«اختراعات طورها علماء كثيرون»

60 1 0
                                    



الــــٓــــــــــــــبــــــــــــــــريــــــــــــــــــــد

أدرك أجدادنا المسلمون أهمية البريد القصوى في وقت السلم والحرب . فعبدوا الطرق وقسموها منازل أو محطات ، توجد في كل محطة دواب مهيأة تحمل رسائل الخليفة إلى مختلف الجهات ، فتسلم بالمركز الرئيس لصاحب البريد ، الذي يمضى بها مسرعا حتى إذا وصل إلى أول محطة ، سلمها للمكلف فيها بالبريد ، ليقوم بوظيفته كالأول ، وبذلك كانت تصل الرسائل إلى الأمراء والعمال فى أسرع وقت ، وكانت المسافة بين كل محطتين تبلغ أربعة فراسخ ، أو اثني عشر ميلا ، وهذه المسافة سميت بريدا ، وأول من ابتكر البريد هو الخليفة معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما ، لرغبته في سرعة وصول الأخبار إلى أرجاء الدولة الإسلامية الواسعة ، وقد خصص أبو عبد الله المهدي للبريد إبلا لا تحصى ، وفى عهد العباسيين كان البريد مخصصا لأعمال الحكومة . ومن طرائف ما يحكى عن سرعة وصول الرسائل ، أن حمل البريد إلى الخليفة المأمون ثماراً طازجة كأنها جنيت في ساعتها . أرسلت إليه من " كابل " عاصمة أفغانستان الحالية بينما كان الخليفة واليا على " خراسان " . وحينما فتح جوهر الصقلي " مراكش " المغرب حاليا في عهد المعز الفاطمي ، وبلغ المحيط الأطلنطي ، أرسل إليه من هناك سمكاً في زجاجة ليثبت له وصول ملكه إلى المحيط . وفى القرن الخامس الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي ، ظهرت جماعة في مصر السفلى من حملة الرسائل السريعة أطلق عليهم " سيماكوى " فكانت الرسائل تصل من الإسكندرية إلى سبته بالمغرب في ليله واحدة ومن طرابلس في ليبيا إلى الإسكندرية في ثلاث ساعات .كما استخدم المسلمون الحمام الزاجل في نقل البريد ، وخطوا في ذلك خطوات واسعة ، وقد اهتدى المسلمون إلى البريد قبل غيرهم من الشعوب ، فأحسنوا إدارته وتنظيمه ، إلى حد إعجاب الشعوب الأخرى بما وصل إليه المسلمون ، فنقلوا عنهم هذه المصلحة التي أفادت العالم وظل البريد يتطور بتطور وسائل المواصلات والتقدم التكنولوجي حتى وصل إلى ما نحن عليه الآن .

حــــيــثٓ ماكــــانُــو اثــمــــروآحيث تعيش القصص. اكتشف الآن