الفصل الاول : اكاذيب بيضاء

143 3 0
                                    

كنت في المطبخ اساعد والدتي في اعداد الطاوله لضيوف يخصون والدي في العمل ، لم تكن امي تستلطفهم كثيراً لكنها تتصنع تلك المجاملات الكاذبه لكي لا يطرد والدي من عمله.
يرن هاتف والدتي تنظر للهاتف تأخذ شهيقاً مطولاً لترد ، اهلا بكِ عزيزتي ، نعم نحن بأنتظاركم و نحن سعداء لأنكم لبيتم الدعوه ، تغلق الهاتف ولا تشعر بالذنب انها تكذب !
_أمي لِمَ كذبتي على الضيفه انتي لا تحبينها كنت قللتِ من المجاملات على الاقل !
_لا تدققي كثيراً سما كانت كذبة بيضاء .
وددت ان اقول لها ان الكِذَب كلها بذات اللون لا توجد السوداء او البيضاء لكني لم اتكلم اكتفيت بالصمت و شعرت ان الصمت كذبة رماديه ربما !! هو محايد للرضا والرفض ، وبما انهم يطلقون الوان لأكاذيبهم شعرت انه لي الحق ايضا ان اطلق الوان على كذبتي!!
كنت ارى الجميع يكذب الاكاذيب البيضاء لكني اكتفيت بالحياديه .
_سما هل رأيتِ اخاكِ؟
_سما اين تلك الخزفيات؟
_سما هل انجزتِ فرضك؟
كنت قد قررت الحياديه لا رفض ولا قبول !
تاتي والدتي ذات ليله تدخل الى غرفتي التي تغطيها الستائر البنيه الثقيلة و ذلك السجاد الذي يكسوها كانت تشبه القبو او القبر بالاصح !
_سما هل انتي بخير ؟
_لماذا تصمتين عند كل سؤال؟
كأني كنت اجاريها بأكاذيبها البيضاء ضد رماديتي و كأني اشعر انها تقتحم صمتي عنوةً ، يقطع حديثها ابتسامه غير مكترثه ترتسم على وجهي كأني اخبرها ان لا تسأل شيئاً وان الصمت يكفيني ويكفيها .
كانت حالتي هذهِ سبب كافي لطردي من تلك المدرسه المتداعيه السقوف كان يتخايل الي انها ستسقط ذات يوم مسببه مقتل اولئك المُدرسات المتظاهرات بالحب او اولئك الطالبات الصاخبات غير المباليات للعقل الذي يملأ جوف جماجمهن . تم طردي بالفعل بحجة انهم ظنوا اني اعاني الاختلال العقلي وانني اهمل دروسي ولا اصلح ان اكون كـ باقي الطالبات .
كنت اشعر بالسرور لقرار طردي على الاقل لن اضطر ان اتصنع الابتسامه الكاذبه لتصيبني التجاعيد اللعينه لاحقاً من جراء الإدعاء.
على قدر سروري بالطرد كانت خيبة والداي ونظراتهما المليئة بالاسى والخيبه تجاهي كـ إبنه فاشله .
لكني كنت فرحة بهذا الفشل كأنه انجاز كان يجب ان يأخذ مساره منذ وقت طويل .
كل ما كنت اشعر به هو اللاإنتماء لهذا المكان ربما لا يجدر بي ان اتواجد في هذا الزمان او المكان..
كنت قد قدمت لنفسي احتفالاً صغيراً بهذا الأنتصار الصغير لمثاليتي ضد اختلاف الجميع مع رفيقتي المعتاده فيروز و كأني اعشق بؤس صوتها و هي تصرخ بهستيريه ضااع شادي،،
آه يا فيروز ربما شادي فضل الذهاب ربما هو لم يظل الدرب لكنه ايضاً كذب كذبة بيضاء متحايله للرحيل يا لبؤسك يا عزيزتي

راح وصرت اندهلوا وينك رايح يا شادي .
اندهلوا ما بيسمعني .

هواجس الكمال (Obsessions the perfect)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن