اغلقي الباب !!

2.3K 114 44
                                    

عندما كنت طفله ، ذهب والداي لرحله في الخارج وتركوني مع جدي الوحيد في وسط الريف لأمضي طيلة إجازتي الصيفيه في الطبيعه. في البدايه ، غضبت وتذمرت من قرارهم . لم يكن يوجد إي احد ليلعب معي هناك ورغم محاولات جدي العديده في الترفيه عني لم أريد البقاء في بيته القديم.تقبلت الواقع المرير بعد رحيلهم وبدأت أبحث عما يمتعني . بيت جدي القديم كان في وسط الطبيعه ولم توجد بيوت كثيره مجاورة والجيران لم يكن لديهم اطفال على سني.بعد يومين من تجوالي لطبيعه المحيطه وجدت بقعه جميله جدا. كانت شجره ضخمه ذو اغصان طويله وخضراء تحمي من حراره الشمس ، كما وجدت تحتها جذع شجره مفرغ يصلح للجلوس . اصبح ذلك المكان ملاذي الصغير . كنت اذهب له يوميا مع كتبي واقرأ تحت ظلها . او احاول ان اتسلق الشجره هكذا أمضيت اول ايامي، لم يبالي جدي في البدايه لكن مع الوقت بدأ يتضايق فكل يوم كنت اتأخر بعودتي اكثر فاكثر ، جسلت احد الايام هناك اقرا كالمعتاد ولم الحظ ان الشمس بدأت تغرب حتى أظلم المكان بدأت احزم العابي وكتبي لكن فجأه سمعت صوت شخص قريب  من خلفي ، التفت بسرعه فرايت فتاه صغيره ، فائقة الجمال ، وتقريبا كانت على سني . استغربت من امرها فهي حدقت بوجهي لفتره طويله دون ان تعرف على نفسها . بدت خائفه نوعا ما . قررت ان ابدا بالحديث فقلت : اهلا،اسمي اميلي.هل انت جارتي؟" اجابتني بأن امسكت الفتاه بذراعي وهمست لي :"اقفلي باب غرفتك الليله" ايدي الفتاه الغريبه كانت ترجفان وبارده جدا .. ووجها شاحب وغير طبيعي.. سحبت يداي منها بقوه وحاولت دفعها بعيدا عني  لكن قبل ان تلامس يداي جسدها اختفت .. وكانها لم تكن موجود .. امسكت باشيائي وجريت حتى وصلت البيت .. استقبلني جدي!وهو مستاء مني لتاخري.. ارد توبيخي لكني دخلت غرفتي قبل أن يبدأ حديثه!اغلقت بابي واقفلته،ثم ووضعت امامي كرسي صغير لاتأكد انه موصد جيدا .. عندما انتهيت من تأمين النوافذ والباب..كاد نفسي ان ينقطع جلست على سريري والرعب يملأني.. تدثرت بلحافي وبيدي مصباح صغير وجهته للباب .. جلست مكاني ساعتان تقريبا قبل ان يبدأ النوم يتمالكني .. قبل ان استطيع إغماض عيناي سمعت صوت دق خفيف على باب غرفتي . انرت مصباحي وانا خائفه . هل الفتاه شبح يريد النيل مني؟لم اعلم ولم اكترث. كل ماهمني تلك اللحظه هو ان يبقى باب غرفتي مغلق!تحرك مقبض الباب كانما احدا اراد فتحه بكل هدوء في البدايه ثم تحرك المقبض بعنف كثير. امضيت دقائق وكأنما ايام و انا انظر لذالك الباب. هل سينكسر؟ هل هذي هي النهايه؟ اهكذا سألقى حتفي؟ توقف مقبض الباب عن الحركه ولكن جسمي ظل يرجف حتى حل الصباح . امتنعت عن العوده لبقعتي المفضله وامضيت الليالي اترقب باب غرفتي واصبحت محاولة الاقتحام روتين بالنسبه لي. قررت الا اخبر جدي. ظننت انه لن يصدقني ففي الاخير، من كان ليصدق طفله ذو خيال واسع؟ انحرمت من لذة النوم لقرابة اسبوع ولكن لم استطع التحمل اكثر من ذلك. وعدت نفسي اني لن اقفل باب غرفتي مرة اخرى . ماكان خلف الباب سيواجهني عاجلا ام اجلا وإن اراد بي سوء فليقم بالأمر ويكفيني عن الليالي المرعبه تلك . امضيت اليوم باكمله اهدئ اعصابي واستعد لما كان سيدخل عندما حل اليل تركت باب غرفتي مفتوح وحدقت اليه خمس دقائق ، ثم به بدق خفيف ثم تحرك مقبض الباب الى الاسفل والى الاسفل ..والى الاسفل..ثم انفتح الباب.. لم اعلم اني اكتم انفاسي حتى دخل جدي من الباب.. كدت ان ابكي من دموع الفرح! لايوجد وحش او شبح خلف الباب!! سألني جدي:" اميلي، مالخطب ياعزيزتي؟" اجبته:"لاشيء ياجدي،انا سعيده لرؤيتك فحسب".. فقال لي:"وانا ايضا اميلي! دوما سعيد لرؤيتك!" نبرته كانت غريبه جلس بجانبي ثم وضع يده على كتفي وبدأ ردد الكلام الجميل .. استوعبت لحظتها.. يا لي من بلهاء. لم تكن تهددني بل كانت تحذرني!! الوحش الوحيد هو جدي ولا احد غيره دفعت يده عني وطلبته ان يخرج من الغرفه.. غضب ورفض الخروج ثم حاول ان يمسك يدي . لم احظ اني اهرب خارج المنزل حتى غرزت الاغصان نفسها بقدماي الحافيتان . سمعت صوت جدي يلحق بي.. وجدت نفسي في نفس البقعه التي قابلت بها الفتاه. بدأت استنجد بها :" يافتاه ارجوك، انا اسفه لم اعلم" استدرت ابحث عن أي اثر لما ومدت ان اقع عندما وجدتها امامي!. صرخت بحده "لماذا لم تقفلي الباب؟! لماذا لم تستمعي الي؟" والدموع تلطخ خداها البيضاء. انقطع حوارنا عندما وجدني--او بالاخرى،وجدنا جدي بجانب الجذع الكبير.عندما رأى الفتاه توسعن عيناه،اما دهشه او خوف، او مزيج من الاثنين،"جيسيكا!" صاح جدي وعلمت ان ذلك اسم الفتاه"من المفترض انك ميته،متاكد من ذلك!".. انا قد الصقت نفسي على الشجره الكبيره والفتاه،[جيسيكا] واقفه امامي تحميني من الرجل الذي لطالما وثقت به. شعرها من الخلف كان ملطخ بالدماء والتراب..وقفت الفتاه بوجه جدي وقالت بكل قوه:"اقسم اني لن ادعك تؤذي اي حد مره اخرى" امسكت الفتاه بقميص جدي وهو يحاول نزع يداها ولكن قوتها لم تكن طبيعيه بتاتا. دفعته حتى اصبح الجذع الصغير ليسقط رأسه وعلى صخره كبيره..اشحت بصري عن النظر لكن مع ذلك سمعت صوت كسر جمجمته . عندما جرأت على النظر مرة اخرى كانت[جيسيكا] تنظر إلي وبالرغم من ان خداها مبللان بالدموع الا انها ابتسمت لي وقالت:"إلى اللقاء اميلي" كان أخر ماسمعته منها قبل ان تختفي للأبد.بدأت الشمس تشرق وانا مكاني انظر لجثة جدي الهامده حتى تشجعت للعوده لابلغ الجيران بالحادثه. عندما وصل والداي حضناني بشده. اخبرت الجيران اني تسللت من المنزل لألعب وحدي فوجدني جدي وعندما اراد ان يعيدني للمنزل عثر بالظلام ومات. لم اجرؤ ان اخبر احد بالحقيقه والوث ذكرى جدي عند امي وابي . عندما انتهى وقت العزاء قاما ابواي ليفرغا المنزل ليعرضوه للبيع.. اخرج ابي اطار جميل وبداخله صورة فتاه.. صورة[جيسيكا] بجانب نسخه مصغره من جدي ووالداي.. سحبت الصوره من يد ابي وسألته من تكون الفتاه بالصوره؟ اخبرني والحزن يملأ عيناه:"هذه اختك الكبرى، جيسيكا. ماتت قبل ان تولدي في نفس المكان الذي مات به جدك".
انتهى ✨✨..

قصص مرعبه .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن