- ١ -

13K 818 30
                                    

ترتجفُ شفتايّ من فرطِ البردِ، و بالكادِ تخرجُ أنفاسي من صدرِي، كي أُدفئَ أناملي.

و قد أغمضتُ عينيّ في مُحاولةٍ فاشلة لتجاهل المارة الذين ينظرون لي بشفقةٍ تارة، و تقززٍ تارةً أُخرى.

حتى شعرتُ بنظراتٍ مُثبتةٍ عليّ، فلم تكن سوى نظراتِه الدافئة من خلف زُجاجِ المحل.

دائمًا ما كان في نظراتِه شيئًا يخترقُني، شيئًا جعلني أشعرُ بأنني في المنزل.

تعانقت أبصارنا لبرهةٍ قصيرة، حتى اختفى في الظلامِ، فاكتسحني شعور الغُربة من جديد.

انتظرتُ رؤيتَه من جديد، لكنه بخل عليّ بذلك.

فأمسكتُ بطرفِ الغطاء الرث، و سحبتُه ليُغطيني بالكامل، بعد أن استلقيتُ على المقعدِ الخشبي البارد.

أُصلي أن ينقضي ذلك الكرب.

THIRTY ONE | الواحد و الثلاثينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن