هؤلاء لن يستفيدوا..

216 34 15
                                    

أذكر أن رسالة جاءتني على هاتفي المحمول..نصها:((فضيلة الشيخ..ما حكم الانتحار؟))..

فاتصلت بالسائل فأجاب شاب في عمر الزهور..

قلت له:عفوا لم أفهم سؤالك..أعد السؤال؟

فأجاب بكل تضجر:السؤال واضح..ماحكم الانتحار؟

فأردت أن أفاجئه بجواب لا بتوقعه..فضحكت وقلت:مستحب!

صرخ:ماذا؟!

قلت:مارأيك أن نتعاون في تحديد الطريقة التي تنتحر بها؟

سكت الشاب...

فقلت:طيب..لماذا تريد أن تنتحر؟

قال:لأني ما وجدت وظيفه.. والناس ما يحبونني.. وأصلا انا أنسان فاشل..و...

وانطلق يروي لي قصة مطولة تحكي فشلة في تطوير ذاته..وعدم اسنعداده للاستفاده بما هو متاح بين يديه من قدرات..

وهذه آفه عند الكثيرين...

لماذا ينظر أحدنا إلى نفسه نظرة دونية؟

لماذا يلحظ ببصره إلى الواقفين على قمة الجبل ويرى نفسة أقل من أن يصل إلى القمه كما وصلوا.. أو على الأقل أن يصعد الجبل كما صعدوا..

ومن يتهيب صعود الجبال
..
يعش أبد الدهر بين الحفر

تدري من الذي لن يستفيد من هذا الكتاب،ولا من أي كتاب أخر من كتب المهارات؟!

إنه الشخص المسكين الذي استسلم لأخطائه و قنع بقدراته،وقال:((هذا طبعي الذي نشأت عليه..وتعودت عليه..ولايمكن أن أغير طريقتي..والناس تفودوا علي بهذا الطبع..أما أن أكون مثل خالد في طريقة إلقائه..أو أحمد في بشاشته..أو زياد في محبة الناس له..فهذا محال)).

جلست يوما مع شيخ كبير بلغ من الكبر عتيا..في مجلس عام..كل من فيه عوام متواضعو القدرات..ومان الشيخ يتجاذب أحاديث عامة مع من يجانبه..

لم يكن يمثل بالنسبة لمن في المحلس إلا واحدا منهم،له حق الاحترام لكبر سنه..فقط..

ألقيت كلمة يسيرة.. ذكرت خلالها فتوى للشيخ العلامة عبد العزيز ابن باز..فلما انتهيت قال لي الشيخ مفتخرا:

أنا والشيخ إبن باز كنا زملاء ندرس في المسجد عند الشيخ محمد بن إبراهيم..قبل أربعين سنة..

التفت أنظر إليه..فإذا هو قد انبلحت أساريره لهذه المعلومة..كان فرحا جدا لأنه صاحب رجلا ناجحا يوما من الدهر..

بينما جعلت أردد في نفسي:ولماذا يا مسكين ماصرت ناجحا مثل اين باز؟
مادام أنك عرفت الطريق لماذا لم تواصل..؟

لماذا يموت ابن باز فتبكي عليه المنابر..والمحاريب..والمكتبات..وتئن أقوام لفقده..وأنت يتموت يوما من الدهر..ولعله لا يبكي عليك أحد..إلا مجاملة..أو عادة!!

كلنا قد نقول يوما من الأيام..عرفنا فلانا..وزاملنا فلانا..وجلسنا فلاناا!!
وليس هذا هو الفخر..إنما الفخر أن تشمخ فوق القمة كما شمخ..
فكن بطلا..واعزم من الآن أن تطبق ما تقتنع بنفعه من قدرات..
كن ناجحا..اقلب عبوسك ابتسامة..وكآبتك بشاشة..وبخلك كرما..وغضبك حلما..اجعل المصائب أفراحا..والإمان سلاحا..

استمتع بحياتك..
فالحياة قصيرة لا وقت فيها للغم..أما كيف تفعل ذلك..فعذا ما ألفت الكتاب لأجله..

كن معي..وسنصل إلى الغاية بإذن الله..

.

بقي معنا..

البطل الذي لديه العزيمة والاصرار
على أن يطور مهاراته..
ويستفيد من قدراته..

.

اهلاااا البارت الثاني اتمتى عجبكم...

دعواتكم للكاتب يستاهل ♡

الى القاء

استمتع بحياتكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن