chapter 4 : بدون وعي

1.1K 139 113
                                    

قهقهت بخفة لأُردف "كلامك متناقض ، ثم أن عينك تقول انك تصدقين على أي حال.."

كنت أحاول أن أتلاعب قليلًا أو أن أغير ذاك المزاج السيئ حين زمجرت.

" عيني لا تقول شيء ! "

" بل تفعل ، أستطيع أن أقرأ كل م- " لا تتحدث وكأنك تعرفني ! "

يجتاح صياحها الغاضب أرجاء الغرفة مجبرًا لي على التحديق نحوها مصدومًا.

كانت تنظر نحو مقلتاي مباشرةً..يسري الغضب في عروقها بعنف بينما تشتعل عينها اليمنى بلون أحمر فاقع كالدماء..

و حينها إكتشفت..

" أين..انا ؟ "

شيء لا يعرفه غيري عن أرينا.

اختفت من أمامي تدريجيًا كما إخفى قرص الشمس القابع خلفها ليتركاني في ظلام مفاجئ..

أغمض عيناي بسبب ألم غريب ، و بعد عدة ثوانٍ أجد نفسي بداخل غرفة قذرة.

سوداء الجدران ، عديمة النوافذ ، غريبة و كئيبة..تنبثق منها رائحة تعفن قوية.

لم أكن أسمع أي أصوات في البداية..كانت غرفة صامتة تمامًا إلى أن أختفت نظرة الذهول من مقلتاي و عادتا أذناي للعمل.

كان هنالك صوت ..صوت خافت يعلو شيئًا فشيء كلما أخذت خطواتًا للأمام.

يبدو وكأنه شيء يلوح في الهواء ثم يستقر على جسد ما..صوت مجرد سماعه يبعث الألم.

" توقف..يكفي."

" إنها لا تتحدث حتى ! "

" هدئ أعصابك ، نملك المئات غيرها كما تعلم."

إستمعت لذاك الحديث بتركيز ، و من ثم توضت الرؤية لي تزامنًا مع إختفاء ثرثتهم من الأرجاء.

شخص ما يقبع هناك.

كان تقدمي المستمر ما هو إلا فضول محض ، و ربما كان المجهول يقودني نحوه بدون رغبة مني.

" بسبب اللأكارا..بسببهم.."

تسلل من زاوية الغرفة همس مرتجف نحوي.

كان الركن مظلمًا أكثر من الظلام المنتشر هنا بعدة أضعاف.

لم يكن أمامي سوى التقدم..و لم أمتلك خيارًا سوى التجمد بذعر متوسع العينين فور أن أدركت..

" أرينا..؟ "

***

#أرينا

" أخيرًا وصلنا ! " يصيح نيدوس بحماس فور دخولنا من بوابة الأكادمية الضخمة.

كان الجميع قد خرج من السيارة بالفعل بينما مازلت ألف وشاحي حول عنقي و أرفعه فيغطي دفؤه فمي.

هناك دائمًا أشياء تعتبر جزء لا يتجزء من كل شخص ، و لف هذا الوشاح كلما أضطر لمقابة عدد كبير من البشر هو أحدها.

ARENA.آريناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن