طــــــه ...... يا حبيب الله , طـــــــه ...... يا رسول الله
طــــــه ...... يا حبيب الله , طـــــــه ...... يا رسول الله
صوت أطفال أتي من بعيد ، ينشدون في تناغم على ضفاف النيل ، أكاد أرى ظلالهم مع مشهد الغروب الأخير ، ألتمس دفئاً من كوب الشاي و انا واقف على حافة الفلوكة , و هي تتهادى في تودة علي صفحة النيل ، و سماء من فوقي مزخرفة بأجمل النقوش ، ففي أفق الليل ، ترى الأسود مندمجاً مع لون قرمزي خلاب و قطع السحاب تميل إلى الرمادي ، وتتدرج السماء لأجد فوقي أزرقصاً باهتاً يحاول في جهد من أجل البقاء إلا أن أبيض السحاب يخفيه , و أفول الشمس يزيل من تحته البساط فتزداد الزرقة عتمة ، و يهرب سحاب النهار من الليل آت نحو أفق الضوء و الأمان ، فيزداد لونه لمعاناً و يصطبغ بدرجات الحمرة محالاً إلى لون ذهبي كلما اقترب من الشمس وهي تحجب بين طيات الجبال ، وخيوط الضوء تزين فرجات السحاب لتسلم مهمته في إنارة البر إلى القمر عريس ليل السماء.
أكاد أسمع صوت نسمات الليل الباردة وهي تدغدغ اطراف اناملي ، بجواري المراكبي يراقب المشهد البديع في انبهار مماثل ، أرتشف من كوب الشاي رشفات طالبا المزيد من الدفء ، ملتفتاً إلى المراكبي :
- المنظر جميل جداً مش كده.
أوما المراكبي برأسه مؤمنا على كلامي مردفاً :
- فعلا يا أستاذ، مفيش أحلي من كده.
عاد الهدوء مرة أخرى للحظات و كل منا يراقب الصور الاخيرة المنعكسة على النيل ، قبل أن أكمل الحديث :
- لم أتشرف بمعرفة اسمك بعد
إلتفت المراكبي إلى وابتسامة هادئة تلوح تحت شاربه :
- تحب تعرف الاسم الحقيقي و لا الشهرة
بادلته الابتسامة معلقا على كلامه :
- لو ينفع أعرف الاتنين يبقي كويس
- طيب أنا اسمي الحقيقي إبراهيم , أما الشهرة فهو هارون.
أكاد الاحظ نظراته الباسمة وهو يرى دهشتي علي لمحات الضوء الاخيرة :
- بس غريبة دي الاسمين ملهمش علاقة ببعض ، ياترى أيه القصة وراء اسم هارون
بدأ إبراهيم سعيداً وهو يستعيد ذكريات الماضي الحنين :
- كنت انا و اصحابي بنلعب كورة كثير زمان , وقتها لقبوني باسم هارون لاني أسلوب لعبي كان قريب من لاعب اسمه هارون كان مشهور زمان.
- هارون ... غريب الاسم فعلا يمكن كان مشهور وقت السبعينات.
- هو كان مشهور في السبعينات فعلا.
" هارون ... نزل الشراع "
سمع هارون اسمه ينادى فانطلق يمارس عمله المعتاد , مروضا شراع كان قائداً للهواء .