سايكي
-------
أبريل / 2016
عندما استيقظتُ أدركت , مهما طال انتظاري .. هذا اليوم لن يأتي !
في طفولتي سمعت هذه الحكاية , يُحكي ان في يوم من الايام كانت هناك فراشة حزينة , كانت تطير بأجنحتها البيضاء بين الزهور و تسأل كل زهرة , "هلا تكونين صديقتي ؟ " , كان جواب الزهور دوماً النفي , فكرت الفراشة " ربما لا تُعجبهم تلك الاجنحة البيضاء ؟ " , هذا ما ظنته , لذا حاولت الفراشة تغيير لونها و لكنها لم تستطع , لا يُمكنك تغيير ما انت عليه , في احدي الايام كانت الفراشة الحزينة تبكي و رأتها طفلة , اقتربت الطفلة من الفراشة و مدت يدها " كوني صديقتي " هذا ما قالته الطفلة , و هُنا استعادت الفراشة سعادتها .
مهما طال انتظاري .. لن يُمد أحد يده لي !
كان قد مر ثلاثة اشهر منذ تركي للمنزل , كانت السيدة المدعوة بأمي بالتبني تقوم بايداع 500 دولار كل شهر , ربما تقوم بهذا حتي لا يؤنبها ضميرها .. ما تبقي منه ..
مهما طال انتظاري .. لن يهتم أحد !
عندما ذهبت الي المدرسة قامت معلمة التاريخ المزعجة بأخذي الي المدير الذي بدأ بإعطائي محاضرة مملة بأنني من الطلبة المتفوقين و انني اقوم بتدمير نفسي .. أعني .. الامر ليس و كأنني أقوم بتدمير أحد , الوحيدة التي اقوم بتدميرها هي أنا , اذا فأين المشكلة ؟
عندما خرجت من غُرفة المدير , تسائلت .. ما الذي يجعلني انتظر ؟ لما أستمر في الوجود ان لم اكن قادرة علي الحياة ؟
كانت هُناك احدي اللوح المعلقة علي الحائط , صورة جسر الجولد جيت , تسائلتُ لوهلة كم عدد الذين رموا بأنفسهم من اعلي الجسر ؟ عندما يموتون .. هل يموتون غرقاً ؟ من الارتفاع ؟ أم من الخوف ؟ و ان كانوا خائفين اذا لماذا يبدأون الامر بالاساس ؟
تسائلتُ لوهلة .. لما يقوم الناس بالانتحار ؟ بدي السؤال احمقاً بالطبع يرتكبونه لانهم تُعساء ! لكن الي أي درجة ؟ , متي يصل المرء الي درجة تجعله يقوم بالانتحار ؟
و عندما يقوم الشخص بالانتحار ماذا يفعل اصدقاءه ؟ اقربائه ؟ اهله ؟ والده و والدته ؟ و ان كان يتيم كحالتي , ما الذي قد يفعله والده و والدته بالتبني ؟ , هل .. سيهتمون بأمره ؟ هل قد يلحقون به ؟ .
ثُم ظهرت تلك الصورة بعقلي , صورتي و انا اقفز من علي الجسر, اذا مُت .. هل قد يكون هُناك من يُحبني لدرجة ان يلحق بي ؟ , و ان كان هُناك احد .. فمن يكون ؟ , هل قد يرغب أحدهم بالقيام بانتحار جماعي معي ؟
عندها .. بدي الامر واضحاً , كلا .. لا يوجد من قد يُريد اللحاق بي .. أنا شخص وحيد , فاشل , و بلا أصدقاء, سأظل دوماً الحمقاء كما كُنت من البداية .. تلك الصورة , انا و انا اموت .. بدت جميلة بشكل مخيف !
أنت تقرأ
أبعد من السماء
Science Fictionفي سن الرابعة ، اكتشفت "سايكي شوبان" ان الحياة اكثر رعباً و ظلمة من قبو جدتها القديم . تصميم الكوفر : taegolden ❤❤