كاذب!

63 13 4
                                    

(أسيل)
بدأت أتنفس بصعوبة للغاية  وأوشكت على الإغماء، كادت أنفاسي تنقطع وكاد قلبي يتوقف عندما نظرت بالسر الى غرفة الجلوس..  كان بجانب آدم، بينما رأيته يأخذ علبة سجائر من جيبه ويسحب واحدة منها.. كان بجانبه فتاة بدت في سن ١٨، فاقدة الوعي تماماً، ملقية على الأرض كأنها ميتة.. حاولتُ بأن لا أصدر أي صوت، لكن باءت محاولتي بالفشل.. فبينما  كنت أحاول أن أركض بسرعة الى الغرفة قبل أن يلاحظني، سمع آدم خطواتي بعد أن انتهى مكالمته، وسأل:"من هنا؟"
---
جمدت في مكاني على الفور من شدة الخوف والهلع، غير قادرة على اتخاذ الخطوة التالية.. التفتُ نوحي ورأيته، كان واقفاً، وبدا مصدوم ومرتبك لدرجة لا توصف.
---
حاولت بأي طريقة الفرار منه، فكان المطبخ أقرب مكان لي، فهرعت إليه، وركض آدم خلفي..
ابتعدت منه قد ما استطعت، وصرخت بخوف وارتجاف:"لا تقترب مني!"
" أرجوكي اهدئي يا فتاة." قال وهو ينظر حوله.
"ابتعد، لا تقترب!"
"لن أفعل والله.. اهدئي، أرجوكي لا تخبري أحد، أقسم بالله لم أفعل شيء لتلك الفتاة، أقسم لله!"
"إذاً ماذا تفعل هي هنا؟ لما هي فاقدة الوعي؟ لماذا ملقية على الأرض هكذا؟ ماذا حصل لها؟"
لم يُجيب ووقف صامتاً..
"أجبني، ماذا تفعل الفتاة هنا؟؟ ماذا فعلت بها؟؟"
"هذه صديقتي، تعاطت المخدرات، فأحضرتها المنزل." قال مرتبكاً، لم أصدقه، عرفت أنه كان يكذب من طريقة كلامه وشدة ارتباكه، وتذكرت عندما قال: نعم سيدي، فعلت كل ما أمرتني به.

لا بد أن تكون هذه خطة إذاً.. يجب عليّ فعل شيء قبل أن يؤذوا تلك الفتاة، وفي نفس الوقت، لم أكن أريد أن أضع نفسي في خطر..  
"كاذب! دعني أرحل حالاً! لا أريد العيش هنا!"
"حسناً حسناً، اهدئي، سأقول لك الحقيقة، لكن أرجوكي لا تخبري أحد حتى أختي سهى."
"لا أريد أن أسمع شيء، أريد أن أرحل فقط."
"حقاً؟؟ أتريدين أن ترحلي في منتصف اللّيل؟"
كان محقاً بشأن ذلك..
"لا." أجبت.
"حسناً، إذاً اسمعيني أرجوكِ."

قلت بذراعين مكتوفتين بعد أن هدأت وتنهدت: "أخبرني."
.................

حب وشقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن