الــــــــــــــــــــــسٓــــــــــــــــاعــــــــــــــــــةعرف الإنسان منذ زمن بعيد الوقت باستخدام المزولة . وهى عبارة عن عصا مستقيمة تنصب على سطح أفقي ويتغير ظل العصا بتغير مسار الشمس ويتم تحديد الساعة حسب طول ظل العصا ، إلا أن هذه الساعة كانت تتوقف عندما تغيب الشمس ليلا أو عندما يكون الجو ملبدا بالغيوم نهاراً .
وظلت هذه الطريقة مستخدمة حتى العصور الوسطي وخصوصاً في بلاد اليونان والعرب ، بعد ذلك ظهرت الساعات المائية والرملية ، حيث يتم قياس مدة محددة من الزمن عن طريق تساقط الماء أو الرمل . أما في العصر الإسلامي فقد تطورت صناعتها لحاجة المسلمين لتحديد أوقات الصلاة والقيام بالإعمال الفلكية المختلفة ، فاخترع المسلمون نوعين من الساعات المائية الدقاقة ، الأول : نوع كبير الحجم داخل غرفة كبيرة ، والثاني : صغير يمكن نقله من مكان إلى أخر يسمى صندوق الساعة مثل الساعة التي أهداها الخليفة " هارون الرشيد " لـ "شارلمان" ملك فرنسا وهى ساعة مائية دقاقة صنعت من الجلد والنحاس الأصفر المنقوش ، وكانت تشير إلى الوقت عن طريق فرسان من المعدن يفتحون كل ساعة باباً من أبوابها يسقط من الباب العدد المطلوب من الكرات على صنجة ... ثم ينسحبون ويغلقون الباب ، وهذه الساعة أدهشت ملك فرنسا وحاشيته ، فظنوا أن في داخلها عفاريت يقومون بتحريك أجزائها لتدق فى الوقت المناسب .
وانتشرت الساعات المائية الدقاقة في ربوع الدولة الإسلامية وقصدها الزوار والرحالة من كل صوب وعدوها من عجائب الدنيا في ذلك العصر . أشهر هذه الساعات ساعة باب "جيرون" وهو الباب الثاني للمسجد الأموي في دمشق وهذه الساعة صنعها " رضوان بن محمد الساعاتي " كما صنع " ابن الرزاز الحزري " ساعة أخرى رائعة ، وانتشرت صناعة الساعات في بغداد ومصر وتونس والمغرب وغيرها .... وتطورت صناعة الساعات على يد " على بن إبراهيم " الشهير بـ " ابن الشاطر " الذى حولها من ساعات مائية خشبية إلى ساعات ميكانيكية معدنية وتمكن " ابن الشاطر " من صناعة ساعة صغيرة لا تزيد عن 30سم تدار بالآلات المعدنية . وقفزت تكنولوجيا الساعات فى البلاد الإسلامية آنذاك على يد " ابن يونس المصري " الذي اخترع البندول " رقاص الساعة " والذي استخدم لحساب الفترات الزمنية ، وبذلك سبق المسلمون " جاليليو " الإيطالي بنحو ستة قرون فى اختراع البندول واستعماله في الساعات الدقاقة . وأعترف " جورج سارتون " و " سدويك " بأن العرب أول من استعملوا " الرقاص لقياس الزمن وقال العالم الأميركي "سميث " ، ومع أن قانون الرقاص هو من وضع " جاليليو" إلا أن " كمال الدين بن يونس " لاحظه وسبقه في معرفته ... وظل المسلمون يحسنون صناعة الساعات ويختصرون حجمها حتى تمكنوا من صناعة ساعة حائط لا يزيد حجمها عن نصف ذراع ، ونقل الأوروبيون صناعة الساعات عن المسلمين وظلوا يدخلون عليها التحسينات حتى وصلت إلى ماهي عليه الآن .
أنت تقرأ
حــــيــثٓ ماكــــانُــو اثــمــــروآ
Fiksi Sejarahقصص قصيره ومعبره عن شخصيات تــركوا اثر لن يمحاه التاريخ