♢لنستمر بالحب -٢-♢

329 18 16
                                    

-ماذا حدث... بينكما حتى تحولت مشاعركم الى هذا الحال.
-قصة طويلة، طويلةً جداً أتمنى نسيانها.
*****
مهما حاولت لكنها ما تزال عالقة في ذاكرتي يرفض
العقل إحراقها و يخاف القلب طردها...
^خريف 2013...
-لننفصل
-عن ماذا تتكلم ؟
-أجل لننفصل
-لماذا ؟؟
-لأني .. لأني أريد السفر للخارج، أريد إكمال دراستي
-لكن هنا يوجد عدة جامعات يمكنك دخولها لماذا يتحتم عليك السفر
-لقد إتخذت قراري سوف أسافر

لم يسعني فعل شيء سوى البكاء و العودة الى المنزل فما كان بأستطاعتي فعل شيء سوى ما سأفعله. عدت الى المنزل و لم اهدأ عن البكاء بكيت و بكيت. في ذلك الحين كان قد عاد الى المنزل و قد جن جنون والدته لسماع ذلك الخبر فلم تصدق بأن ولدها الوحيد سيبتعد عنها هكذا. حاولت إقناعه بعدم الذهاب لكن جهودها ضاعت فلم يستمع لأي كلمةٍ منها. أتى اليوم التالي مسرعاً كالخيل لم أتخيل بأنه سيأتي بهذه السرعة إستيقظت و كنت آملة بأن يغير رأيه إلا إنه كان عكس ذلك. علمت بأن طائرته كانت في السادسة فعزمت أن أذهب لكي أحاول معه مرة أخرى و أمنعه من الذهاب. ذهبت و لكنه لم يغير رأيه فقد همس في أذناي و قال "مجنونة، أتعتقدين بأني سأذهب للدراسة؟! و أنتِ تعلمين بأني لست جيداً فيها. أنا سأذهب لأقابل حبيبتي التي تعيش هناك هل فهمتِ. و الآن الوداع."
الدموع.. تلك الدموع التي لم تستطع التوقف بعدها أدرت ظهري و سُرت في طريقي كنتُ كالعصفور الذي كسر أحد جناحيه.تلك هي القصة الطويلة، المملة التي أريد نسيانها...
*****
في اليوم التالي ذهبت الى العمل كان يوماً هادئاً حتى إتصل (سونغ هي) أراد أن نتقابل لكنني رفضت ليس لأنني أريد محو مشاعري لكنني فكرت بـ(جين يونغ) كيف يمكنني أنأقابله و إنه يخاف عليَّ و يثق بي، تلك التي تدعى بالثقة خفت أن أحطمها... لكنه أصر على مقابلتي بقوله "لدي شيء مهم أود قوله لكِ." لم أجب بأي كلمة فقط أغلقت الخط. حتى عاود الإتصال بي في المساء...
-ألم أقل لكَ إني لا أريد مقابلتك!
-آسف لكن صاحب الهاتف قد أغمى عليه و نحن نتوجه الى المشفى الآن. هل يمكنك القدوم.
ذهبت و تفاجأت كثيراً من الحالات التي أراهُ فيها لأول مرة. اولها حالة الثمالة و ثانيها هذه الحالة فقد كان ممداً على سريرأبيض تحيط به الأجهزة من جميع النواحي ظننت إنه حادث سير لكن لم توجد هناك جروحٌ على وجهه أو كسور على أطرافيه حتى أتى الطبيب بخبرٍ صدمنا جميعاً...
-آسف لإخباركم إنه يعاني من مرضٍ في القلب كما إنه في المرحلة الأخيرة و لن يسعنا فعل شيء. و عملية إنقاذه شيء صعب فلا يوجد شخص يتبرع بأغلى ما يملكه.
بعد كلماته لم تعد سيقاني قادرة على حملي جلست ارضاً و الدموع تنهمر و ذلك الأنف الأبيض تحول تدريجياً الى الأحمر تماماً مثل والدته التي أرادت أن تنهار من شدة بكاءها. كنت أريد أن أصرخ، أن أجعل الوقت يعود للوراء و أوافق على طلبه و أسمع كلماته الأخيرة لكن حدث ما حدث...

*****
غيبوبةٌ دامت يومين بعدها إستيقظ و هَذر ببعض الكلمات الغير مفهومة لم تستطع الممرضة فهمها إلا بعد وقت قصيرة.
؛ثم رن هاتفي...
-أجل.
'مرحباً، هل أنت هيلين؟!
-أجل، من المتصل؟!
-نحن من المشفى فقد إستيقظ المريض و يبدو بأنه يريد رؤيتك.
لم استطيع الوقوف و الذهاب فقدماي منعتني...
- إذهبي. فأنه مايزال صديقٌ طفولتك و احد جيرانك القدامى.
-جين يونغ!
-إذهبي قبل ان أُغير رأيي.
قال جملته الأخيرة مع إبتسامته التي تغير نظرتي للدنيا. لكن كان خلف هذه الإبتسامة خوفٌ و قلقٌ شديدان فبعد كل شيء من يستطيع أن يدع زوجته تذهب لشخص كان في يوم ما حبيبها السابق...

*****
هرعت الى المشفى و أخذت المصعد توجهت مباشرةً لغرفته حينما شاهدني أدخل للغرفة بانت ملامح السعادة على وجهه. جلست على ركبتاي و أمسكت يده بعد ترددٍ كبير. حينها قال "أنا آسف" ظننت لأنه تركني ذلك اليوم فأجبته "لا بأس" بعد ذلك قال مرة أخرى "أنا آسف" لم افهم لما يتأسف...
-إسمعيني حتى النهاية و لا تقاطعيني. أنا آسف لأنني خدعتك في ذلك الوقت حينما سافرت لم أكن قاصداً الدراسة أو لأن لدي فتاة أحبها هناك، فقد كنت مريضاً. سافرت لعلي أجد متبرعاً هناك و أستطيع الشفاء و العودة لكن حينما وجدت إان الأمر صعب حتى في الخارج تمنيت أن تجدي شخص أفضل مني يمكنه رعايتك و إسعادك و لا يجرح قلبك. و بالمناسبة لا تفقدي (جين يونغ) فأنه لن يدعك ترحلين لشخص آخر مثلما فعلت.
أنهى إعترافه و كنت مصدومة من كلماته حينها بدأ عقلي بحذفه و جروح قلبي قاربت على الإلتئام. بعدها حاولت تهدئه نفسي بالرغم من إن عيني إمتلئت بالدموع و يداي مازالت ترتجف...
-يكفيك كلاماً إنه ليس مناسبا لصحتك
-هل يمكنك البقاء معي اليوم.
-قلت... لك... يكفي كلاماً. (و الغصة تقطع جملتها لتحوله الى كلام غير مفهوم)
-من فضلك.
حتى سمعت صوتاً مألوفاً على أذناي يقول "لا بأس، إبقي معه فأنا بخير" لأتفاجئ بأن (جين يونغ) هو صاحب تلك الكلمات. حينها خرجت معه لخارج الغرفة...
-ما الذي أتى بك الى هنا؟!
-لم أدعك تبقين معه لأني أريد تلبيه أخر أوامره لكن فقدان شخص ما ليس سهلاً و سأشعر بالندم إذا لم تستطيعي البقاء في هذه اللحظات. فقد ممرت بمثل هذا الموقف و أنا و لا أريدك أن تلومي نفسك مثلي. هيلين أنا أثق بك.
لم أستطع قول شيء فلكلمات لم تستطع الخروج بعد قوله لذلك، لذا عانقته. عانقته لم يسعني القول سوى جملتين "أشكرك لكونك شريكي في هذه الحياة، اشكرك لكونك زوجي."
إنه أغلى ماأملك إنه ملاكي الأبيض ربما يكون له ماضٍ أسود لكن مازال أغلى ما أملك. في تلك الليلة بقيت مع (سونغ هي) كنت أسرد له كيف كان لقائنا أنا و (جين يونغ) بناءاً على طلبه لكنه قاطعني قولاً "هيلين انا ضمآن، هل يمكنك إحضار كأس من الماء؟" أجبته بالموافقة على طلبه لكن لسوء الحظ كان إبريق المياه فارغاً فذهبت لأملئه حين إنتهيت لم أجد أمامي سوى ممرضاتٍ يتراكضنَّ في الأنحاء مسرعين لم أعيرهنَّ أي إهتمام لكن بعد فترةٍ قصيرة لا تتعدى الثواني إتسعت عيناي و وقع إبريق المياه من بين يدي. لأرتدي الأسود في صباح اليوم التالي. أدركت بأنه يجب قول الحقيقة مهما كانت مرة و يصعب على الطرف الآخر تجرعها لكن مهما يكن، أفضل من كذبة حلوة تنتهي و سرعان ما تطلب الأخرى. أتى (جين يونغ) ليخفف عني حزني جلس بجانبي فإستندت عليه وضعت رأسي على كتفه و قلت له..
-فقط لا تتركني.
-إنكِ جوهرتي و كيف يسع للمرء ترك جوهرته.
-أحبك.
-أنا أيضاً.
-جين يونغ... لنستمر بالحب.

.
.
.
.
النهاية~
.
.
.
شكراً لصديقتي العزيزة (S£BO) على المقدمة الجميلة و دعمها لي...♡

🎉 لقد انتهيت من قراءة = جوهرتي = 🎉
= جوهرتي =حيث تعيش القصص. اكتشف الآن