ربما لا ينبغي لنا دائماً الوقوف عند الخط المناسب في الوقت المناسب دائماً .. لعل بعض الاختلاف جدير بأن يأخذ مكاناً في مخيلاتنا ...
كل هذه المثاليه لفاتن لم تعد بالحد الذي يطاق حتى انها تغلبت على مثاليتي !
_سما هل تخرجين اليوم ايضاً؟
_لا فاتن لن اخرج !
_سأشاهد فلماً او سأجلس مع عائلتي ربما .
_سما لم تعودي مصابه بالبشر ؟
_ماذا ؟ ماذا قلتي يا فاتن ؟
_لا لا شيء يجدر بي الذهاب الآن !
_لكن فاتن... فاتن الى اين ؟
لم استطع مجاراتها فهي تسرع راكضه لتختفي بعيداً
و عند حلول الليل كنت قد استعدت قدرتي على الجلوس لمشاهدة مسلسل prety little lires كان عنوان المسلسل جديراً بأن ارى او اسمع الاكاذيب البيضاء لأولئك الممثلين و هم يكذبون بكل اريحيه وانا استمع لهم دونما شعور بالذنب ..
لكن بعد انتهاء المسلسل كنت افتقد وجود فاتن التي لم تزرني هذه الليله كنت قد عزمت ان ابحث عنها في الصباح ان لم تأتي ..
ذهبت لأنام تحت القمر و انا استمتع بأنتصافه كأني انتصف مثله مره اخرى
وارى كل تلك النجوم لكني لم اشعر بالسوء من صخبهن ...
حل الصباح ولم تأتي فاتن كـ عادتها
قررت ان اسأل الناس الذين احادثهم لاول مره على الرغم انهم يقطنون بالقرب من منزلنا
كنت اسأل عن فاتن ذات الشعر البني والعينان الجاحظتان و لكن كل الاجوبه التي حصلت عليها من الساكنين في الحي انهم لم يسبق لهم رؤية فتاة بهذا الاسم او بهذه المواصفات !!
عدت الى البيت وانا احمل كماً من علامات الاستفهام في عقلي !!
_امي هل رأيتي فاتن ؟
_اي فاتن عزيزتي؟
_فاتن رفيقتي كانت تخبرني انها تلقي التحيه عليك كل يوم!
_سما لا اعرف فتاة بهذا الاسم الحي صغير و كل الفتيات القاطنات فيه لا توجد من هي بهذا الاسم !
_حسناً امي .
كنت قد شعرت ان فاتن ما كانت الا اكذوبه
كانت رفيقة مخيلتي
او ربما عرابة مثاليتي
التي هربت حالما تخليت عن رماديتي في الحياديه في الرفض والقبول ..
هربت عندما شفيت من الاصابه بالبشر كما قالت ..
لكنني بدوت بحال افضل بدونها كأنها كانت الروح الاخرى التي تفك القيد عن نفسها لتقيد حريتي .. لم تكن تقطن في منزل او ما شابه كانت تعتاش في مخيلتي ..
كانت الذنب الذي يسكن داخلي
او لعلها كانت ذاتي المتمرده حين الصمت ....وكأن فيروز تودع كل شيء هي ايضاً اشعر انها مبتهجه بالنسيان لم يعد صوتها مأساوياً كما المعتاد..
امس انتهينا فلا كنا ولا كان
ياصاحب الوعد خلي الوعد نسيان
طاف النعاس على ماضيك و ارتحلت
حدائق العمر بكياً فأهدأ الآن .
أنت تقرأ
هواجس الكمال (Obsessions the perfect)
De Todoربما نحتاج للشعور بالنواقص لنسير الى الكمال لا ان نشعر بالمثاليه لنسير الى هوس الكمال ...