2-عطر الذكريات
عندما فتحت مارشا باب الغرفة التى تسكنها بعد ذلك بوقت قصير,ادركت بانزعاج انها لا تستطيع ان تتذكر لحظة من مسيرتها الي البيت,اذ كان راسها مليئا بحديثها مع تايلور,خصوصا افتراضه السخيف انها ستتعشى معه.
كانت غرفتها علي سطح مبنى من ثلاثة طوابق تحيط به شرفة ارضية,واثناء العام الذى امضته مارشا فيها,جعلتها فردوسها,بعيدا عن ضغط العمل والاثارة فى حياتها العملية.
وقفت علي العتبة لحظة تنظر فى انحاء الغرفة,وكالعادة شعرت بالسرور.
عندما رات الغرفة للمرة الاولي,كانت الفوضى تعم المكان,فقد كان من الواضح ان الطالبتين اللتين كانتا تسكنان هنا قبلها لم تريا فى حياتهما الصابون والماء او أي مادة للتنظيف.وهكذا بقيت اياما تفرك وتنظف,الي ان ابتدات اخيرا تفكر فى الطلاء والديكور,وذلك بعد تفكير عميق فى ما تريده.
دهنت الغرفة باللونين الابيض والسمنى وكانا منسجمين معا ومع درجات الوان خشب الارض المختلفة,وعلقت ستائر مناسبة تمتد من السقف حتى الارض.
الاريكة الصغيرة وزاوية النوم كان يفصلهما عن المطبخ حاجز زجاجى جميل,كانت السيدة تيت كولنز,صاحبة البيت التى تعيش فى القبو مع قططها الثلاثة قد ركبت مثله فى كل من الغرف الثلاث.
كما انها صممت علي اعداد غرفة بحمام دوش صغير للغاية فى تجويف فى الجدار ومغسلة صغيرة فى الزاوية,وعندما اشترت مارشا اريكة تستعمل للنوم وتلفزيون وكرسيين لتناول الطعام تركت النزل الذى كانت تعيش فيه منذ انفصالها عن تايلور وانتقلت الي بيتها الجديد حيث اضافت لمسات اخري الي الاريكة والوسائد والالوان.
لم يكن المطبخ يتسع الا لثلاجة صغيرة للغاية وكذلك فرن صغير.لكن مارشا لم تهتم بصغر المساحة,فقد كانت هذه الغرفة الملاذ الذى ترتاح فيه.وهو مكان بامكانها اقفاله فى وجه العالم الخارجى متى شاءت.
اما شرفتها الصغيرة فهى تتسع لكرسى خيزرانى واحد اضافة الي بعض النباتات العطرة الرائحة,وفى الاشهر الدافئة كانت تمضى اغلب اوقاتها فيها,تقرا او تغفو او تنظر الي سطوح البيوت.
كانت تعشق بيتها,وسارت الي نافذتيها تفتحهما لتدع شذا الازهار يتدفق الي الغرفة من الشرفة.الان سياتى تايلور الي هنا,وهذا سيفسد كل شىء.لم تشا ان يعرف مخباها ,لم تشا ان يدخل حياتها!
ازدادت ضجة حركة السير الاتية من الشارع بعد ان فتحت النافذتين,وهى التى لم تكن تسمعها عادة.ووجدت نفسها تفكر فى ما سيكون عليه راي تايلور فى غرفتها هذه بينما مساحة المدخل فى بيته الجميل الكائن فى ارقى احياء المدينة تعادل مساحة سكنها كله هنا.
وقالت بصوت مرتفع:(لا يهمنى رايه,ولا شىء يرغمنى علي الخروج معه الليلة).
وسارت الي المطبخ حيث اعدت لنفسها كوبا من الكاكاو وحملته الي الشرفة وجلست وهى تتنهد علي الكرسى تنظر الي الفضاء مقطبة الجبين.
بعد ذلك بنصف ساعة ,اغتسلت ولفت شعرها بمنشفة,ثم فتحت خزانتها تتفحص محتوياتها.
ستذهب معه الي العشاء فقط لتتجنب ثورة غضب بينهما .كما اخذت تقنع نفسها بصمت.هذه الثورة التى سيقوم بها حتما اذا لم يحصل علي ما يريد.لكن خروجها هذه المرة معه سيكون الاخير وستعلمه بكل وضوح وحزم بانها تعد الايام حتى يحين الطلاق ويفترقا الي الابد.
اخرجت من الخزانة بنطلونا ناعما فضى اللون مع سترة حريرية خضراء كانت قد اشترتهما لتحضر بهما حفلة كوكتيل منذ شهر,فوضعتهما علي مسند الاريكة ثم سارت الي مراة الخزانة حيث اخذت تحدق فى صورتها مدة طويلة.
كيف يخطر لتايلور,ولو لجزء من الثانية,ان ثمة املا بينهما للعودة الي بعضهما البعض بعد ما فعله؟ولكن,من ناحية اخري,هى التى هجرت تايلور وليس العكس ولعل هذا ما لم يحتمله لانه لم يعتد ان تهجره امراة فهو من يهجرهن.وربما هذا ما جعل كرامته تنتفض فيظن ان بامكانه ان يحصل علي المراة التى يريد.
الفكرة الاخيرة جعلت شفتيه تتواتران وهى تتصور تلك المراة المثيرة ذات الشعر الاحمر تانيا وست التى قالت عنها سوزان,شقيقة تايلور,انها ليست العابثة الاولي التى اطلق لنفسه معها العنان منذ زواجه.
اخذت ترتجف وهى تجفف شعرها,منكرة طول الوقت الام والغضب اللذين اثارهما التفكير فى تلك الفتاة.
بقيت تنكر ذلك حتى سمعت رنين الهاتف الداخلي عند الباب بعد اربعين دقيقة,فضغطت الزر لتسمع صوت تايلور فقالت له:(سانزل بعد لحظة).
لم تفتح باب المبنى,مصممة عّلي ان يظن ما يشاء.
نظرتها الاخيرة الي المراّة طمانتها بانها تبدو هادئة متزنة,بعكس خفقان قلبها السريع .فدعت الله ان يبقى هذا الوهم مسيطرا طوال مدة بقائها مع تايلور.عليه ان يفهم انها لم تعد تلك الحمقاء الساذجة المسلوبة العقل به التى لم تري ما كان يجري تحت انفها.لقد ظنت انه تقبل ذلك عندما تركته منذ عام ونصف ورفضت ان تراه,خصوصا بعد ان علمت ان محاميه لم يعترض علي قضية الطلاق التى رفعتها ضده.
اقفلت باب غرفتها ثم نزلت السلم علي مهل خشية ان تتعثر بالحذاء ذى الكعب العالي الذى تنتعله .وعندما وصلت الي الطابق الاسفل سمعت صوت تايلور يتحدث الي شخص داخل المنزل.احدهم ادخله الي الردهة.جمدت لحظة علي السلم وارهفت اذنيها لتسمع من كان يتحدث اليه.
انها السيدة تيت كولنز صاحبة الملك.ورفعت مارشا عينيها الي السماء مستجيرة.كانت صاحبة الملك عجوزا ودودة حقا لكنها تنتمى الي عصر غابر كان الرجل فيه شهما نبيلا والمراة خاضعة ملامة مهما فعلت,وكانت السيدة تيت كولينز اخبرتها عن نشاتها المميزة وثقافتها الخاصة فى البيت.وعندما قالت مارشا انها نشات فى ملجا للاطفال عندما هجرتها انها الارملة وهى فى الثانية من عمرها,حملقت فيها صاحبة الملك وكانها مخلوقة من كوكب اخر,ولكن كان واضحا ان المراة كانت قاصرة عن فهم وضع كهذا.ولن تعرف مارشا كيف ستواجه السيدة تيت كولنز معرفتها بان الانسة غوسلينغ هى السيدة كين.
-اه,ها هى ذى يا سيد كين وهى تبدو جميلة جدا.
هتفت السيدة تيت كولنز بذلك عندما رات مارشا ,فشكرتها بابتسامة باردة استحالت ثلجا عندما التفتت الي تايلور:(اخبرتك باننى اتية حالا.لم يكن بك حاجة الي الدخول).
سبقت السيدة تيت كولنز تايلور الي الجواب:(كنت خارجة من منزل الانسة غوردون عندما رايت صديقك الشاب يرن جرس الباب).
ثم التفتت ال تايلور:( انها السيدة الساكنة فى هذا الطابق.لقد سقطت المسكينة منذ ايام وهى الان طريحة الفراش,لذا حملت اليها طبقا من الحساء وقطعة من الخبز لكى اوفر عليها عناء اعداد العشاء .لقد تحسنت قليلا ,الحمد لله).
رات مارشا تايلور يحدق فى الوجه المغضن لهذه المرأة الذاوية الواقفة امامه والتى تبدو فى التسعين,ولكن صوته كان جادا تماما عندما قال:(كان هذا لطفا منك,يا سيدة تيت كولنز).
-هل نذهب؟الي اللقاء يا سيدة تيت كولنز.
كان واضحا ان تايلور لم يذكر انهما زوجان وهذا ناسبها تماما,وكانت مارشا متلهفة للخروج قبل ان تبدا المراة حديثا اخرا.
-اه,الي اللقاء يا عزيزتى.
تابطت مارشا ذراع تايلور بيد وفتحت الباب بيدها الاخري,تدفعه الي السلم فقال تايلور معلقا:(ستظن انك متلهفة للانفراد بي).
وعندما اصبحا فى الشارع رفع تايلور حاجبيه هازلا.
حتى هذه اللحظة نجحت فى مقاومة الاقرار بروعته البالغة,ولكن عندما ارتفعت خفقات قلبها قالت بجفاء:(السيدة تيت كولنز لا تفكر بشىء مبتذل بهذا الشكل).
-احقا؟ظننت اننى رايتها تغمزك بشكل ذى معنى.
أي امراة مهما كان سنها,ستفعل الشىء عينه عندما تري تايلور,فتاثيره قوى علي النساء.فقالت بجفاء:(لا اظن ذلك,وقبل ان تنطلق من هنا,اريد ان اوضح تماما اننى وافقت علي هذا الاجتماع مكرهة فقط لاننى اردت ان تسير مسالة الطلاق باقل صعوبة ممكنة).
تاملها تايلور بصمت وجدية ثم قال بعد لحظة طويلة:(ها تشعرين الان بتحسن بعد افراغ ما بصدرك؟).
فهزت كتفيها:(اردتك فقط انت تعلم وهذا كل شىء).
قالت هذا متسائلة عما جعلها تشعر وكانها تلميذة متمردة.
-صدقينى لم اشك لحظة فى ان اهم مزاياك هى الدقة والصراحة.
وهذا ما لا يمكن قوله عنه.
لم تتكلم ولكن لا بد ان الكلمات كانت واضحة علي وجهها لانه عاد فقال:(خصوصا عندما لا تقولين شيئا ابدا).
فسالت بشىء من الارتباك:(لماذا اذن نفعل هذا؟).
ذلك انه لم يتصل بها منذ عام ونصف,فلماذا يتصل الان والطلاق بعد اسابيع؟؟
-لان الوقت حان الان.
لطالما كان هكذا.....ماهرا فى وضع الخطط المبهمة.منذ عرفته لاول مرة,ادركت انه رجل غامض.لكنها ظنت انها وجدت مفتاح ذلك عندما خطبها للزواج بعد اسابيع فقط من تعارفهما فى حفلة عشاء,فظنته يحبها كما تحبه....او بالاحري كما كنت تحبه.
كان الجو الدافىء يفوح برائحة الطهى من مختلف النوافذ المفتوحة ,كما كانت الضحكات تتصاعد من المنازل القريبة.غضن تايلور انفه قائلا:(هل نذهب؟).
تمنت لو بامكانها ان ترفض وتعود الي منزلها ولكن حقا لم يكن امامها خيار .فاومات براسها وتركته يقودها الي سيارته المنتظرة.كان فى السنة والنصف الاخيرة قد غير طراز سيارته,كما لاحظت بصمت.رغم انه اشتري السيارة السابقة قبل ان تتركه بستة اشهر فقط.وهذه السيارة كانت سوداء خطيرة...مثل تايلور تماما.
فتح لها باب السيارة فدخلت برشاقة سرت بها,وهى تفكر فى ساقيها المرتجفتين ومعدتها المتشنجة.هذه هى المشكلة مع تايلور!كلما حاولت ان تستعد له اذا به يهزمها.
عندما جلس بقربها حدقت اليه وكان قربه منها لم يزعجها علي الاطلاق:(الي اين نحن ذاهبان؟).
-انها مفاجاة.
لم ينظر اليها وهو يخرج بالسيارة من الموقف بمهارة.ووقع بصرها علي محبس الزواج الذهبي السميك فى اصبعه,وعاد قلبها يترنح.هل كان دوما يلبسه,ام وضعه هذه الليلة فقط؟
ثم اجابت نفسها:وما اهمية ذلك علي كل حال؟فالمحبس يبقى مجرد قطعة مجوهرات عندما يفرغ من الالتزام الذى يمثله.
سارت السيارة بهما فى شوارع لندن,مارة بعدد من المقاهى والحانات التى كان الناس يجلسون خارجها يشربون او ياكلون تحت شمس الغروب.فى الفترة الفاصلة بين تركها الجامعة وتعرفها الي تايلور,كانت مارشا تستمتع بقضاء امسيات الصيف بهذه الطريقة مع اصدقائها.
ولكن منذ تحطم زواجها,لم تشا العودة الي مجموعة اصدقائها القديمة.بقيت تري واحدا او اثنين منهم احيانا لكن الامر لم يعد هو نفسه خصوصا بالنسبة اليها.
كانوا لا يزالون يبحثون عن المرح وقضاء وقت ممتع.لكنها شعرت انها اجتازت تلك المرحلة وليس بامكانها العودة...ما دامت طبعا,مازالت معتبرة متزوجة.وفكرت بمرارة فى انها ربما حمقاء نظرا لطريقة تايلور فى التصرف,لكنها لا تستطيع ان تفعل مثله.
نظرت الي يديها اللتين كانتا متوترتين فى حجرها.وارغمت اصابعها علي الاسترخاء,متنفسة بعمق,تريد بذلك ان تجعل نبضها منتظما.
-لا احب المفاجات.
قالت هذا بوضوح وكان تايلور قال ذلك تلك اللحظة وليس منذ عشر دقائق....عشر دقائق من الصمت...
كانت نظراتها علي زجاج السيارة الامامى عندما القى نظرة علي جانب وجهها المتوتر قائلا:(هذا مؤسف).
وهوينعطف بالسيارة.
-اذا الي اين نحن ذاهبان؟
ثم عرفت الجواب حين انعطفت السيارة مرة اخري.كان ياخذها الي بيتها...لا,لم يعد بيتها الان.فقالت بقدر ما امكنها من هدوء:(اوقف السيارة من فضلك).
-لماذا؟
كانت لهجته من البراءة بحيث ادركت انها علي حق.فقالت بصوت متحجر:(لانك اخبرتنى بانك ستاخذنى لتناول العشاء).
-وانا كذلك.
واشار الي بدلة العشاء التى يرتديها.
-تايلور!
وسكتت تحذر نفسها من ان يثور طبعها,ثم قالت بهدوء:(انا اعرف اين نحن ,نحن قريبان من حى هارو).
اومأ دون ندم علي الاطلاق:(هذا صحيح.وحنة سعيدة جدا لانك ستزوريننا الليلة).
ستزورهم!هل هو مجنون؟عندما فكرت فى مدبرة منزله تلك التى اسبغت عليها حنان الامومة منذ عرفتها,شعرت بغصة فى حلقها.لكنها كبحت مشاعرها:(لا انوى الذهاب الي بيتك).
فأصبح صوته خطرا فجاة:(بل بيتنا...واذا كان بامكانك ان تنبذي الناس كما تفعلين فحنة لا تستطيع ذلك.رغم غضبك البالغ ذاك منى,الا انه ما كان يضرك لو كتبت لها سطرا او رتبت معها موعدا فى مكان ما.حتى اتصال هاتفى كان سينفع.كدت تحطمين قلبها).
لم تستطع احتمال ذلك.الا يعلم ان كل ما يذكرها به,مهما كان ضئيلا,كان ليحطمها فى بداية انفصالهما؟
ولو رات حنة حينذاك,لانهارت كل محاولاتها لتكون قوية وتبدأ حياة جديدة.لقد اشتاقت الي تلك المراة التى كانت الأم الوحيدة التى عرفتها,بقدر شوقها الي تايلور.واذا بها فى فورة اندفاعها العاطفى تنطق بالامر الذى كان قد المها بقدر ما المتها خيانته لها مع تانيا:(اذا كنت مهتما بمشاعر حنة الي هذا الحد,لماذا لم تتصل انت بي بعد رحيلى عن البيت؟كم يلائمك ان تتحدث عن نبذ الناس!).
فقال وهو يرد شعره الي الخلف بغضب بالغ:
-لا اصدق ما اسمعه منك!عدت من المانيا بعد قضائى ثلاثة ايام فيها,لاراك حزمت امتعتك للرحيل.فانطلقت تتهميننى بأشياء الله وحده يعلمها.وعندما حاولت ان اجعلك تتعقلين,اذا بك تندفعين خارجة.تبعتك الي سيارتك لامنعك من الرحيل,فصفقت الباب علي يدي حتى انكسرت فيها عدة عظام.
فقالت بسرعة:(حدث هذا بغير قصد,وقلت لك هذا حينذاك اذا طنت تتذكر.لم اكن اعلم انك وضعت يدك فى طريق الباب).
-لكن هذا لم يمنعك من تركى منطلقة بسيارتك,اليس كذلك؟
فتمالكت تفسهازانهيعكس اللوم عليها وكأنها هى التى خانته:(كانت حنة هناك لتعتنى بك).
ثار غضبه وكأنه لم يتهمها لتوه بعدم الاحساس:
-تبا لحنة!اقد لحقتك بسيارتى اذا كنت تتذكرين.انسيت ما قلته لي عندما وقفنا عند الاشارة؟قلت اننى اذا لم لتوقف عن اللحاق بك,ستندفعين بسيارتك الي الجدار.قولي انك ما كنت تعنين ذلك.
لكنها كانت تعنى ذلك.فقد كانت من اليأس والالم تلك الليلة بحيث شعرت بان الموت سيكون راحة لها.
اومأ برأسه عابسا وكأنه قرأ افكارها:(وهكذا تركتك ترحلين.قولي ما شئت,لكننى فضلت ان اراك حية علي ان اراك ميتة).
-وقل ما شئت ,لكننى لطالما ظننت الزواج بين اثنين وليس بين ثلاثة او اكثر.
توتر فمه,لكن صوته كان هادئا وهو يقول:(تانيا مجددا).
تجاهلت كلامه وهى تتابع:لماذا لم تتصل بي بعد تلك الليلة).
-لم اتصل بك هاتفيا ربما ولكن ماذا عن الرسالة؟
-الرسالة؟
لم تتلق منه أي رسالة,ولم تصدق لحظة واحدة انه ارسل اليها رسالة.مهما كانت لعبته,فهى لن تنخدع بها.وقال بضعف:(اّه هيا يا فاز.لا تدعى انك لم تتلقى رسالتى).
جعلتها لهجته تغلي غضبا,فقالت بحرارة:(انا لا ادعى شيئا ابدا كما اننى لا اكذب.انا لم اتلق منك رسالة,رغم اننى حتى لو تلقيتها لما اختلفت الامور.كنت علي علاقة بتانيا وست,وباخريات قبلها.علمت ذلك من مصدر موثوق به.تشاركت مع تانيا بغرفة واحدة فى المانيا حجزتها باسم السيد والسيدة كين.لا تكذب علي بالنسبة لهذا لاننى اتصلت بنفسى بالفندق لاتاكد من ذلك).
فقال وهو يصرف اسنانه ويستدير حول منعطف بسرعة جعلتها توشك ان تصرخ:(تانيا كانت سكرتيرتى ولا شىء غير ذلك.والغرفة فى المانيا حجزت خطأ .اخذت هى السرير الكبير بينما اخذت انا السرير الوحيد اللعين الذى كان فى الفندق ,وذلك بسبب المؤتمر.فبقيت ثلاث ليالي انام فى غرفة بسريرين مع سويدى ضخم يبدو كممثل لبلاده فى رفع الاثقال,ويشخر كمولد كهربائى.لقد اخبرتك بهذا ليلة عودتى وكررته فى رسالتى).
-لماذا اذن وصلونى بتانيا حين طلبت السيد كين ما يؤكد الغرفة المزدوجة؟
سألته بلهجة كالثلج رغم توتر اعصابها من طريقة قيادته سيارته.
-سبق واخبرتك ان الغرفة حجزت بطريق الخطأ.لقد تلطف السويدى وسمح لي بمشاركته غرفته عندما طلب منه الفندق ذلك,لكن الغرفة كانت باسمه وليس باسمى.ربما موظفة الاستقبال التى سألتها انت لم تكن علي علم بما حدث.كان احد اكبر المؤتمرات فى السنة فكان من الصعب العثور علي غرفة اخري.
لا بد انه يظنها ابنة البارحة.
-انت لا تصدقيننى!كتبت لك فى تلك الرسالة ارقام الهاتف لتتصلي بها,وليس رقم الفندق فقط فكان لدى بطاقة ذلك الرجل السويدي.كما اننى وعدتك,بسبب تصرفك تلك الليلة فى السيارة,باننى لن احاول ارغامك علي رؤيتى قبل ان تستعدى نفسيا لذلك وتستعيدى ثقتك بى.
يالوقاحته!حتى ولو كان ما قاله عن الحجز صحيحا وهى لم تصدق ذلك لحظة!ثم ماذا عن علاقاته القصيرة الاخري التى حدثتها شقيقته سوزان عنها؟لقد اشتري تايلور الصمت من الناس,لكنه لم يستكع ان يشتري صمت سوزان.وسوزان هى صديقتها كما هى شقيقة زوجها.وما حدث فى المانيا كان اكثر من ان تتجاهله تلك المرأة.لقد جعلتها سوزان تقسم علي ان تبقي الامر سرا,حينذاك,فلا تخبر تايلور بانها هى التى اخبرتها بامره.ذلك ان زوجها يعمل عنده ومعيشتهم متوقفة عليه.لقد بقيت سنة ونصف دون ان تخلف وعدها لسوزان وهى لن تفعل هذا الان,رغم رغبتها القوية بذلك.
وتنفست بعمق:(اذا كنت تقول فى رسالتك انك لن تتصل بي قبل ان اصبح مستعدة للاعتذار والثقة بك,لماذا نحن هنا الان؟فانا لا اثق بك يا تايلور,وانا افضل ان اسير علي الجمر علي ان اعتذر اليك).
تمتم بشىء بصوت منخفض ثم قال بحزم:(نحن هنا لاننى لن اسمح لك بتحطيم حياتنا بسبب كبرياء حمقاء).
كبرياء؟لو لم يكن مندفعا بالسيارة بهذه السرعة,لوجهت لكمة الي رأسه الاحمق.لكنها اكتفت بالقول بلهجة لاذعة:(انا انقذت حياتى,وهذا حسن,فتكلم عن حياتك فقط).
-لا اصدقك.
كانا الان قد اقتربا من بيته انتظرت حتى دخلا بالسيارة من البوابة وصعدا فى طريق المنزل,ثم قالت:(هذه مشكلتك).
اوقف السيارة امام الدرجات العريضة المؤدية الي الباب الامامى,فأرغمت مارشا نفسها علي النظر حولها دون ان تظهر ان قلبها يتمزق.عندما رحلت نهائيا من هذا البيت,كانت علي وشك الجنون من المرارة والالم,ولم تكن حتما قادرة علي قيادة سيارتها.وكانت ترجو لو حدث ورات هذا البيت مرة اخري,ان تكون قادرة علي النظر اليه بقدر من السكينة فى قلبها,لكن هذا لم يحدث.فقد تملكها نفس شعور التعاسة والاسى الذى تملكها حينذاك.
لم يجبها تايلور قبل ان يترجل من السيارة ثم يتقدم الي بابها يفتحه ويمد لها يده,وعندما امسكت بها ونزلت من السيارة,داعبت خياشيمها عطر ازهار اللافندر المحيطة بالمنزل,ماجعل ذكرياتها تتدفق.
لقد رافقها هذا العطر منذ اول زيارة لها الي هذا البيت فى موعدها الثانى مع تايلور,وكان يعطر لياليهما بعد الزواج من النوافذ المفتوحة علي الحديقة,حتى الفجر.
الالم الذى شعرت به الان لم يمحه احتكاك يديهما الذى ارسل الاف الاحاسيس فى جسمها,وما ان وقفت حتى سحبت يدها من يده.
قال وعيناه مسمرتان علي وجهها الشاحب:(كنت تعشقين هذا المكان فى موسم تفتح اللافندر).
تقابلت عيناها الخضروان بعينيه البنيتين,كانت خطته ان يحضرها الي هنا بعد ان يصبح الوضع صالحا لاقصى درجات التاثير.رات هذا فى وجهه وان لم يقله بلسانه.
فقالت له:(انت اكثر الاشخاص الذين عرفتهم مكرا واحتيالا).
-شكرا.وانت ايضا.
فجاة انمحى من نفسها الغضب والازدراء ليتملكها حزن عميق واسف علي ما كان يمكن ان يكون لو انه كان مختلفا عما هو عليه او لو كانت هى مختلفة.لو كانت متالقة ورائعة الجمال ومحنكة,كالمراة التى كان يصاحبها قبل ان يتعرف اليها هى,ربما عند ذاك كان استمر بحبها ولما احتاج امراة اخري.ربما,حينذاك,كانت هى تكفيه.
لم تكن منتبهة الي تعابير وجهها وشفتيها المتهدلتين...وهكذا عندما قال برقة فائقة:(انا اريدك ان تعودى الي.لا اريد الطلاق),حدقت اليه لحظة وقد انحبست انفاسها للهجة الامر الواقع فى صوته.ثم تراجعت خطوة,متسعة العينين:(هذا...هذا مستحيل وانت تعلم ذلك).
-لا.ليس مستحيلاّساخبر محامى ان يذهب للجحيم وافعلي انت ذلك مع محاميك.
فقالت وهى ترتجف:(ولكن لم يتغير شىء).
فنظر اليها برزانة:(بالظبط).
-ما كنت اعنيه هو...
فقاطعها:(انا اعرف ما كنت تعنينه.ما اعنيه هو اننى كنت مخلصا لك قبل رحيلك ووفيا بعده.لا نساء ولا امراة بالذات).
وقفت جامدة رافعة الراس وجسدها يتحدث باكثر مما تستطيعه الكلمات.
وحدق اليها لحظة قال بعدها بهدوء:(عندما اكتشف من الذى همس فى ذهنك ذلك الهراء,سيتمنى لو انه لم يولد.من فعل هذا يا فاز؟من الذى اراد ان يدمرنا بهذا الشكل الهائل فغذى عندك الشكوك والاوهام وانعدام الامان الذى تخشيه؟).
-ماذا؟
ومدت يدها تستند الي السيارة.لو صاح بها لتقبلت ذلك بغير صعوبة,لكن تلك الرقة فى صوته اخافتها حتى الموت:(لا ادري ما الذى تتحدث عنه.انا لا اشعر بانعدام الامان,كل ما فى الامر اننى لست من النساء اللاتى ينظرن بعين عمياء الي...).
قاطعها بصوت فاتر فيه قسوة قريبة من طباعه.
-انعدام الامن الذى تكون فى نفسك عندما القت بك امك بين ايدى الخدمات الاجتماعية.انعدام الامن الذى نما فى ذلك المكان اللعين الفظيع الذى نشأت فيه وجعلك ضعيفة عاطفيا.ذلك الذى غرس فى اعماقك فكرة ان لا احد يمكنه ان يحبك او يرغب فيك او يحتاجك,فلماذا يحبونك طالما ان امك وهى الشخص الوحيد فى العالم المفروض ان يحبك اكثر من نفسه ومن الحياة ,هجرتك.
كان وجهها الان شاحبا للغاية:(كفى!لماذا تفعل هذا؟).
-لكى اجعلك تستيقظين.لقد انتظرت عاما ونصفا ان يحدث هذا بشكل طبيعى ولكننى لست صبورا الي هذا الحد.
حملقت فيه وقد جرحها كلامه يشكل غير محدود:
-انا اكرهك.
فقال بهدوء:(لا.انت لا تكرهينى.تظنين ذلك فقط).
انقذها من الجواب عندما افتح الباب وسمعت صوتا مسرورا ينطق باسمها:(مارشا..حبيبتى).
وهبطت حنة بجسمها الممتلئ السلم,وفى اللحظة التالية كانت المرأة تأخذ مارشا بين احضانها بشكل خطف انفاسها.
-لا تخنقيها,يا امرأة.
اطلقت المرأة سراحها اواء صوت تايلور المتهكم.وامسكتها حنة مبعدة اياها قليلا تحدق فى وجهها,ثم قالت:(انت هزيلة,هزيلة جدا!انت لا تأكلين).
-اه,يا حنة.
وعجبت مارشا وهى تشعر ةكأنها راتها فى الامس فقط.فقد اختفى العام والنصف بلحظة ولم تستطع ان تمنع دموعها من التدفق وهى تقول:(كم اشتقت اليك).
عانقتها حنة مرة أخري وهى تقول بصوت لا تعنيف فيه:(ليس بقدر ما اشتقت اليك,يا ابنتى).
بقيتا متعانقتين لحظة اطول قبل ان يفرقهما صوت تايلور مرة اخري:(اكره قول ذلك,لكننى جائع للغاية.هل يمكننا ان نتابع جمع الشمل فى الداخل؟).
فقالت حنة تؤنبه باسمة من بين دموعها:
-اه,كيف تفكر فى معدتك فى وقت كهذا؟
دخلت مارشا البيت متأبطة ذراع حنة التى قادتها ناحية غرفة الاستقبال,قائلة:(الطعام جاهز,ادخلي واجلسي فترة,وسأدعوكما بعد دقائق).
- شكرا يا حنة.
قال تايلور ذلك وهو يأخذ ذراع مارشا ويدخل معها الي الغرفة الرائعة العالية السقف بلونيها الوردى والليلكى الباهت وبابيها الضيقين المؤديين الي الاراضى الخلفية للبيت.
كانت مارشا تعلم ما ستراه اذا سارت الي حيث تتمايل ستائر الدانتيل مع النسيم القادم من الحديقة.وكانت هذه رائعة باشجارها المشذبة واحواض الزهور الشذية وحوض السباحة الذى انشأه تايلور منذ عشر سنوات عندما اشتري البيت.
سارت الي احدى الاريكتين وجلست عليها وهى تقول:(كان عليك ان تخبرنى انك ستحضرنى الي هنا).
فأجاب بهدوء:(ما كنت لتوافقى علي الحضور لو اخبرتك).
- اذن ,فقد احتلت علي,فيالمهارتك!
فسكب لها كأس مرطبات واخر له.وبعد ان ناولها كأٍسها جلس امامها وقال:(لماذا تصديق الكذب اسهل عليك من تصديق الحقيقة؟الم تسالي مرة نفسك عن ذلك؟).
فقالت بفتور:(اظنك تعنى عنك وعن تانيا؟).
تأملها لحظة ثم سالها:(الم يخطر ببالك انك ربما تكونين مخطئة بالنسبة لكل هذا؟).
خطر لها ذلك مئات و الوف المرات ,لكن التمنيات لم تستطع ان تواجه الحقيقة البشعة.لن تنسي ابدا شعورها عندما اتصلت بالمانيا,وحولتها موظفة الاستقبال الي غرفة تايلور لتسمع صوت تانيا المرح.واذا كان عليها ان تكذب وعيناه عليها,قالت:(لا...قد اكون حمقاء ولكن ليس الي هذا الحد).
- فهمت.
وتعلقت عيناه بوجهها لحظة:(اذن فلن نضيع مزيدا من الوقت الليلة فى الحديث عن ذلك).
واشرق وجهه بابتسامته المعتادة....الخائن,الحقير الخداع,الكذاب,زير النساء!
حدقت اليه,واستحالت تعاستها غضبا بالغا.كيف يجرؤ علي الجلوس والابتسام بهذا الشكل بينما كاد يدمرها منذ عام ونصف؟
وضعت كأسها دون ان تسلخ عينيها عن عينيه.وقالت بشىء من التمرد:(هل ما زالت تانيا تعمل معك؟).
كان سؤالها عديم اللياقة ولكنه لن يملي عليها اوامره بالنسبة الي ما عليهما ان يتحدثا به وما عليهما ان يدعاه,خصوصا بعد ان اختطفها.
- طبعا.
خلع سترته ورماها علي الاريكة الاخري ثم فك ربطة عنقه وتركها متدلية فوق قميصه فقالت بتهكم بالغ:(طبعا).
تناول كأسه وهو يضيف:(ولكنها سترحل بعد شهر او شهرين,لسوء الحظ.وسأكون اسفا لفقدها...انها سكرتيرة ممتازة وامثالها نادرات).
-جاءها عرض افضل؟
- ليس بالضبط.
- اذا لم يكن مغريا فلماذا ترحل اذن؟
هل حصل شجار بين العاشقين؟
- ستلد طفلها فى نهاية ايلول.
تسائلت مارشا عما اذا كانت حنة تقبل بان تساندها ان هى طلبت الرحيل.اذن,هذا هو سبب قيامه بمحاولة ارضائها بعد كل ذلك الزمن؟
تانيا حامل منه؟الالم الذي تملكها كان اعنف من ان تتمالك اعصابها لذا ازاحت هذه الامكانية جانبا حتى تستطيع التفكير فيها بامعان عندما تصبح وحدها.
- اظن زوجها يريد بنتا,فهو لديه صبيان من علاقة سابقة.لكننى اظن ان كل ما يهم هو ان يكون المولود سليم الجسم.
اذن ,كانت تانيا متزوجة؟متى حدث ذلك؟هل كانت كذلك عندما تركت تايلور؟وهل كانت تانيا تعاشر تايلور وذلك الرجل الذى اصبح الان زوجها فى الوقت نفسه؟وهل يعرف زوجها انها كانت ذات يوم بالنسبة لتايلور اكثر من مجرد سكرتيرة؟كانت مئات الاسئلة تجول فى راسها,لكنها لم تستطع ان تطرح عليه ايا منها.
رفعت راسها وتقابلت اعينهما فانحبست انفاسها لحظة وهى تنظر فى عينيه.كانت نظرة مختصرة سرعان ما اختفت,لكنها,للحظة,رات فيها الرجل الحقيقي.
الرجل الذى عرفته واحبته يوما.ذلك الرجل القوي الملء بالحيوية وقوة الارادة.تلك الارادة التى لا تدع شيئا يقف فى طريق ما يريده.كانت تلك القوة المغناطيسية التى جعلتها تهرب تلك الليلة منذ عام ونصف,قبل لن يجد فرصة يغير فيها رايها.خلافا لتوقعاتها,لم يقل تايلور شيئا اكثر عندما جلسا بصمت.كان شذا الازهار يتسرب الي الغرفة من الحديقة,وقد ابتدا الشفق ينتشر.
وحدها زقزقة العصافير كانت تخترق الصمت المخيم عليهما.
قاومت مارشا النظر باتجاه تايلور متجنبة نظراته المتفحصة.كان جسده الطويل متكئا بكسل بشكل بالغ الرجولة,وكانت عيناه عميقتين حساستين.لم يحرك عضلة واحدة ومع ذلك كان الجو حولهما مرهفا للاحاسيس ومثيرا لكنها لم تشا ان يظهر عليها التملل بالرغم من المشاعر التى تتملكها.انه يغوي بمجرد وجوده ويغيظها ان تدرك تاثيره عليها لا يزال كما كان دوما.
حدقت فى كوبها,مصممة علي الا تكون من يخترق الصمت,والا تتحدث عن تانيا وست مرة اخري ايضا.انها حامل...وكان اندفاع مشاعرها من القوة بحيث حاولت ان ترخى اصابعها كيلا تنطبق هذه فتهشم الكأس.مضى زمن تلهفت فيه ان تحمل بطفل من تايلور.وكانت ستتوقف عن اخذ حبوب منع الحمل لولا اصرار تايلور علي تاجيل ذلك,حينذاك,رغبة فى قضاء مزيد من الوقت للاستمتاع ببعضهما البعض.وطبعا لم تكن منتبهة الي ان تايلور كان مشغولا بالاستمتاع بنساء اخريات ايضا...!
تصاعد من الحديقة صوت حركة خفيفة تبعها اصوات حادة جعلت تايلور يقفز عن كرسيه وينحنى خلف اريمة قريبة من باب الحديقة ثم يعود ويقف حاملا ما بدا اشبه بمسدس مائي.
- تايلور؟
السؤال الذى اوشكت ان تلقيه ضاع فى غمرة استغرابها وهى تراه يقفز الي الحديقة وهو يطلق النار مشابها جايمس بوند الممثل.وبعد لحظة صدر مواء عنيف اختلط بالهرج والمرج فى الحديقة.
- اصبته.
وعندما انضمت مارشا الي تايلور فى الخارج,بدافع الفضول,التفت اليها والرضا علي وجهه الوسيم:(مرة اخري يتبلل فيها ويحفظ الدرس).
- من هو الذى سيحفظ الدرس؟
- هر الجيران!انه يترصد اخراج شحرور من احى اشجار الحديقة,الماء لا يضره,ولكن من المؤكد ان ما يجرح كبرياءه ان يتواري مبتعدا اشبه بجرذ نجا من الغرق.ستضطر كرامة رجولته الي الاعتراف بانه لن يستطيع الحصول علي ما يريد.
وسيعلم تايلور كل شىء عن كرامة الرجولة!اوشكت مارشا ان تقول له هذا عندما طار شحرور بجانب رأسيهما بشكل يشبه رقصة النصر.وصاح تايلور خلفه قائلا:(الي الامام يا صغيري,لن ينجح).
هذا هو الرجل الذى انشا عملا بملايين الجنهيات قبل ان يبلغ الثلاثين,وشعرت مارشا بانها اصبحت تعرف ما شعرت به اليس فى بلاد العجائب.
وعندما همت بالكلام قاطعها :(اسمعى).
ومال براسه يستمع باهتمام فهمست:
- ماذا تسمع؟هل عاد الهر؟
ضحك لها قائلا:(لا,بل هى حنة تنادينا لتناول العشاء).
**********************
أنت تقرأ
روايات عبير / ثم عاد الامس
Romanceصدمت مارشا حين رات ثانية زوجها الذى فرت منه الي غير رجعة .كان تايلور يخدعها طوال الوقت.و مع هذا راحت تقاوم بياس حين وقعت عيناها عليه كى لا تنجرف ثانية اليه وتقع مجددا فريسة تاثيره عليها! ماذا عليها ان تفعل؟واذا بالجواب يوافيها...لا شىء! لن تفعلي شيئ...