الفصل الثامن

5.2K 176 2
                                    


بلغ وزن ستورمي ستة باوندات ونصف الباوند, واكد لهما الطبيب على انها بصحة جيدة, واشار على كاثلين بوصفة غذائية للطفلة , كما قدم لها عدة كتيبات صغيرة تتضمن معلومات قد تساعدها . ترك روس و كاثلين العيادة الطبية وهما سعيدان ومرتاحان لحالة الطفلة الصحية.
وجدا مخزناً مخفض الأسعار , كان قد فتح ابوابه للزبائن في ذلك اليوم على الرغم من انه كان يوم عطلة , وبدأ الاثنان يملآن عربة التسوق بوجبات غذائية للآطفال , وبالحفاظات وزوجاجات للحليب وعربة اطفال.
وعندما وصلا الى قسم الملبوسات , بدأت كاثلين تضع في العربة انواعاً مختلفة من الألبسة, لكن روس لم يتفوه بكلمة كي لا يحزنها , فقد شاهدها لمرة ذلك اليوم وهي تبكي , وان كانت ستجد سعادتها في شراء ملابس للطفلة فانه لن يفسد عليها ذلك.
وتم الاختيار على ان يتناولا طعامهما في مطعم قريب متخصص في وجبات من صنع منزلي , وبما انه كان ذلك اليوم يوم عيد, فقد قدمت فيه اطباق من الفاصوليا ولحم و خبز الذرة , بالاضافة الى اطباق رئيسية .منتديات ليلاس
قالت كاثلين لروس بإلحاح" فلنأكل الفاصوليا , ليكون حظنا هذا العام سعيداً ألا تؤمن بذلك بذلك ؟"
" ان كنت تؤمنين بذلك, يا كاثلين , فسآكل الفاصوليا"
إضافة رد
Rehana 07:26 AM 29-12-14
اعاد قائمة الطعام الى النادلة وتابع " انا اطلب طبقي مع قطعة من السمك المقلي"
وقر رأي كاثلين على الطبق نفسه . وسألت النادلة ان باستطاعتها تحضير زجاجة حليب لستورمي , وافقت المرأة بلطف , وفي الوقت الذي كانا ينتظران فيه وجبتهما , ارضعت كاثلين الطفلة زجاجة الحليب.
وهي جالسة في مقعدها قبالة روس , والطفلة بين ذراعيها , اخذت تتساءل ان كان الشعور بعائلة حقيقية هو على هذا الشكل , العائلة التي طالما رغبت بها , فالطفلة لم تكن طفلتها , ولا طفلة روس , لكن الليلة فقط ارادت ان تتظاهر انها امرأة محبوبة من هذا الرجل الوسيم الذي يجلس قبالتها, ومقابل ذلك الحب , منحته ابنة جميلة .
حيث ان ستورمي انهت زجاجتها , قامت كاثلين ووضعتها في عربتها الجديدة, وعلى الرغم من انها لم تكن تزن شيئاً , فقد بدأ التعب يظهر في ذراعي ماثلين , وادركت ان من الأفضل ان تسند جيداً رقبة و ظهر الطفلة.ريحانة
وصلت وجبة الطعام في الوقت الذي كان قد سوى فيه امر الطفلة , واثناء تناولهما الطعام راحت كاثلين تحث روس على اخبارها المزيد عن نفسه , وقالت له " اشعر وكأنك تعرف كل شيء يتعلق بي وبعائلتي , إذن اخبرني انت شيئاً عنك , هل ترعرعت في سان انطونيو؟"
" بل في ضاحية المدينة , هل سبق ان ذهبت الى هناك ؟" اومأت كاثلين برأسها , وقالت " كلا , فقد زرت تكساس الشرقية حيث سيتقاعد فيها والدي في الربيع المقبل"
منتديات ليلاس
" آه , حسناً" قال وهو يقطع قطعة السمك الى شرائح "إذن عليك ان تزوريها يوماً ما , انها مكان جميل , ينبغي على كل انسان ان ينزل الى ريفر ووك ليشاهد آلامو "
نظرت الى وجهه , ثم انخفضت نظرتها الى كتفيه العريضين , كان يلبس قميصاً بنى اللون, تتخلله خطوط سوداء رفيعة , ولو ان اي رجل آخر ارتداه , لكان بدا عليه بسيطاً , لكنه على روس فقد كان مثيراً بكل مافي الكلمة من معنى .
اجابته" ربما قد اتمكن من زيارتها يوماً ما "
اراد روس ان يقو لها ان بامكانه اخذها الى تكساس , لكنه فضل الصمت, فقد سبق ان سمح لنفسه بالتورط مع هذه المرأة اكثر مما كان يقصد.
سألته " إذن ما حدا بك حقيقة للانتقال الى هنا؟ عدا عن الفرصة التي توفرت لك لتحل محل رفيقك كمدرب!"
"منذ ان تخرجت في الخريف الماضي , كان من الصعب عليّ هذه الوظيفة , قررت ان هذه الوظيفة هي ما كنت ابحث عنه "
" وعم كنت تبحث؟"
اشتبكت عيناه الرماديتان بعينيها عبر الطاولة , وعلى الرغم من انها كانت برفقته طوال النهار , فقد شعرت بارتباك من نظرته , كما حصل , صباحاً على مائدة الافطار.ريحانة
" كنت ابحث عن مدرسة , حيث الأكاديميون فيها على قدر من الأهمية مثل الرياضيين , مدرسة تأخذ بجدية قدراتي التعليمية مثلما تقدر قدراتي كلاعب بايسبول , فالرياضة جزء كبير من العلم, لكن المعرفة امر حيوي من اجل النجاح"
" وعليك ان تعلم بأنك قد احطت بكل شيء " وغرقت في التفكير , انه رجل شغوف بعمله , وراسخ الايمان بما يفعل , تماماً مثل والدها وشقيقها , وليس مثل غريغ الذي كان سهل الانقياد قابلاً لتغيير مايؤمن به, خاصة إيمانه بأن المال تنتقل ملكيته من شخص الى آخر.
" كثيرون من الناس يظنون اني مجنوناً لأنني اخترت التعليم بدل ان اختار مهنة تؤمن لي راتباً اكبر بكثير"
قالت له " المال ليس كل شيء فزوجي السابق قد جنى الكثير من المال لم اتعود على امتلاك مثلها من قبل, لكنه لم يكن سعيداً على الأقل معي"
كانت قد صعقته بكلماتها , إذ انه لم يتوقع منها ان تحدثه عن امر خاص بها, والآن وبما انها قد فعلت ذلك , فجل ما كان يفكر به كم انه سعيد بأن ينظر اليها ويكون برفقتها.
" انا آسفة " همست بارتباك, ثم حدقت في الصحن امامها وتابعت " ماكان عليّ ان اخبرك بذلك, لا ادري لم فعلت"
مد روس يده من فوق الطاولة , امسك يدها وقال " يا كاثلين انظري إليّ" نظرت اليه وقلبها يجيش بمشاعر حارة وحلوة حتى ان الدموع احرقت عينيها.
وتابع " تستطيعين قول اي شيء ترغبين به, مهما يكن, نحن الآن اصدقاء , اليس كذلك ؟"
حتى اللحظة لم تكن كاثلين قد لاحظت كم كانت هذه الكلمة مميزة بالنسبة لها . " اجل , نحن اصدقاء , و إني سعيدة "
كان الظلام قد خيم في الوقت الذي تركا فيه المطعم , وفي طريق عودتهما الى الجبل, قرر روس ان يقضي الليلة في منزله الخاص , فقد ادرك انه لم يعد بإمكانه الوثوق بعواطفه تجاه كاثلين , وببقائه لوحده معها.
عندما وصلا الى منزل كاثلين , واخبرها بأنه عائد الى منزله , حدقت فيه باندهاش, واجابته " آه , ياروس, هل انت متأكد من ذلك؟ غايتي ان تبقى الليلة معي ومع ستورمي"
شعر روس بأنه يتمزق إرباً لخيبة الأمل التي بدت على وجهها , لكنه أصر على قراره" اعلم انك كنت تنوين إبقائي هنا , لكن الآن وقد عرضت ستورمي على الطبيب , ولديك كل ما تحتاجين اليه , ستكونين بخير "
لم تكن كاثلين من قبل ضعيفة او متشبثة بفكرة , وبالتأكيد لم تكن ترغب الآن في ان يأخذ روس عنها فكرة مماثلة.ريحانة
" طبعاً , سأكون بخير , لما لا . هناك آلاف الأمهات في الخارج , استطيع ان انجح. وعلى اي حال فقد كان من اختياري الاحتفاظ بالطفلة , فهي مسؤولة مني وليس منك"
كان يجب ان يكون روس مرتاحاً لتصرفها المستقل , لكنه لم يكن كذلك. شعر وكأنه وضيع , واكثر من ذلك انه مهمل ومنفصل عن عائلة آنية كان جزءاً منها خلال يوم كامل.
لكن الأمور كانت دائماً على هذه الحال بالنسبة لروس , فوالدته كانت تدفع به الى والده ليتولى امره, وعندما تزوج من امرأة اخرى وانجبت اولاداً ارسله والده الى والدته , ومن ثم تزوجت والدته ثانية , ولم يعد جزءاً من حياتها الجديدة , او في عداد اولادها الجدد. ويوم تخرج من الثانوية العامة, ترك المنزل , وهو يقسم انه لن يبقى في منزل ليس بحاجة اليه, او غير مقبول فيه.
" نعم , حسناً ان احتجت الي تعرفين اين اكون , الى اللقاء يا كاثلين"
اجابته " الى اللقاء" ثم اخذت تراقبه بتعابير حائرة على وجهها , وهو يخرج بسرعة من الباب , فقد انقلب فجأة , في الدقائق القليلة الاخيرة من صديق دافئ يهتم بالآخر الى غريب بعيد. ما عساها تكون قد قالت او فعلت ؟ او هل كان يحاول القول لها بسهولة بأنه قد قام بما يتوجب عليه... قد انقذ حياة الطفلة , وتورطه قد انتهى ؟
لقد بعثت فيها الفكرة احساساً بالوحدة , وبالرغم من ان لديها الطفلة لتهتم بها , فلم تستطع إزاحة الشعور الحزين عنها , او ان تكف عن التفكير بروس دوغلاس.
***

الطفلة_ستيلا باجويل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن