- اليومُ الأخير -
ينثرُ الثلوجَ التي تتساقطُ على شعره بينما يبحث عنها بتعبٍ في كل ركن.
الأنوار المطفئةَ بالشوارعِ، صعبت عليه.
صاح مُناديًا في ضعفٍ " كاثرين!" سأل شيخًا بينما يُحاول ألا يبكي "ألم تلحظ فتاة بشعر أسود؟"
"الفتياتُ جميعهم متشابهات."
إنها لم تغادر يومًا المقعد أمام المخبز أو الحديقة العامة.
ركضَ مُنتحبًا بينما يؤلمه كل إنشٍ في جسده.
استغرق وقتًا طويلاً حتى وجدها مستلقية على المقعد حيثما تكون دائمًا.
المقعد أمام المخبز.
ركض مسرعًا بينما يعرج ينادي باسمها بسعادة، عندما لمحها مُتكومة هُناك.
"حبيبتي." قالها مبتسماً بينما يمسح على وجنتها الباردة.
"استيقظِي، يا كاثرين.. لقد عدتُ إليكِ." قالها بسعادة بينما يبعد الثلج الذي يتساقط عليها.
"كاثرين." همس مجددًا في قلقٍ بينما يهزّ جسدها في رفقٍ.
الشفتان كانتا تميلان للبياض، و بشرةٌ شاحبة تغرق بين الثلج الذي يتساقط عليها، كان جسدها باردًا للغاية.
جلسَ على رُكبتيه، تهطل دموعه بلا كلام، لا يُدرك حقيقة ما حدث.
و كأن روحها كانت تشاهده بينما يبكي عليها، روحها لم تكن تريد الرحيل.
فلم يتبقَ سوى جسدًا هامدًا يضخ بالبرودة.
" كاثرين.." همسَ بها في ترجٍ.
" هيا سنذهب للمنزل، سنعود أفضل مما كنا عليه " قالها باكياً بينما يعانق جسدها بذراعبه.
"أنتِ مأواي، و أنا مشردٌ دونك." صرخ بها باكياً بحرقة.
_
" إنه مشرد.." قالتها فتاة بشفقة عندما لاحظت وجوده في تلك المقابر.
كان يضم قدميه إلى صدره يشاهد قبرها بصمت.
إنه ليس كذلك.. إنه أمام مأواه.
أصبح قبرها هو منزله.
"إن كنتِ مشردة، فأنتِ مأواي. أنتِ الوطن و انتِ منفاي. أهرب منكِ لائذاً بكِ. عناقك منزلي الدافئ، يا جميلة. بلا هويةٌ قد أصبحتُ، أنا بعدك."
يتردد في رأسه صوت الطبيب الشرعي ' ماتت و بداخلها الجنين. البرد قد كان قارصًا و الثلوج قد جمدت أطرافها. يومان بالخارج يقتل حتى النباتات برداً. '
لكن ذكراها ما زالت حية بداخله، حياته كلها أمام قبرها.
فهو المشرد دونها.
هي المأوى له.
هما اليوم الواحد و الثلاثون.
- النهاية -
أنت تقرأ
THIRTY ONE | الواحد و الثلاثين
Fanfictionسأنتظرُ الواحد و الثلاثين من ديسمبر، سأنتظرُكَ. - هاري ستايلز. { قصة قصيرة }