من الكتاب الى المدرسة التجارية

85 4 0
                                    

وينتهي الصيف ، ويأتي الخريف فيصفر الورق ، ويتساقط ، وترجع الشجر حطبا ، وتصير أيام الربيع ذكرى ، ولكن الشجر يتججدد ربيعها . . . إشتاءها يلد ربيعها جديدا ، وربيع حياتي الذي ولى يتجدد .

ودعت أحلامي بطرف باكي *** ولممت من طرق الملامح شباكي

وإن لم انصب في عمري شبكة لفتاة ( صدقوني ) ولا أوقعت حسناء يوما في شرك .

كان لي بالأمس قلب فقضى *** وأراح الناس منه واستراح


لقد قضى فهل رأيت ميتا عاد بعدما مات ؟ هل أبصرت في سنة واحده تعاقب ربيعين ؟ هل سمعت بإنسان عاش شبابه مرتين ؟

كنت إن برقت لي برقة من جمال في وجوه البشر ، أو صفحات الكون ، أحسست بالعاطفة تشتعل في صدري ، والمشاعر تلعب بشغاف قلبي ، فأفزع إلى القلم لأسجل ما أحسست به ، فيسابق قلمي فكري .

وإن قرأت أخبار الوفاء أو الغدر ، أو سمعت أنباء الخير أو الشر ، شعرت بالأفكار ، تقرقع جوانب رأسي لتهرب ، فأسارع إلى القلم لأقيدها .

وإن صافح سمعي أبيات من شاعر ينظم حبات قلبه عقود بيان لا كشعر هذا الزمان ، أو نغمات من مغن يصوغ عواطفه طاقات من ألحان ، هزتني فهززت قلمي .

اقتباس من كتاب  ( ذكريات )Where stories live. Discover now