في السيارة

54 6 5
                                    

(أسيل)
مسكتُ محفظتي الصغيرة، وقفت أمام المرآة آخر مرة لأتأكد من مظهري، لمست شعري وسحبته للأمام، عضيت على شفتاي السفلى لأزيد من لمعان الحمرة وأمنع جفافهما، ثم جاءت سهى وأصرت عليّ على أن نأخذ بعض الصور..

بعدها، خرجت من المنزل أنا وسهى لأرى آدم في سيارته ينتظرنا خارجاً أمام العمارة، كانت الساعة السادسة مساءً، تنهدت وتجاهلت تحديقه به بينما كنتُ متجهة لركوب السيارة، بعيداً عن هذا، كان وسيماً للغاية وهو جالساً في سيارته، يرتدي نظارات شمسية رغم حلول المساء.
...
أثناء القيادة، ظل الجميع صامتاً إلا صوت اليسا وهي تغني في الراديو، لكن سرعان ما قطعت سهى الصمت، قائلة لآدم: "آدم، هل أحضرت الهدية التي وصيتك عليها؟"
توقف آدم عن القيادة فجأة مما أدى لحدوث ضجة خفيفة، وقال بندم: "نسيت! يا الله.."
"افففف منك افف، نبهتك ألف مرة! كيف لي أن أذهب الآن بدون هدية؟ كيف؟؟" قالت سهى.
"لقد قلت لكِ أن نحضر ذلك العطر ولم تقبلِ." قلتُ لها يتضايق.
"لم أكن أتوقع أن هذا سيحدث." قالت سهى وهي تعض ظفرها.

"لا بأس، سأعود للمنزل حالاً، وهكذا يمكنكِ إحضار العطر." قال آدم.
"فكرة جيدة، حسناً." قالت سهى بارتياح.
....
وهكذا، بعد فترة قصيرة، صفَّ آدم بجانب العمارة، وهرعت سهى من السيارة لتحضر الهدية، بقيتُ أنا في السيارة وهاتفي بيدي أنظر للصور التي التقطناها أنا وسهى.. رفعت بصري من الهاتف لأَجْده يحدق في عيني برغبة شديدة من خلال مرآه السائق الأمامية، ارتبك ونظر بسرعة للأمام وسعل ثم غيّرالموسيقى في الراديو.

تمنيت أن تأتي سهى في هذه اللحظة، نظرت خارجا من خلال نافذة السيارة، لكن لم أراها... هيا يا سهى.

"سوف تأتي لا تخفِ." قال فجأة لي مبتسما باستهزاء.
"ماذا تقصد؟ أنا لست خائفاً." أجبته بعدم اهتمام.
"تبدين لي خائفة.... وبالمناسبة، تبدين جميلة وأنيقة جداً الليلة." قال متكئاً بيده على باب السيارة ينظر لي.
"شكراً لك." قلت متكلفة الابتسامة، محاولة عدم إظهار خجلي.

ثم، وبحمدالله، أتت سهى، وتوجهنا للحفلة.
....................................

حب وشقاء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن