*1* الجزء الثاني
*2* جماعة من أنبياء بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام
@ ثم نتبعهم بذكر داود وسليمان عليهما السلام قال ابن جرير في تاريخه لا خلاف بين أهل العلم بأخبار الماضين وأمور السالفين من أمتنا وغيرهم أن القائم بأمور بني إسرائيل بعد يوشع كالب بن يوفنا يعني أحد أصحاب موسى عليه السلام وهو زوج أخته مريم وهو أحد الرجلين اللذين ممن يخافون الله وهما يوشع وكالب وهما القائلان لبني إسرائيل حين نكلوا عن الجهاد أدخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين قال ابن جرير ثم من بعده كان القائم بأمور بني إسرائيل حزقيل بن يوذي وهو الذي دعا الله فأحيا الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت
*2* قصة حزقيل
@ قال الله تعالى ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون قال محمد بن اسحاق عن
وهب بن منبه إن كالب بن يوفنا لما قبضه الله إليه بعد يوشع خلف في بني إسرائيل حزقيل بن بوذى وهو ابن العجوز وهو الذي دعا للقوم الذين ذكرهم الله في كتابه فيما بلغنا ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت قال ابن اسحاق فروا من الوباء فنزلوا بصعيد من الأرض فقال لهم الله موتوا فماتوا جميعا فحظروا عليهم حظيرة دون السباع فمضت عليهم دهور طويلة فمر بهم حزقيل عليه السلام فوقف عليهم متفكرا فقيل له أتحب أن يبعثهم الله وأنت تنظر فقال نعم فأمر أن يدعو تلك العظام أن تكتسي لحما وأن يتصل العصب بعضه ببعض فناداهم عن أمر الله له بذلك فقام القوم أجمعون وكبروا تكبيرة رجل واحد وقال أسباط عن السدي عن أبي مالك وعن أبي صالح عن ابن عباس وعن مرة عن ابن مسعود وعن أناس من الصحابة في قوله ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم قالوا كانت قرية يقال لها داورد ان قبل واسط وقع بها الطاعون فهرب عامة أهلها فنزلوا ناحية منها فهلك من بقي في القرية وسلم الآخرون فلم يمت منهم كثير فلما ارتفع الطاعون رجعوا سالمين فقال الذين بقوا أصحابنا هؤلاء كانوا أحزم منا لو صنعنا كما صنعوا بقينا ولئن وقع الطاعون ثانية لنخرجن معهم فوقع في قابل فهربوا وهم بضعة وثلاثون ألفا حتى نزلوا ذلك المكان وهو واد أفيح فناداهم ملك من أسفل الوادى وآخر من أعلاه أن موتوا فماتوا حتى إذا هلكوا وبقيت أجسادهم مر بهم نبى يقال له حزقيل فلما رآهم وقف عليهم فجعل يتفكر فيهم ويلوى شدقيه وأصابعه فأوحى الله اليه تريد أن أريك كيف أحييهم قال نعم وإنما كان تفكره أنه تعجب من قدرة الله عليهم فقيل له ناد فنادى يا أيتها العظام ان الله يأمرك أن تجتمعي فجعلت العظام يطير بعضها إلى بعض حتى كانت أجسادا من عظام ثم أوحى الله إليه أن ناد يا أيتها العظام ان الله يأمرك أن تكتسى لحما فاكتست لحما ودما وثيابها التي ماتت فيها ثم قيل له ناد فنادى أيتها الأجساد ان الله يأمرك أن تقومى فقاموا قال أسباط فزعم منصور عن مجاهد أنهم قالوا حين أحيوا سبحانك اللهم وبحمدك لا اله إلا أنت فرجعوا الى قومهم أحياء يعرفون أنهم كانوا موتى سحنة الموت على وجوههم لا يلبسون ثوبا إلا عاد رسما حتى ماتوا لآجالهم التى كتبت لهم وعن ابن عباس أنهم كانوا أربعة آلاف وعنه ثمانيه آلاف وعن أببي صالح تسعه آلاف وعن ابن عباس أيضا كانوا أربعين ألفا وعن سعيد بن عبدالعزيز كانوا من أهل أذرعات وقال ابن جريج عن عطاء هذا مثل يعنى أنه سيق مثلا مبينا أنه لن يغنى حذر من قدر وقول الجمهور أقوى ان هذا وقع وقد روى الإمام أحمد وصاحبا الصحيح من طريق الزهري عن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبدالله بن الحارث بن نوفل عن عبدالله بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه فأخبروه أن الوباء وقع بالشام فذكر الحديث يعني في مشاورته المهاجرين