لون لا يشبهك

922 27 22
                                    

.
وكأي زهرةٍ في بُستان قلبي
كنتِ هناك تقبعين .. اوسطُه
بيضاء كغيمة مرت في الأُفق
.

____

10:55 Pm

صعد الى الحافلة
ذبول قلبه انساه جسده الذي يبحث عن النوم
جلس على المقعد واتكأ برأسه على زجاج النافذة يسترجع ماحدث منذ ايام معدودة
كان يود ان يخبرها قبل ان ترحل
ان تعتني بقلبه ولكنها فقط غادرت
بلونٍ مُغاير عن ما يعرف،لون لا يشبهها ..


دموعه تلك الليلة لم تتوقف
كما تسبقها من الليالي
كما البحر الذي لا يكف عن الهيجان،هي تفعل مشاعره
تعصف به الى الشواطئ ثم تعيده الى اعماقه وتخرج موجة ألم اكبر
ليتصدع قلبه اكثر فـ اكثر

تنهد يكفكف دموعه لينهض وينزل من الحافلة بعدما توقفت في المكان المخصص لها
فقد انتهى اليوم
اصبح يسير في الطرقات سارح البال
مازال حديثها عالقاً في قلبه
"انت مُجرد خطيئة
لما لا تبتعد عن العالم كي يصبح اكثر سلاماً ؟ اخبرني مالشيء الجيد في حياتي الان ؟
حتى انت اصبحت خائناً
مالذي بقي لي اخبرني ؟؟
ابتعد عني
انا انفصل عنك .. بقلبي وبجميع جوارحي"

____
قالت له ذات يومٍ
"احبك بكل عيوبك
سأحبك حتى ان كرهك الجميع
حتى لو قمت بقتلي"
لكنها لم تفعل
كان مجرد كلامٍ معسول تتلوه ليطوق قلبه ويأسره في حبها اكثر


دخل الى منزله بخمول ليرمي جسده المنهك على السرير بعدما حمل كتاباً قد قام بإلصاق صورها فيه
اصبح يتصفحه .. جميع الصور تم تصويرها دون ان تعلم
تنهيده بعد كل صوره
حتى مل الرجوع للخلف
حتى مل التذكر
رمى بالكتب جانباً ليغلف جسده بالغطاء وينام
منتظراً الغد .. ومتأملاً فيه
ان لا يخذله .

__
بعد عشرة ايام قضاها في مِرسمه -الغُرفة المخصصه للرسم-

الخامسة عصراً
كان واقفاً ممسكاً بالفرشاة بين اباخسه
يمزج الالوان باحترافيه على لوحته التي غطت نصف الجدار مِن ضخامتها
تنهد ثم ابتسم
"انتهيت!"
صرخ بذلك متراجعاً عنها يمسح جبينه بظاهر كفه
كانت الرسمة تخصها وتخصه
ترتدي فُستاناً قصيراً احمر كلون النبيذ ضيقاً يظهر جسدها الممشوق
ممسوحة الذاكرة
فقط مَسح جُزء كونه السبب في الحادث
وكونه مميزاً .. وكونهما قد انفصلا
ورسم امنية لها .. انها تريد رؤيته
يقف هو قربها يتبادلان الاحاديث ممسكين كؤوس نبيذ فاخرة

مجرد خطيئةWhere stories live. Discover now