-١-

210 8 3
                                    

لا أعلم ما هي هذه المشاعرة المتولدة، أهي مشاعر إعجاب أم حب..

أسرتني في حبك منذ النظرة الأولى و جعلتني أسهر الليالي السوداء مفكرة بك، كيف أمكنك يا هذا من أسر قلبي بنظرة واحد يا ترى ماذا سيحصل له لو إنك قبلتي قبلتي الأولى...

قانون يؤمن به الجميع و لا أحد له مقدرة على التغلب عليه أو التحكم به "الحب يأتي بدون سابق إنذار" لم أؤمن بذلك حتى رأيتك. كنت قد أنهيت عملي الشاق ذلك أذهب للقاعات من أجل تنسيقها و الإشراف عليها، حفلات الزفاف يجب أن تكون منظمة جداً و أقل عيب أو خطأ قد يدمر تلك الفرحة التي تأتي مرة واحدة في حياتك أجمعها، رغم كوني أحب عملي هذا و مجتهدة به لهذا الحد إلا إنني لم أكن أملك حبيباً و لاصديقاً عزباء متربعة على العرش لا أحد يأمرني و لا الآخر يرغمني على فعل أشياء لا أرغب بعملها بعد كل شيء فالإرتباط عمل شاق أصعب مما نتوقعه. إقترحت صديقتي التي كانت مسؤولة عن تجهيز الورد الذي نستخدمه في تلك القاعات أن نذهب الى مقهى جديد قد فتح لتوه لم أكن في مزاج يرغب أن أزور أماكن جديدة و أحتسي القهوة و آكل الكعك مزاجي ذلك البارد تعكر بقول العروس إنها ترغب القاعة أن تكون باللون الأبيض و الزهري بعدما قالت في أول لقاء إنها ترغب أن تكون بالأبيض و البنفسجي الفاتح. رسالتها تلك جعلتي أتمنى لو كان بأمكاني سحبها من شاشة الهاتف و الصراخ بوجهها لكن بالتأكيد لن أفعل ذلك و لن يحدث أساساً. دخلت للمقهى مع صديقتي كانت رائحة البن تملئ المكان بأكمله تلك الرائحة التي أعشقها و خاصة حينما تكون مرفقة بكتاب عن الغموض كم أعشق ذلك النوع من الكتب لهذا كان الرجال في المواعيد المدبرة التي ترغمني عمتي للذهاب إليها يفرون مني فور رؤيتي فكيف لهم أن يرتبطوا مع فتاة تعشق القهوة و لا تتخلي عن الكتب و إهتمامها الوحيد منصب على عملها. هل علمتم الآن لما ليس لدي حبيب؟! تولت صديقتي أمر الطلب حيث طلبت لنفسها قهوة بالكارميل و اخذت لي قهوة مُرَّة كم أحب أن تكون قهوتي مُرَّة فبأول رشفة منها وقت الشدائد تعيد ترتيب الأمور و كأن لا شيء قد حصل. بينما كانت تطلب لفت إنتباهي رجل جالس مع شخص ما و ينظر إلينا بأستمرار توقعت بأني ينظر لصديقتي فأنها كانت جميلة و جذابة جداً مع شعرها ذا الخصلات البنية و عينها التي بلون العسل تجذب جميع الأنظار و بالتأكيد لن أنسى ثيابها القصيرة و الضيقة التي ترغب كل شاب ولو كان متزوجاً النظر عليها. لم إعيره إنتباهاً فقد عرفت نواياه مسبقاً رغم ذلك كان كالعنكبوت بأقل من دقيقة حاك شباكه على ذلك القلب الذي يرفض الإعجاب ثم فجأه وقف من الطاولة الذي يجلس فيها و بدأ بالمشي إتجاهنا بحجة إنه يحتاج سكراً، توقف بجانبي و لم تكن هناك مسافة تفصلنا عن بعض فقد كان النصف الأيسر من جسده على النصف الأيمن من جسدي شعرت بحراره جسده لأنني كنت أرتي قميصاً بلا أكمام، و ليس هذا فقط فقد كان العطر الذي يضعه كافياً أن يخدرني ويجعلني أنسى من حولي و كأننا الوحيدين في هذا العالم. حينها تكلم بكل جرأة وقد كان صوته ذلك الصوت الرجولي الذي يحوي على نبرة الحنان تلك (ما إسمك؟) إبتسمت فتحركت يدي وفق إرادة قلبي و كانت تحمل قلماً. أخذت ظاهر يده و بدأت بكاتبه معرف تطبيق التواصل الذي أستعمله في معظم الوقت و تحته إسم التطبيق كي تسهل عليه عملية البحث وهمست أثناء كتابتي (لقد تورطتَ). بادلني إبتسامة و كأن في رسومها يقول (لن أستسلم). إنتهى طلبنا ناولتني إياه صديقتي مع كلام مرفق بأبتسامة (لن أصدق! أهذه أنتِ؟ يا لك من جريئة) إعذريني يا صديقتي لكنني أيضاً متفاجئة من ذاتي جداً، كيف بدر ذلك التصرف مني و أنا من يرفض الحب لكنه كان مختلفاً، مختلفاً جداً قابلت العديد من أصناف الرجال لكنهم لم يكونوا مثله تماماً. أجبتها بعد ذلك التفكير العميق (لا أعلم) فهذه الإجابة الوحيدة التي أستطيع قولها بما إن تلك المشاعر لا يمكن تفسيرها و لا البوح بها. عدت للمنزل بعد أن أتممت عمل تلك العروس المدللة، عدت و أنا أنظر لهاتفي و أتفقد الرسائل كل ثانية لكن لا يوجد أي شيء تألمت و بشدة. لم أعلم بأن القلب يمكن أن يأخذك للهاوية أبداً أحسست بذلك الشعور الذي أعجز عن تعبيره فكيف طاوعتني يدي بكتابة معرفي و كيف وافق عقلي بالقيام بمثل هذه الجريمة. هل شيء كهذا يبدر مني لا يعقل. نادتني عمتي و أنا في وسط هذا الجدال بيني و بين ذاتي..

-عزيزتي، هل يمكنك الخروج لشراء بعض الخضراوات للعشاء؟

- أجل، بالتأكيد.

هذا كل ما يمكنني قوله في تلك اللحظة. عادةً كانت تسير بيننا مجادلات طويلة لماذا تريدنها و ماذا سنأكل على العشاء و هذا لا أرغب به..ألخ. خرجت بسرعة من المنزل في طريقي للمتجر على ذلك الممر الجميل الذي يتوسط حديقة مملؤة بأزهارمختلفة الألوان . فجأة رأيته أمامي كنت مستاءة منه جداً و لم أجرء على محاثته..

=نجمتي المشعة=حيث تعيش القصص. اكتشف الآن