قطرات المطر رسمت لوحة مختلفة هذه الليلة ، الشوارع فارغة كالمعتاد بعد منتصف الليل . لا شيء يسمع إلا ارتطام حبات المطر و تكسرها أرضا و وقع الأقدام ، زدت من سرعتي نظرا لأني أسير مع رجل طويل خطوته الواحدة تعادل خطوتين مني .
نعم ، أنا الآن عائدة للعمل برفقة شريكي فيه ؛ جون . في مدينة كالتي نعيش فيها ، يعد التجول في هذا الوقت انتحارا بحد ذاته ؛ كأنك تقدم روحك على طبق من فضة .
الأمر معقد قليلا ، و بالنسبة لي مرعب كثيرا ، الأمر لا يتعلق بكوني فتاة لذا مخاوفي أسوأ ، بل ﻷنه ينتقي الشابات العاملات في مطاعم كي ينفذ أعمالهم اللاإنسانية مجهولة السبب .
قد تتساءلون من هو ؟ لا أعلم -و لا يعلم أحد- اسمه بعد ، لكنهم يطلقون لقب جاك السفاح عليه . هو مجرم قاتل خطير ، يستهدف النادلات اللواتي يعملن في المطاعم و المقاهي و المشارب ، ثم يقتلهن بطريقة وحشية !
كلما تشكلت صور لضحاياه في رأسي يقشعر بدني و قد تصيبني حالة خوف فوق الطبيعي . لا توجد أنباء مؤكدة ، لكني سمعت أن جاك هذا ينتزع لسان ضحيته و يستأصل الرحم أيضاً بعد قتلها . قال البعض أنه يقطع اللسان قبل موت ضحيته ، هذه الفكرة بحد ذاتها رعب آخر . يقول البعض أنه يأخذ ما يحتاجه من الأعضاء . بغض النظر عن الذي يفعله، جميع الدلائل كانت تقود إلى أن جاك هو طبيب جراح محترف للغاية ، و افترضوا أنه يبيع عضوا واحدا بعد كل عملية ، لنقل مثلا أنه باع قرنية العين و التي تساوي من ثلاثة أرباع المليون إلى خمسة ملايين تقريبًا، تخيلوا كم المبالغ التي سيجمعها !
" روز .. " ناداني جون بصوت خافت . اقتربت منه لأسمعه جيدا . همس في أذني بضع كلمات، الأكياس سقطت من يدي و صدرت شهقة عالية لا إرادية .
" أشعر بوجود أحد ما معنا .. " كان هذا ما قاله ، تبادر لذهني شخص واحد . أتمنى أنه ليس هو ، أتمنى أنه ليس هو ، أتمنى أنه ليس هو .
انحنيت لالتقط الأكياس ، و في لحظة سمعت صوت سقوط شيء كبير ، خمنت أنه يزن تسعين كيلوغراما ، بهدوء و بطء حركت رأسي لأرى ما سقط ..
إنه هو !!
و صرخة مدوية 'سقطت' من فمي !
• • • • •
ودعت رفاق عملي و خرجت بعجلة ، كونهم يعملون أربعا و عشرين ساعة ساهم في شعورهم بالأمان . نعم، في مدينة كالتي أعيش فيها ، يكاد يكون الموت وليد كل حين . لا لحظة؛ لا أقصد هنا الموت الطبيعي بل ما هو أفزع؛ القتل !
ما زلت أذكر تفاصيل تلك الحوادث و الجرائم ، تصلنا جثث مشوهة كل يومين أو ثلاث ، ترتبط الجثث بأربعة أمور: كونهن إناث ، يعملن كنادلات ، طريقة القتل واحدة ، و القاتل واحد . عملي يتطلب مني عدة أمور ، و على ذكر عملي أنا طبيب نفسي و طبيب جراح ، كنت مجتهدا في صغري و صرت طبيبا نفسيا ، إلا أني لم أحظ بأي وظيفة لعدة أشهر ، فتخصصت بالجراحة أيضا كوننا نعاني من نقص في هذا المجال . والدي من أغنياء المدينة لذا لم يرفض فكرة التخصص من جديد . وجدت بعدها عملا في مشفى حكومي ، أعمل في كلا المجالين الآن !
الحديث يجر بعضه ، لنعد إلى موضوعنا ، عملي يتطلب عدة أمور ، تشريح و تحليل و تدقيق في كل جثة ، استكشاف طريقة القتل و تحديد زمن تقريبي لوقت الوفاة . إضافة إلى هذا ، أجلس مع الشهود -و الذي ينتهي مطاف الأمر بهم موتى إما انتحارا من الخوف أو قتلى على يده- و أقوم باستجواب خفيف لهم .
أحاول عدم إخراج زوجتي و أطفالي من المنزل لأي سبب كان ، كما أن أخ زوجتي يعيش معنا؛ سمحت له بهذا ليحميهم. سلاحي في سترتي دائما متأهب لأي إنذار .
وصلتنا إلى الآن خمس جث... لحظة ، اسمع صوت صراخ من الشارع المقابل، سأتفقد الأمر سريعا لعل أحدهم بحاجة للمساعدة .
أرخيت قبعتي السوداء، و شددت معطفي المشابه لها باللون ، تقدمت بخطوات سريعة هادئة ، تقريبًا هادئة لأن المطر لم يساعد على هذا .
وصلت لزقاق صغير تحيط به مبان مهجورة ، اقتربت أكثر، لمحت جسدا ضخما واقفا ، و جسدا ملقى أرضا ، و جسد أنثوي جالس ، بدت و كأنها تتوسل له . مواصفات ذلك الضخم شبيهة بمواصفات شيء ما .. اه علي أن أتذكر ..
تذكرت و يا ليتني لم أفعل !
يا إلهي ، لا يعقل أن يكون هو !!*** *** *** ***
سلاااام عليكم 😃
كيف الحال أحبائي ؟أشكر الرائعين الذي قرأوا و صوتوا و علقوا 😍 يعني هذا لي الكثير ♡♡
كما أشكر الرائعة المذهلة اليشن Ellietion على تصميمها للغلاف ❤❤
ما الذي سيحدث لروز ؟
من هو ذاك الضخم؟
ما موقف الجراح ؟
توقعاتكم ؟
آراؤكم؟
انتقاداتكم ؟؟كونوا بانتظار الفصل الثاني قريبا 😄
تحياااااتي ❤
أنت تقرأ
موشح بالأسود
Horror" كان غريبا ، حفه الغموض .. و موشحا بالأسود " . جميع الحقوق محفوظة . القصة تابعة لمسابقة العلامة.