الفصل الثاني : رفيقة مثاليتي

101 4 1
                                    

مرآتي يا مرآتي من الفتاة الاكثر مثاليه ؟
انها فاتن يا عرابة الحظ السيء  ..
ربما يمكن لمثالياتنا ان تتخذ هيئة اشخاص ،
نعم هو شيء يشبه الخرافه او السحر ...

كالعاده يعلو صوت فيروز من حجرتي التي تكاد تتآكل من الظلام او تتداعى لتسقط يوماً متخليه عني و عن ذاتها.. فيروز تلك البائسه الوحيده لا اشعر بشيء سوى صوتها
..اديش كان في ناس عالمفرأ تنطر ناس و تشتي الدنيي و يحملوا شمسيه وانا بأيام الصحو ما حدا نطرني ...
كانت رفيقتي في كل حين، حين اصاب بالهستريا و حين احتفل وحتى حين البكاء كنت اصطحب صوتها الملائكي في جعبتي دائماً  ...
كنت قد خرجت لأستنشق الهواء في اعتاب بيتنا المقيت و كأن الاكسجين قد نفذ داخله ، تمر فتاة من امام البيت لم اكد اراها من قبل ترمقني بأبتسامه لطيفه و تلقي الصباح علي لم ارغب بالرد لكن يبدو انها شديدة الاصرار تقترب مني وتلقي التحيه مره اخرى
_مرحباً انا فاتن اعيش بالارجاء كيف حالك؟
لم يكن يهمني معرفة كنيتها او من تكون
استمر بحالتي المعتاده في ممارسة الصمت
_هل انتي بكماء ؟؟
_اجيب بصوت لا مبالي لا لست كذلك .
_يبدو اننا بنفس العمر اتمنى الا تمانعي ان اكون رفيقتك ؟
كأنها تقتحم خصوصيتي !!
_لا لا مانع لدي بإمكانك القدوم دائما ان اردتي
_حسناً سررت بمعرفتكِ يا ...
_سما اسمي سما.
_نلتقي في وقت اخر سما .
عدت الى غرفتي حتى حل الظلام
لا احب رؤية القمر ربما حتى هو لا يتحلى بالمثاليه منتصف احياناً و منتقص الاطراف احيان اخرى حتى انه يختفي ذات ليالٍ
و كل تلك النجوم الصاخبه حوله تتراقص
كأنها مشتركه في حفلة مليئه بالضجيج ..
شعرت بدقات خفيفه على نافذة غرفتي ازلت تلك الستائر السميكه البنيه واصبت بالهلع لأني رأيت فاتن هي من تطرق النافذه تدعوني للخروج .. بالفعل خرجت
_سما هل يمكننا السير قليلاً؟
_لكن الوقت متأخر فاتن!!
_لن نتأخر اعدك
_حسناً و لكن لم انتي هكذا حتى انك لا تنتعلين حذاءً
_ليس بالامر المهم تحركي قبل ان يستيقظ احد
كانت تشابه مثاليتي لم الحظ هذا في اول لقاء لنا ... تسترسل بالحديث عندما اتحدث وتصمت حين صمتي ..
_سما نستقل الحافله؟
_حسناً
تكاد ان تكون الحافله شبه فارغة
بأستثناء تلك العجوز التي تستند الى كتف زوجها كأنها مثقله بأمنيات ماتت في كل تجعيده من تجاعيد وجهها،
او تلك المرأه التي في نهاية الحافله وهي تستمع بعجز لطلبات اولادها الثلاث حين يتحدثون بذات الصوت ..
فاتن لا تنظر اليهم كأنها لا تشعر بالمثاليه تجاههم..
بقينا على هذه الحال نجول ليلاً في كل الاماكن
و عندما كنت اسألها عما نبحث تجيب بأختصار شديد..
عن المثاليه!
_فاتن لا اراك تذهبين للمدرسه ؟
_لقد فُصلت منها لأختلاقي بعض المشكلات
_اين اهلك؟
_يشعرون بالاحباط تجاهي
_اذن اين تسكنين ؟
_في المثاليه.
شعرت بالغرابه من كل تلك الاجوبه وكأنها انا و كأنها تعتاش داخلي ..
كنت قد شعرت بمرور تلك الايام ان فاتن تبدو مريبه للشك و بدأ الذعر ينتابني !
هي لا تفعل شيئاً سوى البحث عن اشخاص مثاليين .. لا تحبذ الاكل او الاستمتاع بالوقت ..
كانت اشبه ما تكون مصابه بالهلوسه او ربما اقرب لـ هوس المثاليه .
حتى اني اسميتها رفيقة مثاليتي...

هواجس الكمال (Obsessions the perfect)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن