2

950 149 107
                                    

أخرج سكينه التي لمعت بسبب انعكاس ضوء القمر المسروق من بريق الشمس . نهضت الفتاة و حاولت الهرب ، لكنه أمسكها من طرف سترتها و صفعها بقوة، أغشي عليها .

اللعنة، فقط اللعنة، أكره مواقف كهذه؛ حياة الفتاة الآن كعقد في رقبتي . إلهي، ساعدني . الأمر ليس عادلا البتة ، قد أموت الآن لأجلها، أملك زوجة و أولادا ينتظرونني .

" من يدري ؟ لعل زوجتك تكون التالية.." همس صوت في ذهني . لماذا والد زوجتي يملك سلسلة مطاعم و هي تعمل فيه ؟!

أراه يرتدي قفازات في يديه، أكاد أقسم إنها من ذات النوع الذي أرتديه في يدي الآن و الذي يصنع خصيصا للمشفى الذي أعمل فيه . من يا تراه يكون ؟!

سكينه ترتفع عاليا ..

أرى مسدسي في يدي و رصاصات تخرج منه. ليمت الأدرينالين و الحركات اللاإرادية. رائع سيمون أن تطلق النار على أفظع مجرم في الولايات كلها. أصبت كتفه الأيمن و الدماء تتدفق منه .

يبدو أنه لم يعرف موقعي ! لا لحظة، هو يسير ناحيتي ، يهرول، صار يجري . سلاحي سقط تلقائيا ، غطيت وجهي بيداي ، ها هو يعبر الشارع و ...

ما الذي حدث ؟ لم لا أرى نفسي ميتا ؟ ألم يكن ما سمعته صوت سيارة جاءت لتنقلني إلى كفني ؟ نظرت لساعتي لأجد أنه حاول عبور الشارع قبل ثلاث دقائق ، ثلاث فقط !! تقدمت قليلا حتى وصلت للشارع و نظرت بطرف عيني لأجد شخص مرميا و دمه ينزف ، كما رأيت ضوء عربة خافت بعيد .

ما زال حيا، أرى أطرافه تتحرك . أخذت نفسا عميقا ثم جريت حتى وصلت للفتاة الفاقدة للوعي، حملتها و هرولت مبتعدا قدر الإمكان .

الحديقة كانت الخيار الأمثل؛ إذ أنه -و بكل تأكيد- لن يتواجد أحد هنا خصيصا في وقت كهذا، الثانية و نصف قبيل الفجر. استخدمت رذاذ الثلج لتخفيف أثر بعض العلامات الزرقاء -الرضوض- التي طبعت بواسطة يد السفاح على وجهها . فور تلامس الثلج مع بشرتها استيقظت فزعة، راحت تنظر حولها حتى وقع نظرها علي ، تراجعت للخلف و قالت : "أرجوك، أرجوك، اتركني و.." كانت تتوسل بشفقة.

حاولت إخبارها بأني لست جاك ..
" لست جا.." .
حسنا، طبلة أذني لم تعد سليمة بعد صرختها الحادة تلك، و عادت لتتوسل ..
"ف..فقط اسمعين.." حاولت مجددا لكنها قاطعتني مجددًا : "يمكنني فعل ما تريد لكن لا تقت.." .
" هل بإمكانك الاس.." .
"سأفعل ما تري.." عادت ، أعصابي طارت .
" هل بإمكانك التلعن و الصمت للحظة !!" و ها هو صوتي صدح في الارجاء، نظرتها كانت مرتعبة و هلعة للغاية، خلت أن إمساكي ليدها سيهدئ من روعها قليلا لكنها صدمتني بقوة الصفعة التي تلقيتها و هربت ... هي الآن تصرخ طالبة النجدة !!

حاولت أن أجاريها بالركض ، انتهى الأمر بي متعثرا على وجهي ، ألم أكن أحاول إنقاذها قبل ساعة ؟!

• • • • •

وصلت إلى المركز الأمني -الشرطة- الكائن بجانب مشفى حكومي، و أعلمتهم بما حدث، حولوني لقسم التحقيق، انتظرت هنا لبضع دقائق، بعدها جاء رجل أربعيني بدين قليلا ، و تتواجد بعض الخصل التي تحولت للون الأبيض دلالة عراكه مع الحياة و تقدم الزمن .

"مرحبا، اسمي جوزيف، لست من قسم التحقيق إذ أن الذي يحقق عادة قد غادر منذ ساعات، مع هذا سأساعدك الآن و هو سيحلل التفاصيل عند عودته" .

"اوه. ح..حس..حسنا" قلتها ثم أعطيته بيانات عني، اسمي الرباعي، مكان السكن، موقع العمل، إلخ من الأسئلة الروتينية .

"إذا، هل بإمكانك إعلامي بكل ما حصل منذ خروجك من مكان عملك؟" سأل ، هززت رأسي دلالة موافقة، سردت عليه كل التفاصيل؛ كيف أنه تبعنا، و ضرب جون بسرعة -على ذكر جون ماذا حصل له يا ترى؟- ، ثم كيف أخرج سكينه و صفعني، و فقدي للوعي و أخيرا تواجدي معه في الحديقة .

"هل رأيت وجهه؟ " سأل مجددا، أجبته بالموافقة، ثم طلب مني التفاصيل التي رأيتها .
" شعره أشقر المنابت ، بني الأطراف ، ملامحه كانت مرتبكة ، يملك عينين بنيتين بلون البندق ، و بشرة حنطية و .." .

" عذرا ، لكن مواصفات القاتل التي نملكها لا تطابق أي صفة قلتها بتاتا!  " قال .

نظرتي تحولت للصدمة ، أنا  متأكدة من أنه حاول قتلي قبل ساعات من الآن . أنا واثقة من أني رأيت سكينه . فكيف يعقل هذا ؟

"  هل هناك أي شيء غير طبيعي فيه؟ " سأل .
" لا اعلم .." أطلقت تنهيدة ، أغمضت عيني لوهلة مسترجعة ما حدث ثم اكملت : " كان غريبا ، حفه الغموض ، و موشحا بالأسود " .

*** *** *** ***

سلاااااام عليكم 😄
كيف الحال أعزائي ؟
أتمنى أنكم فهمتم ما جرى جيدا !
قصتنا القصيرة -أربعة فصول فقط- بدأت الآن !

- ماذا حدث لجون ؟
- هل ذاك القاتل هو جاك حقا ؟
- ماذا حدث له بعد الدهس ؟ تتوقعون أنه ميت أم حي ؟
- رأيكم بردة فعل سيمون ؟
- رأيكم برد فعل روز عندما استيقظت ؟
- شخصيتكم المفضلة ؟
- مقطعكم المفضل ؟
- توقعاتكم للقادم ؟
- أخطاء إملائية/نحوية ؟
- نصيحة/نقد؟
- ملاحظة أخيرة ؟

و شكرا 😍

تحيااااااااااتي ❤

موشح بالأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن