Obsession with A little bit of aspirin

168 13 1
                                    

"لا تخذلني ، لا تكسرني مادمت أنا لك فلا تدعني
أحتاج لغيرك " ظغطت سر الأرسال لرقم
سيلين و أكاد أختتق من دخان السجائر في
غرفتي الضيقة

" عفواً !" في ظرف ثانية أرسلت لي
و أرجعت شعري المليئ بالعرق للخلف
و أشعر بالعرق يغزو عيناي و لا أستطيع التنفس
درجة غرفة عالية و النوم يأكلني

" أحبك 256 " كتبت أحبكِ للمرة
ال 256 و لم أتلقى رد و لكنها مازالت ' متصل '

هل تفكر ؟ ماذل سأقول لهذا اليائس الميتم بي
" حسناً إذاً " أرسلت بعد ثوانِ طويلة

" أنا أختنق هنا " كتبت لها و لكنها أصبحت
غير متصل و شعرت بالتخاذل

فجأة رن هاتفي .. إنها هي تتصل لي

"مرحباً " قلت بسرور و أنفي يسيل
" هل أنت مريض ؟" سألت و كل شيء فيني يؤلمني حرفياً
كل أنحناء في جسدي يتعرق و الأشواك في حلقي
و أريد أن أستفرغ و جائع
" نوعاً ما .. أنا بخير " همست و همهمت من الجهة
الأخرى
" زين أنا .."
" أنتي ماذا حبيبتي " قلت بحب و تنهدت
" حبيبتي " همست بصوت أكاد أسمعه
" عليك التوقف عن إرسال رسائل غرامية
هذا يزعج خليلي جداً " قالت و أغمضت عيناي
الثقل يسيطر على جسدي رغم تناولي لأثنى عشر
حبة بندول للأطفال و الكثير من القهوة السوداء
ربما هذا كان سيساعدني لأكمال رسمها
" زين ؟! هل أنت معي " سألت و صوت
تنفسها ضد سماعة الهاتف تجعل جسدي
يشتعل أشتياقاً لها .. تمنيت لو تنعم يداي
بنعمة لمس بشرتها المخملية و حرارة
رقبتها و خصلات شعرها
" هذا الأتصال خاطئ " همست
" كلا .. كلماتك و مخارج حروفها فن
يطرب عقلي الخالي من الآلهام " قلت و أبتسمت
" زين .. أنا .. أه أرجوك أنا لا أريد
أن أمسح رقمك لرسائل غبية " قالت و شعرت
بسكينة تغرس بسرعة عالية و كأن أوتار قلبي تموت
و تتعفن
" غبية ! أمضي الكثير من الوقت
لكتابة الشعر و الرسائل لكِ " تحدثت و لكن
كل ما سمعته بعدها هو ' طوط طوط طوط '
لقد أغلقت المكالمة .

نهضت من السرير ليحدث صرير و أشعلت
سيجارة رغم آلم حلقي الذي تمنيت لو أدخرت بعض
المال للذهاب للطبيب به بدل أدوات جديدة للرسم
كما أنتي أحتاج ملابس داخلية و طعام دافئ كالحساء
و البطاطا المهروسة .. ترى هل تستطيع سلين أن
تصنع حساء إذا طلبت منها .. بلباقة .

" زين إذا أردت الأستمرار بالعمل لدي
إرسال رسائل غرامية و تناول دوائك " أضائت الشاشة
عندما أرسلت سلين رسالة نصية

" لم أبتع دواء و لكنِ تناولت أسبرين أطفال
كل ما وجدته في ثلاجتي " كتبت لها بسرعة و أرسلت
لها

" أسبرين ؟ كم واحدة تناولت " كتبت و أعتقد بأنها
تعلم كم أنا أحمق

" أثنى عشر واحدة .. تأثيرها طفيف " أرسلت

" أثنى عشر ! هل أنت بخير زين !! تقيئ على
الفور !" كتبت بسرعة و شعرت ببهجة لكونها أهتمت حقاً
لما كنت أتناوله ..

نظرت للمرآة و الأضاءة البيضاء الفسفورية أظهرت كل تفاصيل وجهي التي عادةً ما أخفيها و البقع الحمراء تحت عيناي ، لحيتي التي أحتلت رقبتي .. عيناي متعبة و العروق تتبض حول البؤبؤة .. شفتاي بيضاء و بشرتي شاحبة كالعنة.

هي لم ترسل شيء آخر بعدها و شعرت بخيبة أمل
و أتجهت للمطبخ لأضع المياه في أبريق فوق النار
ثم وضعت القهوة و صبيتها في الفنجان، تجهت لغرفتي التي يفصلها الباب عن المطبخ.

" خليلك من الغابة و لا يعرف كيف يتعامل مع مشاعرك
أحتاج لجسدك بأن يكون بجانبي و أحتاج لأناملك بمسح
التعب من جسدي .. و كأنني طفل أتأرجح أسفلك
هو لا يهتم بكِ كما أفعل .. لما أنتي أنانية بمشاعرك ؟ "
أرسلت لها و نهضت بسرعة و لكن فجأة شعرت بجسدي غير متوازن و رأسي كدقيق الشوفان يهتز .. و شعرت ببرودة الأرض على وجنتي و الغبار يحتلني لألتصق بجانب أحذيتي
و بالطبع .. هذا كل ما شعرته به قبل الظلام.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 18, 2016 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Anxiety || إضْطِرابّحيث تعيش القصص. اكتشف الآن