جرعة أوكسجين الأرض

230 5 4
                                    

المشهد الاول
#حنان_وليد
جرعة أوكسجين الأرض

كنا وما زلنا نلتحفُ الدهشةَ التي أعيت أبصارنا،نسمعُ ، بكاءَ الطفلة،غادرت ظلمةَ الرحم ليهتك الهواءُ عذرية رئتيها بأول جرعة اوكسجين، تختلطَ مع نعيق قابلة النحس انطلق كالسهم يردي سمعهٌ :محمد! ،محمد!! زوجتك قد توفيت!! "يهرول مفزوعاً" ماذا تقولين؟ نعم توفيت! ،يقع بصرهٌ على جثة زوجته الهامدة ورائحةُ الدم ملأت أرجاء الغرفة ولوَّثتْ نسيجَ الشراشف البيضاء،  ،مُسجَّاةً على سرير الوضع، ارتحلت وأخذت جميع أنفاسها مع سعادة أهل البيت جميعا! يُصعقَ من هول المنظر ،تجمَّدتْ خلايا عقلهِ يتسمَّرَ في مكانه بَهَتَ لونُهُ وارتجفَ قلبُه، والضلوعُ كساها الوهنُ، يثقُبَ أذنَ الوجعِ بصراخ دموعهِ وهو يشاهدُ عظيم المعاناة التي بذلتها ،يا إلهي! كم تألَّمتْ! ينظرُ إلى الدم المتناثر بحسرة الذبيح ترتطمَ تنهيدتهٌ بجدار الغرفة الأصم على شباب زوجته الراحلةُ تواً تقبع بصدرهِ، غير واعٍ لما تقوله القابلة كأنَّ روحه رحلتْ وظلَّ جسدهُ قابعاً على بلاط الغرفة الخربة ،يصحو على صوت أمه وهيِ تناديه "ولدي ولدي" والدمع قد نال من وجنتيها، ليحفر سراديباً من التسأولات بشأن الطفلة، أبصرتْ المسكينةُ اليُتمَ قبل ضوء الفجر، من قال أن القدر كان عادلاً ليلتها؟! لا!! كيف وهو ينتزعُ حُضنَ الرحمة من هذه الطفلة ليلقي بها في وحشة اليتم؟؟  ،اذهب للبيت وأخبر أخوكَ و أهل زوجتك واتمم  مستلزمات مراسم العزاء(تخاطبه أمه)، يفارق لحد الوداع مُشوَّشاً  بلسان الدمع"يخاطبُ نفسه" سأكون اباً واما لهاً  لا تقلقي يا نفسي.
كان ذلك منذٌ عامين يستذكُرها كأنها الأمس المبكي أمام خطوات ابنتهٌ الاولى

الحقيقية الناعسةWhere stories live. Discover now