مقدمة

989 54 173
                                    

( خفايا )

- 9 / 7 / 2023 -

-Saudi arabia / taif -

في خضم كل تلك الكيفيات المحاط بها اختار ان يُهمل مواعيد الصحبة لهذا اليوم ويقضي حاجات والدته مساءً من البقالة قبل ان يعود لعزلته المحببة . دفع ثمن ما اشترى وخرج من المحل يسير على الرصيف الحجري . لوحة محيطه صاخبة بأصوات الابواق والهمهمات المرتفعة من الناس بالجوار .

مر بمجموعة من الشباب يجلسون على كرسي طويل فرشوا عليه سجادات مزركشة ، لم يطل النظر لهم وادبر ماشياً على الرصيف بلا اهتمام ليتوقف مرتعشاً إثر نداءٍ اجش بإسمه : " سهيل ؟ ... " .

وبرد فعل تلقائي التفت ناحية تجمعهم ورمقهم في تساؤل ليرى انهم لا زالوا يتجاذبون الحديث العفوي ولم ينظر اي منهم لناحيته حتى ، عقد سهيل حاجبيه وراح يتلفت برأسه هنا وهناك باحثاً لثوانٍ طالت دون ان يميز شخصاً يعرفه على قارعة الطريق.

اعاد بصره للأمام وشد شعره الاسود في حيرة وسرعان ما اقتنع انها مجرد خيالات او ان النداء كان على شابٍ منهم له نفس الإسم . لم يأخذ الكثير من الوقت إلا وقد وصل يرتقي بجسده لأعلى طريق إسفلتي منحدر للأسفل عدد من السيارات والعمارات على جانبيه ، يسير وقد بلغ منزلاً أبيضاً متميزاً عن الباقي بطريقة نحت زواياه وإناراته الممتازة بخلاف باقي المباني ذات التوهج الخفيف .

اخرج مفتاح الباب من جيبه وحين اراد إدخاله بمكانه سمع نحنحة قادمة من خلفه اجفلته : " معذرة ! " .

نظر سهيل لناحية الصوت ليرى شاباً اجنبياً عنه طويل القامة ، ابيض البشرة ذو شعر وعينين بنيتين يكسوا نفسه بملابس سوداء عادية . اكثر ما حير سهيل ودفعه للشك والتوجس هو وجود فتاة خلفه بدت في نفس عمره حادة الملامح، ترتدي حجابها بإهمال.

: " سهيل صحيح ؟ " سأل الغريب بملامح باردة ليقابله الاخير بالصمت الحذر فيما الشاب اخفض بصره في تفحص مستفز لوقفته الهجومية حتى احنى سهيل كتفيه متنهداً وأومأ لهما يقول بأدب مصطنع محركاً مفتاحه : " تفضلا معي " .

وجه جسده للباب ليرتعد مجدداً حين هبطت ذراع محادثه على كتفه ممانعاً يتمتم بلهجة هادئة والفتاة من خلفه تجول ببصرها فاحصةً الارجاء  : " لسنا هنا لإختبار ضيافتك ايها الشاب ! " .

رفع بصره نحوه في إستفهام وشعور باطني بالخوف يحاول ان يهدأ من روعه حتى النهاية ويرى ما الخطب معهما . إلتفت الشاب لرفيقته واشار برأسه ناحيته للتقدم الفتاة منهما مما ضاعف حيرة سهيل ودفعه لإخفاض عينيه عنها في إرتعاش ولم يقوى على الإفلات من قبضة شريكها المحكمة عليه .

إشتم رائحة الياسمين الخفيفة فور ان صارت بمحاذاته وتفاجئ اكثر حين لم تنطق بشيء ومدت له كيساً اسود . معالجة الموقف واستدراكه اخذا منه وقتاً وهو يقلب قزحيتيه بسرعة متوترة حتى حسم امره بالرغم من تخوفه وتناول الكيس يرمق الشاب بجواره في تساؤل .

رأيتُني مِنبراًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن