انكسر سكونه بصوت النادل الذي كان منتصبا امامه"..هل من طلبات سيدي "
رفع رأسه منتشلا نفسه من ظلمة السكون على مضض
انفجرت شفتاه مفصحتان
"..كوب قهوة خال من السكر مع رغوة مضاعفة .."
انصرف النادل ليعود هو الى سكونه المعهود
رفع رأسه نحو النافذة الزجاجية واقترب منها ليهيم في تلك الصورة
لقد كان يتأمل حبات المطر التى تسقط على بلور النافذة فترتد الى الوراء بمجرد ان تلامس الزجاج تتفكك الى قطرات بعضها يهوى الى الاسفل و الاخر يتشبث بالزجاج ليعلق و ينزلق ولكن لا تلبث القطرة ان تستقر حتى تأتي قطرة اخرى لتدمر سكونها دون سابق انذار
قطرات ماء تتشبث بالحياة
ابتسم بسخرية ثم ادار وجهه نحو الامام ليسرح في صورة جميلة كانت مثبتة على الحائط
صورة تداخلت تفاصيلها ين خطوط مائلة بالون الرمادي و بعض الدوائر المتشابكة التى احتظنت تلك الخطوط المائلة
لوحة بالاسود و الرمادي الوانها تحمل جميع سمات الحزن و الكئابة كأن تلك الدوائر و الخطوط المتعرجة تحاول تثبيت الخطوط المائلة لتمنعها من السقوط
وضع النادل كوب القهوة الساخن على الطاولة و انحنى مبديا كل سمات الاحترام ثم انفجرت شفتاه مفصحتا بكل ادب
"...بصحتك سيدي..."
ثم انسحب بهدوءوجه نظره نحو كوب القهوة
لقد كان مقدما بطريقة مغرية كوب من الزجاج المنقوش بلون الازرق السمائي. يتربع فوق صحن صغير منقوش بنفس الطريقة
رفع كوب القهوة لتتدافع رائحة الكافيين نحو جوفه و تضم كل شبر في جسده
"...انها الكمية المناسبة لتعديل مزاجي "
ارتشف الرشفة الاولى واخذ يتحسس ذلك الطعم الذي لامس لسانه
وكأنه يحاول فصل جزيئاتها و تناول كل واحدة على انفراد ليشعر بلذة اكبر
ظل على هذه الحال الى ان احس بصوت الهاتف يرن معلنا عن وصول رسالة
ادخل يده في جيب سترته السوداء وعلى مضض قام بادخال الرقم السري ليفتح هاتفه
"...اين انت بارك جيمين انا قلقة كثيرا رد على اتصالاتي ..."
ابتسم ابتسامة جانبية نامية عن شيء من السخرية
اعاد هاتفه الى جيبه و التقط مفاتيح السيارة انتشل نفسه من فوق الكرسي ليخرج جزدانه و يضع ثمن القهوة فوق الطاولة و يتوجه نحو باب المقهى
المطر يتساقط بشدة
ادخل يديه في جيب سترته و انطلق بسرعة نحو سيارته محاولا تجنب تبليل نفسه
أنت تقرأ
SAVE ME
Randomسوف انقذك ماري .. سأكون منقذك ... فقط اصرخي ..جيمين انقذني سأنام بجانبك الليلة لانقذك..