أما سوار فمأساتها لم تنتهي بعد ... توجهت لشركة والدها و كانت تصعد متوجهة لمكتبه وتفكر
( إن اتصلت به لأخباره فلن يستقبلني بالتأكيد وسيتحجج بانشغاله ككل مرة عليا أن أكون هنا لأنتهز
أول فرصة لرؤيته ... يجب أن أتحدث معه بعيدا عن عيني والدتي والخادمات )
وصلت لمكتب السكرتير فلم تجده ( غريب هوا لم يغادر مكتبه يوما كيف سأدخل الآن ... سأرى دفتر
المواعيد قد يكون لدى والدي شخص بالداخل سيكون موقفا محرجا حينها ولن يغفره لي أبدا )
في ذلك الوقت دخل ياسر بعدما وصلت إليه إشارة لين الثانية عند الصباح توقف لبضع ثواني ينظر لسوار
باستغراب فقد تلبس عليه الأمر لأنها كانت ترتدي حجابا وبملابس أنيقة مرتبة ... وكانت منشغلة بالدفتر
أمامها ولم تلحظ وجوده
ياسر ( أليست هذه تلك الخادمة أم شُبه لي ... يستحيل أن تكون هي ما الذي سيأتي بها هنا )
تحمحم قليلا فرفعت سوار عينيها لتفاجأ بوجوده أمامها
ياسر : عذرا يا آنسة أنا على موعد مع السيد راشد هل لي بمقابلته الآن
نظر لعلامات الاستغراب والصدمة على وجهها فقال بارتباك : عذرا ألست السكرتيرة
شعرت سوار بالغضب الشديد فقد تراكمت همومها بسببه فقالت بغيض : بالأمس خادمة واليوم سكرتيرة ماذا
سأكون في الغد ... بوابة
ياسر كان في دهشة مما يجري أمامه فقال بحدة : ماذا كنت سأضن بك إذا ... من تكون التي تقف خلف طاولة
السكرتيرة هنا غير السكرتيرة .... لم أكن أعلم أن الفوضى عنوان لهذه الشركة
تركته سوار وخرجت غاضبة تردد : يا لك من فض قليل دوق ولا تراعي مشاعر البشر أبدا
وقف ياسر متعجبا بعض الوقت وعيناه على مكان خروجها
..... : ماذا يحصل هنا يا .....
التفت ياسر لمصدر الصوت فقال مبتسما : مرحبا سيد راشد لقد حضرت حسب الموعد ولكني لم أجد أحدا
راشد : سمعت أصوات في الخارج ضننت أن ثمة شجار هنا أين ذهب السكرتير
ياسر باستغراب ( إذا هي حقا ليست سكرتيرة هنا ) : لم أجد أي رجل هنا عند دخولي
راشد : غريب لم يفعلها سابقا
دخل حينها شاب بزي رسمي : أعذرني سيدي لقد اضطررت للذهاب قليلا
راشد : لا بأس أرجوا أن لا يتكرر الأمر فقط لأنها المرة الأولى ..... تعال يا ياسر تفضل يا بني
دخلا لمكتبه وبدأ ياسر بسرد الأحداث على راشد الذي لم ينبس ببنت شفه من الدهشة
راشد : هل كل هذا حدث دون علمي .... لجين المحتالة تلك
ياسر : يجب أن لا تبلغ المخابرات قبل الوقت المناسب كي لا نؤذي أيا منهم فكما تعلم صديقاتها هناك
واحدهن ابنة عمي وحتى شقيقي معهم فعلينا أن نعمل بحذر الإشارة القادمة تعني بداية مهمتك يا سيد راشد
راشد : سأكون رهن إشارتك
ياسر : جيد هذا كان ظننا جميعا بك ... إنهم يعتمدون علينا في الخروج من هناك أرواحهم معلقة بأيدينا بعد
مشيئة الله ... لدي صديق سيساعدنا وسنقوم بكشف الخلية الجاسوسية في المخابرات سنكون يدا واحدة
لنضرب عصفورين بحجر واحد ... ماذا قلت
راشد : أنا في الخدمة ... بارك الله فيك من رجل شهم
ياسر : لست شيئا أمامك فهذا واجبي فقط .... كن حذرا سيد راشد أرجوك
راشد : بالتأكيد كن مطمئننا
وقف ياسر مغادرا وقال : إذا سنكون على لقاء
راشد : وافني مساءً للقصر سيكون أمامنا الكثير ولا وقت لدينا
ياسر : حسننا أراك مساء اليوم إذا
خرج ياسر وتوجه جهة السكرتير
ياسر : عذرا أيها المحترم هل لي بسؤال
السكرتير : هل أخدمك بشيء
ياسر : كانت هناك فتاة على طاولتك عندما كنت غير موجودا هنا .. هل هي أحد موظفي الشركة
نظر السكرتير بدهشة وقال بعد صمت طويل : فتاة ..!! لا علم لي بما تقول فلم أترك أحدا هنا و الموظفين
ليسوا بهذا الطابق
ياسر وقف واجما قليلا ثم قال : شكرا لك .... وداعا
خرج من الشركة بدهن شارد ركب سيارته وغادر عائدا لقصرهم
( ترى من تكون تلك الفتاة ليست سكرتيرة فهل هي خادمة يا ترى ما تفعله هناك إذا في الشركة وأناقتها لا
توحي بذلك وحتى جمالها الشرقي الواضح ذاك ... آه ياسر لقد صرت تهذي كثيرا لما لا تخرجها من دماغك
الذي يفكر بها منذ الأمس )
عند المساء وفي وكر العصابة
لين : سوف نبدأ الآن
عند التاسعة والنصف توجه ثلاثتهم جهة المستودع
لين : ها هوا هناك علينا أبعاده فورا ستأخذ يا إياد مكانه ثم قف نهاية المستودع لكي لا يريا وجهك
لنوقع بالاثنين اللذين سيجلبان الطعام وما أن نفتح لهم الباب حتى نعطي الإشارة لياسر ليبدءوا العمل
آنين : سأذهب أنا لذلك الجانب ... من الخطأ أن نكون ثلاثتنا هنا ماذا لو أمسكوا بنا سيفشل كل شيء
إياد : سأذهب معك
آنين : ومن سيأخذ مكان الرجل ... عليك أن تنجز المهمة مع لين ضربتك ستكون أقوى
ابتعدت عنهم آنين وبقيا هم الاثنين
لين : ها هوا يقترب كن مستعدا
إياد كان ينظر بحذر ثم قال: أبعدي يدك ... لما تمسكي بي هكذا
.... : ماذا تفعلان هنا .... من أنتما
نظر إياد للخلف بدهشة كانت لين تحت قبضة أحدهم وقد قام بإغلاق فمها بيده
كانت آنين ترى ما يجري عن بعد وتغلق بفمها بيدها ودموعها وجدت طريقها للنزول
( يا الهي لقد امسكوا بهما من أين خرج هذان ... تلك المنطقة كانت خالية تماما طوال اليومين
الماضيين .... عليا أن أبتعد فور ذهابهم قد يبحثا عن آخرين متوقعين وجود المزيد )
الرجل : اتصل بالزعيم لنرى ما سنفعل بهما
..... : نعم سيدي لقد وجدناهم
.....
....: لا أثنين فقط .... حتى المكان يتسع لأثنين لا أعتقد يوجد غيرهم
......
...... : حاضر سيدي
لين ( سحقا لقد اكتشفونا من السيارة ولكن كيف عرفوا بالأمر إنه لا يخطر على بال أحد ... آنين كوني
حذرة وابتعدي أرجوك إننا نعتمد عليك )
أخذوا كل من لين و إياد للمستودع ذاته حيت البقية
سلك الرجلين الطريق مارين بالقرب من آنين
..... : ماذا سنفعل بهم
..... : سنبقيهم هنا حتى يأتي الزعيم غدا ليرى ما سيفعل بهم تلك هي الأوامر ... لن ينجوا من
العقاب بالتأكيد
خرجت لجين راكضة جهة لين واحتضنتها : لين حبيبتي هل انتم بخير كيف امسكوا بكم
لين : الأوغاد يبدوا أنهم اكتشفوا المكان في السيارة فعلموا أن ثمة أثنين هنا وجاءوا بحثا عنا
لجين : و آنين
لين : لم يمسكوا بها ولا يعلموا بوجودها .... سحقا كنا سننجح لولا هذه المشكلة يومان ونحن نعمل
ونخطط ونراقب كان كل شيء يسير على ما يرام
نظرت لجين جهة إياد ثم قالت بهمس : لين لا يبدوا لي زوجها بخير يبدوا كالمصدوم
لين : إنه قنبلة موقوتة انتظري فستنفجر بعد قليل
اقترب منهم يزيد : مرحبا لين ها قد التقينا مجددا
لين : نعم
يزيد : مبارك يا زوجة أخي الحبيب علمت أنك ستفعلين ما عجزت عنه لسنوات
لين : لو كنت تسلحت بالعزيمة ما كنت لتفشل أبدا
يزيد : لا ... فأنتي تحركت مشاعره اتجاهك هذا شيء لن يحدث معي
لين : كلا حتى مشاعره اتجاهي ما زادته إلا إصرارا على دفن نفسه بالحياة هي وحدها العزيمة والإصرار
أقترب منهم إياد وقال : لين
التفتت لين وهي تعلم ما ينتظرها ( ها قد بدأت المشكلة ) : نعم ..... أعلم عما تريد الحديث
إياد : هل أفهم أن آنين أصبحت وحدها بالخارج ... هل ضاعت مني
لين : لا بالتأكيد آنين أشجع من ذلك وقد أفهمــ
قاطعها صارخا : وما أفعله أنا هنا أليس لأحميها وأكون بجانبها ..... أعيدوها إلي الآن كما جلبتموها إلى هنا
أو تحملوا ما سأفعله
لين بحدة : يا سيد إياد لا حيلة لدي كما لا حيلة لك ... هي اختارت الابتعاد عنا كما رأيت
إياد : ماذا إن أخرجونا من هنا ومن ثم امسكوا بها ما الذي سيحل بها
أمسكت لين هاتفها وأرسلت الإشارات الثلاث لآنين كما اتفقوا
إياد : اتصلي بها حالا
لين : لا يمكن هي من ستتصل عند أي طارئ هكذا اتفقنا ... قد افسد كل شيء باتصالي
إياد بحدة : وهل ستعتمدون على آنين في إخراجنا من هنا
لين : لا حل لنا سواها
ابتعد عنهم وبدأ بضرب الجدار بقبضة يده وبكل قوته
لجين : يا الهي ها قد حانت نهايتنا
يزيد : ماذا هناك لم أفهم شيئا ليفهمني أحدكم ما يجري
لجين : آنين بقيت بالخارج وهذا زوجها هناك
يزيد : ولما ستكون نهايتكم ما ذنبكم في ذلك
لين : انتظر قليلا وسترى
لجين : إنه متعلق بها حد الجنون جاء معنا مكرهين رافضا تركها وحدها أو إغضابها بمنعها من المجيء
أنت تقرأ
ملامح تختفي خلف الظلام
Viễn tưởngآنين .. لجين .. ولين ثلاث فتيات جمعتهم المصادفة ليصبحن صديقات لم يفترقن عن بعضهن لثماني سنوات واجهن فيها المصاعب الضغوط المشاكل والتحديات ثلاث فتيات بقلب واحد ورأي واحد ويد واحدة عبروا تلك السنوات وكلهم أمل وإشراق وطموح بلا حدود تشابهن في الكثير من...