part 1

5.2K 115 10
                                    

واحيانا كل ما نستطيع ان نقدمه لانفسنا من سعادة هي ان ننضر الى من نحب . ان ندقق في ابسط تفاصيله وان نغوص في بحر ملامحه . وكأن عيننا ترى عالم ثاني . عالم مملوئ بالاحلام والخيالات والسحر . وهي مجرد نضرة ولكن تحدث فوضى في قلبنا . نفقد السيطرة على توازننا ونسوح في تلك الملامح والعوالم .
كانت ميامي تقف خلف الباب وهي تنضر لمجد . كانت حزينه لحزنه تتمنى لو انها تستطيع ان تسحب حزنه وتتعايشه بدلآ عنه ولكنها كانت تشعر بالعجز وحتى انها لا تستطيع ان تواسيه او تخفف عنه او بالاحرى هي من يحتاج ان يواسيها احد او يخفف عنها .الحزن يملى قلبها ولكنها تحمل امل كبير . سيكون يومآ ما لها وستعيش بسعادة ابدية معه . تنهدت بحزن وبعدها دخلت للمطبخ اعدت له عصير الرمان الذي يحبه ونادت على اختها الصغيرة الاء لتذهب بالعصير لمجد وعادت لتراقبه من خلف الباب . مجد اخذ العصير من اختها وشربه وقتها شعرت بسعادة لانها استطاعت ان تفعل شى من اجله . مجد كان يضع يده على اصبعه ويضغط عليه بقوة وبعدها وقف وبينما كان يتقدم للامام بخطواته . انسحبت ميامي من خلف الباب وركضت لغرفتها بسرعة واقفلت الباب خلفها . سمعت صوت الذي تعشقه وهو يقول " يا ناس ترا مناكل بشر احنا " ابتسمت ميامي وهي تضع يدها على قلبها الذ يكاد ان يخرج من ضلوعها . في اليوم التالي استيقظت ونزلت الى الطابق السفلي وهي تبعثر نضرها وتبحث عنه في ارجاء المنزل ولكنه اختفى وهي بدئت تشعر بالحزن لكنه يبدو انه غادر المنزل وذهب لمنزله . مر شهر كامل ولم تراه وكانت متشوقة لرؤيته في كل مرة تعود من المدرسة متأملة ان تراه ولكنه يبدو انه لم يأتي لزيارتهم . هو ليس بغريب عليها وانما هو ابن عمها الكبير حاتم . كان تشتاق له كثيرا لذالك دخلت لبروفايله الشخصيه وبين ما كانت تبحث في صوره انصدمت من وجود فتاة ما تشاركه بعض الصور وايضا تتكلم معه برومانسية وامام العلن تخبره بحبه . شعرت بغيمة سوداء تحلق فوق رئسها وشى فشى لم تشعر بشى واغمى عليها وسقطت على الارض وخلال ذالك كانت اختها الاء تمر امام الباب ونادت والدها واخذها للمشفى ولكنها كانت بخير ومجرد هبوط في ضغطها ومع بعض الادوية عادت للمنزل . كانت تلازم سريرها ولا تخرج من غرفتها متعللة الى اهلها انها تشعر بالتعب ولكنها كانت تشعر بالحزن وقلبها محطم وامالها منكسره وهناك جرح ينزف في قلبها . الحياة تبدو لها ان بدون معنى كشاشة عرض باللون الاسود والابيض . فقدت طعم الحياة وحتى الطعام لم تعد تشتهيه . كان هذا الحب لعنه من الحزن اصابها بأسهامه . وبين ما كانت تحمل هاتفها وتقلب في الصور وتنضر له وكم تشعر بعدم العدل . هي تحبه اكثر حتى من والدته ويجب ان تحضى به ولكن كل شى يقف بينهم وكل ما تحاول ان تتمسك بطرف الامل ينسحب الحبل وينقطع منها . وبعد عددت ايام استطاعت ان تقتنع انه ليس مقدر لها ويجب ان تنتبه لنفسها لانه سيكون لغيرها بعد ان تم خطبته من تلك الفتاة التي تكرهها جدآ . الشيى الوحيد الذي نزل عليها مثل الرحمة هي تقريب الامتحانات الذي انشغلت بها واستطاعت ان تنسى قليلا . فهي فتاة مجتهدة وبطموح كبير ولكنها لم تنساه وفي كل ورقة من منهجها كان ترسم احد حروف اسمه او تكتب اسمها او تذكر مقتطف من اغنية وتدونها . وجعلت الكتاب شاهدأ على حبها وافكارها . بعد ان انتهت الامتحانات كانت تنتضر النتائج ووقتها عادت لها سعادتها بضعف . لانها حققت طموحها وكانت متفوقة والالولى على مدرستها وايضا سمعت خبر جعلها تحلق في السماء .عند عودتها الى المنزل في ذالك اليوم كان هناك صراخ واصوات تتعالى شى فشى وعندما دخلت وجدت مجد ووالده يتشاجرون مع بعضهم وكان والدها يقف بينهم واخير شى خرج عمها حاتم من المنزل وهو غاضب جدآ . وعندما اقتربت من الباب سمعت الحوار الذي يدور بين والدها ومجد . وكان والدها يخبر مجد ان يبقى عندهم هذا الشهر الى ان تهدأ الامور وتخمد النار بينه وبين والده . لم تفهم ماذت حدث واعندما نادت لأختها الاء اخبرتها ان مجد فصخ خطبته وعمها حاتم كان رافض لذالك القرار ولكن مجد اصر على قراره وفصخ خطبته على الرغم من عدم موافقة اهله . تسلقت السلم وهي تغني وسعيدة وغيرت ملابسها وبين ما كانت تنضر للسماء وتحمد الله وتشكره وقع نضرها للحديقة وشاهدت مجد يقف مع ابنة عمها توفيق . تنهدت بحزن وشعرت ان فرحتها لا تدوم حتى لدقائق . متى اتت هذه للمنزل ومتى سمعت بالخبر ولكن بالتأكيد هي اول من سوف تسمع . كانت شمعة ابنة عمها توفيق هي حبيبة مجد . يحبها منذ اربع سنوات وتقدم لخطبتها للعديد من المرات ولكن عمها توفيق كان في كل مرة يرفض . ولكن مجد لم ييأس ابد . لم تريد ان تزعج نفسها اكثر . فأقفلت نافذتها وجلست على سريرها وتنهدت بحزن وحضنت دبدوبها وسرحت في افكارها .

ديسمبر والاحلام حيث تعيش القصص. اكتشف الآن