part2

603 88 26
                                    



" والدي كان يعلم منذ البداية عن رغبتك، لكن هل كان عليك فعلًا قولها بهذه الطريقة؟ لقد جُرحتُ رغم أنني لست جُزئًا من الموضوع! " ازاد استلقى على سريري وصارحني بالأمر.

ارتميت بجانبة وسحبت الحاسب اللوحي بقربي لإرسال التأكيد لجامعة أوميا حتّى لا تضيع علي الفرصه.
" بدى الأمرُ وكأنني أردت التخلص منه صحيح؟ " سألتُ مُحبطة
" تمامًا "

عكسَ والدتي .. والدي كان أهمّ شخصٍ في حياتي.
كان أفضل شيء قابلته في حياتي ، أجمل بشريّ عاقل.
مهما أردتُ وصفَ حبي له فأنا لا أستطيع، أحبّ حين نتحدّث في المطبخ صباحًا بينما نعد الإفطار قبل استيقاظ أمي.
أُحب نوع الأحاديث العشوائية التي تدور بيننا ، ربما ينتهي النقاش بالضحك وفي أحيانٍ كثيرة كنّا نختلف وحينها أحاول جاهدةً عدم البكاء.

أحبّ بعدها نصف الساعة التي أقضيها معه في السيارة بينما يوصلني للمدرسة قبل ذهابه للعمل.
أحبّ كوني أجلس على المقعد الذي بجانبة، وأقوم بسؤاله أسئلة عشوائية من الكتاب المدرسي أمامي وهو كالعادة يقوم بإعطائي الإجابة الصحيحه ومعلومات إضافية لأظهر بمظهر جيّد في الصف.

أقدّر علاقتي بوالدي كثيرًا، لذا أكره هذه اللحظات.
حين نتشاجر شجارًا حقيقيًا.
حين لا نقول آرائنا ونحاول فهمها والتوصل لحل وسطي.
عندما فقط أحدنا يفرضُ الأوامر والآخر ينفذ بصمت.
علاقة كهذه .. أمقتها كثيرًا.

" حتّى أنه حجز التذكرة دون مناقشة أو النظر في الموضوع " هو تمتم وأنا همست " أعلم "

ازاد فجأه التف نحوي واحتضنني بخفة " هيا! أحد أحلامك قد تحقق! لمَ تبدين كئيبة بحق الاله! "
" لا أعلم آزاد .. لا أعلم "
أنا شددت على حضنه، وحاولت ابتلاع الكتلة العالقة في منتصف حلقي بقهر.
لم يكُن من المُفترض أن يحصُل هذا.

هي تتنفّس.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن