"لننفصل" كلمة أبغضها.. لا أحب سماعها و أكره نطقها. لقد إنتهى كل شيء بسبب كلمةً واحدة و لم يعد بوسعي تحمل خسارة شيء ما آخر. تعتمت الحياة من حولي لكن، سرعان ما أنارت لي ضوءاً.
^صيف 2016...
-اوبا، إستيقظ. كفاك نوماً ستتأخر عن العمل.
-لا أريد الإستيقاظ.
وإذا به يسحببها الى الفراش...
-لا أريد الإستيقاظ لنبقى هكذا.
-اه إبتعد.
-لا أريد، لكن ما هذه الرائحة؟!
-اشش القهوه... سوف تحترق إنها على النار.
بعد إكمالهما للفطور إستعدا للذهاب الى العمل. خرجا من للمنزل يمسك إحداهما يد الآخر و الضحات مرسومة على شفاههم حتى أتى القدر ليهدم كل شيء، ليبعثر تلك الاُحجية المرتبة...
توسعت عينها و بدأت علامات الإضطراب تظهر عليها...
-سونغ.. سونغ هي!!
-هيلين، لقد عدت.
-(بتعلثم) اه، اهلاً .. اهلاً بعودتك.
-(ينظر الى يدها) زوجك!
-اجل يدعى جين يونغ.
*****
عاد.. عاد بعد أن دمر كل شيء. آسفه لم أُعرف نفسي بشكل جيد أدعى (هيلين) أبلغ من العمر 27 سنة. تزوجت بـ(جين يونغ) في أوائل 2016، اجل مازلنا حديثين الزواج. إنه يكبرني بسنتان. قابلته حينما كنت في أصعب أوقاتي. إنه النور الي أضاءت حياتي ذلك النور الذي ذكرته في السابق. أما من عتمها كان سونغ هي، كنا مغرمين ببعضنا البعض كنا ثنائي جميل. لكنه تركني... تركني...*****
بعد إنتهائهما من تعريف إحداهما للآخر ذهبا كلٌ في طريقه...^في السيارة...
-تفاجأتِ؟!
-أجل.
-هل تعتقدين بأنه عاد من أجلك؟!
-(بتنهد) لا أعلم من أجلي أم من أجل والدته.
-تحبينه!
-نسيته.
-تحبينه!
-أكرهه.. يكفي أسئلةً فقد وصلنا بالفعل.
*****
وصلت لمكان عملي وتساءولات تملئ عقلي بأكمله. اردت الاتصال بـ(سونغ هي) لأسئلهُ سؤالاً واحداً فقط.. لما عدت؟! لكن، زوجي لا أستطيع أن أحزنه فهو حياتي الجميلة.
إنه المساء بالفعل، أجل فقد عملت اليوم بجد دون أن أُلاحظ الوقت. هل سأجد سيارة أجرة في هذا الوقت؟! لا أعلم...
اخذت المصعد متوجهةً الى باب الخروج و إذا بي أجد (جين يونغ) داخل سيارته يلوح بيده لي و يرسل لي رسالة نصية...
"سأصبح سائقكِ الخاص لليوم، هيا لا تدعي هذه الفرصة تذهب من بين يداكِ ♡"
قلب في النهاية! هذا كافي ليجعل قلبي يرفرف و ينسى المه.. عرجت إليه و ركبت السيارة عانقته و همست في أذنه "اشكرك، يا سعادتي" بادلني بأبتسامة جعلتني أشعر بأن العالم مازال بخير. لكن فجأة شعرت بشيء غريب، فهذه المرة الأولى التي يأتي بها ليقلني من مكان عملي فقد إعتدت أن أعود للمنزل بسيارة أجرة ما الذي يجري يا ترى لم أكبح فضولي و سألته...
- خائف؟!
كان رده...
-من ماذا؟!
-منه!
-مِن مَن؟!
-لا شيء.*****
أجوبته تلك كافية أن تجعلني أيقن إنه خائف من (سونغ هي) أن يقابلني، أو أن نخرج معاً لا ألومه فأنه يعلم برواية الحب القصيرة تلك بيني و بين (سونغ هي) كما يعلم بأن هناك جزءٌ مني يرفض أن يودع مشاعري إتجاه (سونغ هي). ماذا أفعل؟! ماذا أفعل بين جحيم الماضي و لهيب الحاضر.
حتى قطع إتصال هاتفي من رقم مجهول سلسلة أفكاري تلك...
- مرحبا، من المتصل؟!
-هيلين.
-سو.. سونغ هي.
-هيلين.
-هل أنت ثمل؟!
-من أنا؟! هههه كلا لست كذلك.
-ياه لما أنت بهذه الحالة؟! أو دقيقة أين أنت؟!
توجهت إليه سرعان ما أنتهيت من المكالمة طوال الثلاث السنوات التي أمضيتها مع (سونغ هي) كان يرعى صحته و لا يشرب شيء كحولي. إنها مرتهُ.. مرتهُ الأولى التي يثمل بها. ماذا دهاهُ يا ترى! ما الذي يحصل؟!
"كيف السبيل الى وصالك دُلني" دُلني من فضلك فالطريق أصبح طويلاً جداً و الإزدحامات ملئت الشارع لم يكن بوسعي سوى الصبر على هذه المعرقلات. بدأت علامات القلق تظهر فبدأت قضم قمم أظافري و هز قدمي و النظر الى الساعة كل خمس ثواني لم أستطع التفكير سوى بـ(سونغ هي) لكن سرعان ما أحسست بيدٍ دافئةٍ تمسك يدي و صوتٌ عذب يهدئني بكلماته "لا تقلقي، سنصل فقط ثقي بي لا شيء سيحدث" قال لي هذه الكلمات حتى شعرت بالحرج لأني فكرت بـ(سونغ هي) و نسيت ملاكي الذي يجلس بجانبي. أعتذر، أعتذر لسوء معاملتي لك.
بعد كلماته تلك أصبح الطريق يَسراً وصلت و يا ليتني ما وصلت فقد كانت مرتي الاولى التي أرآه بها على هذه الحالة.
-لنأخذه للمنزل. هيلين ساعدني و إفتحي الباب.
-اه أ..أ .. أجل.
-اه صديقنا الجديد هنا.
-سونغ هي لا تهذري.
ركبنا السيارة و أنا أشعر بشيء من الخوف أردت الإلتفاف للخلف لكي أرآه لكنني منعت نفسي من أجل (جين يونغ).. من أجل ملاكي.
-هيلين!
-اجل.
-هيلين!
-اجل.
-إشتقـ!
-قل ما لديك سونغ هي بسرعة.
-واو هل نسيتِ بسرعة؟! ألا تذكرين حينما كنت اناديك مرتان و بالثالثة أقول لكِ أحبكِ او إشتقت لكِ أو أود إحتضانك. كنتِ دائماً تردين.
-سونغ هي لقد تماديت.
-آه آسف نسيت إنك زوجها و إنك هنا. على أي حال لقد وصلت الى منزلي.
خرج (جين يونغ) لمساعدتهِ.. أثناء مساعدته له ناداه (سونغ هي )و بدأ حوارٌ بينهما..
-جين يونغ .
-أجل.
-ياه إنها جوهرتي.
-ماذا.
-(بنبره حزن و عيناه مدمعتان) إنها الفتاة التي أحببتها ، إنها الفتاة التي كافحت من أجل الحصول عليها ، إنها جوهوتي التي حميتها ، جوهرتي التي لم أجعل أحد يمسسها أو يخدشها هل فهمت ؟!
-فهمت فهمت لكن تذكر شيئاً واحداً، تذكر بأن جوهرتك أصبحت جوهرتي.
-كالمتوقع رجل قوي ، حافظ على جوهرتك جيداً .
-يمكنك الدخول الى منزلك الآن.
لا أعلم ماذا يجري بين هؤلاء الإثنين الآن لكن لكن الأشواك التي زرعها (سونغ هي) و جعلت قلبي ينزف تلك الكلمات التي لم أنساها ذلك الحوار الممل الذي يجعلني أندم في كل دقيقة على معرفتي له رغم ذلك جزءٌ صغير يمنعني عن نسيانه...
-بماذا تفكرين بعمق؟!
-لا شيء.. فقط هكذا
-جيد لكن، هيلين هل يمكنني سؤالك شيء واحد.
-بالتأكيد ما هو؟!
-ماذا حدث... بينكما حتى تحولت مشاعركم الى هذا الحال.
أنت تقرأ
= جوهرتي =
Short Storyعندما تتكسر جوهرة الحب تتحول الى أشلاء تغرز في قلبنا لتجعله ينزف حتى يتوقف عن النبض و بتوقفه تتوقف الحياة .. إنتهت قصة حبنا لكن حبنا لم ينتهي، فهل سيكون الحب الأبدي هو الحب الذي صنعناه؟! أم بريق الجوهرة هو الذي ما زال يلمع في سمائنا ... فقط لنستمر ب...