اكتب لكم رواياتي بقلم يجف حبره و لكن دٌموع لا تجف ابداً .. انا " حياة" فتاة في السابعة عشر من عمري اعيش معاني الحرمان وسط عائلة يملأها التخلف الفكري !
اعيش وسط قصر لكنه ليس كما يظنه البعض ! انه مجرد قصر مظلم .. و عائلة غنيه تفتقر معنى السعادة و الحرية و كل ما يهمها هو سمعتها و شهرتها لدى الآخرين .. تركية الاصل اعيش وسط اسطنبول حيث الاجواء البارده و نفخات البرد التي يملأها الشعور بعدم الطمأنينه و الاحتياج..
تتكون عائلتي من خمس افراد :
انا (حياة) العمر : السابعة عشر عاما
و امي ( إيسون) : في الاربعون
ابي ( مسعود) : كبير في السن نوعا ما و غني عن التعريف
و اختي الصغرى ( دينيز) العمر: ثلاثة اعوام فقط
زوجة ابي : بيلين : العمر : في اواخر الثلاثون
اخي من ابي و ابن بيلين ( هالوك) العمر :الثامنة عشر
و مجموعة من الخدم الذين وظفهم ابي ليخدمو القصر و يحرسوه و يخبروه عند محاولة هروبي او خروجي (خادمتنا + رجالان حرس)
امي و ابي منفصلان منذ ان كنت في السادسة من عمري بسبب الخلافات و المشاكل العائلية الكبيرة و الكثيرة بينهم .. يعيش كل منهما في مدينة مختلفه بينما اعيش انا و اختي مع ابي الظالم و عائلته السخيفه ( زوجة ابي و ابنها المغفل هالوك ) منع ابي امي من زيارتنا او الوصول إلينا و ذلك بسبب قوته المعروفه و حكمه القوي# الصباح الاول
استيقظ بإطلالة جميلة و فتحت عيني على شمس اسطنبول التي نورها يملأ الكون بأسره ! اتجهت نحو نافذتي لأخذ نفسا و ابتدي يومي بأمل جديد .. إطلالة رائعة و منظر هادئ و جميل بحر نقي كنقاء الثلج و سماء صافية وجوٌ عليل !هدوء و سكينة .. مهلا مهلا ! انا افتقر شيئا .. نعم افتقر وجود الناس حولي !بنى ابي هذا القصر اللعين بعيدا عن اعين الناس .. في منطقه لا يعيش بها اي كائن حي سوى الطيور التي تأتي و تواسيني بين حين و اخر و تذهب و تهاجر .. وكان يمنع اي شخص من الدخول الى هذه المنطقة كونه شخص كبير و صاحب حكم في الدولة .. كان ابي كان دائما يحبسني حتى انني لا املك هاتفا او اصدقاء او ناس اتواصل معهم.. لقد مللت هذه الحياة ! و كأنني في زنزانة بعيده عن الناس
عشت في هذا القصر منذ صغري اعتدت الغربه و شعور التجمع يقلقني و يخفيني .. كنت لا اذهب للمدرسه ولا اتعلم كنت فتاة بلا ماض و ساكمل حياتي كفتاة بلا مستقبل !
لكن ابي كان له ورث كبير من ابيه الذي كان معروفاً بغناه و امتلاكه لأحدى الشركات الذي اخذها ابي بعد موت جدي و اصبح ابي يسافر يوميا ليعمر هذه الشركة مع اخي الاكبر " هالوك" الذي يعده فخرا له بينما يعدني عار ولا يعد لي اي اهتمام ! و يهتم بحياته و يحبسني انا و اختي الصغرى في هذا القصر المظلم لكوننا فتيات.. و لكونه يخاف من الفضيحة و الناس و ايضا لكونه يكره امي!نهضت من فراشي غسلت وجهي و بتدأت بالتجول في هذه الغربة ! مناظر موحشه ومخيفه لكنني اعتدت عليها .. اخرجت دفتر صغيراً دونت به اسمي " حياة" بخط واضح و عريض و بدأت ارسم لأول مره و افضفض مابداخلي ..رسمت شخصا يبتسم ثم امسكت بهذه الصورة و وقفت على قدامي بصعوبة و نظرت للبحر وانا لا زلت ممسكة بهذه الصورة حتى عكس البحر وجهي و نظرت للعبوس الذي يملأه و ذرفت عيناي دمعة سقطت مع قطرات المطر ..
انا بحاجة الى ناس حولي بحاجة الى حب و حياة ! سئمت كوني فتاة عاجزة تختبئ خلف جدران هذا القصر ! سئمت من كوني غنيه تفتقر معنى السعادة ...
بينما كنت ابحر مع مخليتي مع البحر الواسع سمعت ضجيجاً و بكاءاً
تنهدت " اه لا بد ان دينيز استيقظت .. "
ركضت للداخل و احتضنتها وهي تبكي
" لا باس يا اختي لقد اتيت .. "
احتضنتي بينما تحتضن بيدها الاخرى دميتها .
" هيا لنذهب لتناول وجبة الافطار معاً"
اعدت الخدمات وجبة الافطار بينما كنا انا و اختي دينيز نتنظر بفارغ الصبر..
اعدو الخادمون الافطار واتى الافطار اطعمت اختي ثم بدات انا
بالاكل
و عند انتهائي نادتيهم " لقد انتهينا من الافطار يمكنكم اخذه و تنظيف الطاولة " اتجهت احداهما نحوي و نظفت الاكل وهي تنظر إلي بخبث و شفقه " مسكينة !يبدو انك لن تعيشي الحياة.. ستبقي هنا مع دينيز تهتمين بها بلا حياة او مستقبل .. انظري لقد اخذنا ابيك و حبسنا معك في هذا القصر "نهضت امامها بغضب فأنا لا احب اللوم او الشفقه " لا تلقين لومك علي فأنا لم اكن اريد ان احٌبس معك في هذا القصر اللعين نفذي عملك و اغربي عن وجهي ولا تتدخلي في حياتي مرة اخرى !"
صرخت و رميت بعض من المناديل ارضاً بسبب غضبي الشديد و اخذت دينيز و اتجهت نحو غرفتي ..بدا دينيز ترتجف و احتضنتها و اخفيت غل قلبي و غضبي الذي يكاد ان يقتلنب وكان مثل الرصاصة التي بقيت في قلبي " لا باس عزيزتي ليس هناك شيئ يدعو للخوف اهدئ يا نور هذه الشمس"
تبسمت و بدات نبضاتها بالتباطئ و بادلتني الحضن و بقيت تلعب مع دمياتها
" اه يا دينيز .. لا زلت صغيره.. الدمى هم اصدقائك .. لا تفهمين معنى الحياة ولا تعيشين الغربة التي حولنا .. احسدك حقا احسدك"
أنت تقرأ
الحب المأسور
Romance" تسجننا الحياة عن مانحب احيانا و تأسرنا و تجبرنا على الفراق.. ولكن الحب الحقيقي سيدوم مادامت ارواحنا في هذا الجسد الراحل" تحكي روايتي عن عاشقين خالفتهم الحياة و فعلت كل ما بوسعها للتفريق بيننم فكيف لهما ان يعاندو اقدراهم و يتمسكون بعشقهم الممنوع؟