وتدندن وتتمتم بكلمات وهي تغسل ملابسها.ولما اقتربت شاهدتني فصرخت بأعلى صوتها : جدتي هناك لص في الجوار, إلي إلي.
واخذت احاول تهدئتها وأقول لها : رويدك رويدك, ماأنا بلص,لقد اخطأت الظن.
وهي في خبر كان,لازالت تولول وتصيح بجدتها. وما أضحكني بالأمر أنه عندما خرجت الجدة من الكوخ كانت بالكاد تقوى على السير.
واخذت تلوح بسكين في يدها : ابتعد ابتعد ايها اللص ليس لدينا شيء تسرقه .
فقلت لها : اهدئي يا جدة ,ما أنا بلص, أنا جار لكم واسكن خلف هذة الغابة الصغيرة.
فصرخت الفتاة : لا ياجدتي إنهُ يكذب, إنهُ لص إليك به.
فما كان مني إلا أني تبسمت وتمالكتُ نفسي عن الضحك. كيف لتلك العجوز أن تحمي تلك الفتاة, واخذت انظر اليهن نظرة شفقة. وحاولت أن اوضح لهن من أنا ... وبعد جهدٍ جهيد اقتنعتا بأني لست لصاً.
بعدها سألتني الفتاة عن اسمي ونسبي! فأجبتها :أنا فلان ابن فلان الفلاني.وأنتِ؟!
فردت علي بدهشه : أأنت حقاً أبن فلان الفلاني؟
فأجبت بغرابه: نعم!!! ولماذا أنت مندهشة ؟! أتعرفين هذة الأسرة؟!
فأجابت وكأنها تخفي شيء: ااالااااا!! لا أعرفها , فقط التبست علي الأسماء لا أكثر!.
جلست اتسامر معهم لبعض الوقت ثم استأذنت بالأنصراف ووعدتهما أن ازورهما مرة أخرى , فتبسمتا لي بالرضا.
مضت أيام وأسابيع وأنا ازورهما يومياً دون علم أو ملاحظة أحد.
وفي أحد الزيارات طلبت من تلك الفتاة التي ترفض أخباري بأسمها أن تأتي معي لزيارة أهلي, ولكنِ تفاجأت لردت فعلها .
شهقت بقوة قائلة: لا ! لايمكن ذلك! مستحيل!.
فقلت : مالسبب؟!.
فقالت: لا.. لاشيء! فقط لااستطيع أن اترك جدتي لوحدها هنا , وأنت تعلم أنها كبيرةٌ في السن وتعجز عن عبور ذلك الجدول !.
فسكت برهه ثم قلت: حسناً! لا بأس! ولكن هذه المرة سأأتي لزيارتكما عصراً.
فما كان منها إلا أن شهقت مرى أخرى وكأن صاعقة حلت عليها: لا! لا! لا استطيع استقبالك في ذلك الوقت والأفضل لو تقلل زياراتك!.
فأجبتها: وما السبب؟؟!.
فقالت: دون أسباب , ارجوك إن كنت اعني لك شيئاً.. فأفعل كما اطلب منك!.
بصراحة أنا مندهش من ردود افعالها ولا أرى لها مبرراً قوياً أو حتى ضعيفاً لتصرفاتها تلك. ولكن ماكان مني إلا أنِ لبيت لها طلبها.
في تلك الليلة لم استطع النوم, اخذتُ اقلب الكلام في رأسي واسترجع ماحدث .وبدأت اتسائل في نفسي عن ردود افعالها تلك , فقد كانت جداً غريبة وتثير الشك... وبقيت الأسئلة والأفكار تدور في رأسي حتى تسببت لي بالأرق .]

لماذا ياأبيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن