عيناك لا تكذبان - دوريس هولت

13.5K 233 23
                                    


الفصل الأول

هناك من يبكى .
كان الصوت واضحا تماما حتى ظنت كاسى فى البداية أنها تحلم . هل هناك شخص ما ؟ هل هذا صوتها ؟ لكنه صوت مختنق بشكل غريب . ازداد سيل الدموع ، وجاهدت كاسى حتى تستعيد صفاء ذهنها . حل الفزع مكان الفضول عندما تحققت أن الدموع تسيل من عينيها .

وضعت يدها على وجهه . لم يكن تشعر بالألم فمها جاف . ولسانها ملتصق فى حلقها . حاولت أن تدير رأسها لكن بدت لها هذه الحركة مستحيلة . لماذا لا تستطيع أن ترى بينما هى مستيقظة ؟

سألت بعناء حيث خرجت الكلمات من فمها بصعوبة :
- هل عيناى مفتوحتان ؟ أنا لا أرى شيئا !

تملكها الخوف . ثم تحول خوفها إلى رعب شديد .

أمرها صوت رجل :
- صه لا تتحركى .لا تفزعى . إذا كنت ترين ظلاما . فذلك لأنك معصوبة العينين .

جنبها الصوت المطمئن ألا تستسلم لصدمة عصبية .

- أنت فى المستشفى . كل شئ بخير .

- لكنى لا أرى شيئا .

قال الطبيب إنه سيخلصك من هذه الأربطة قريبا .أنت مصابة بارتجاج فى المخ ولا يجب أن تحركى رأسك . ولا ذراعيك أيضا . أنت تتعرضين لحقن متواصل .

ثم أمسكت يديها يد مجهولة :
- لماذا ؟ ما هذا ؟

- لقد تعرضت لحادث . سيكون الطبيب هنا حالا . سيطمئنك على حالة جروحك . لا تقلقى .

ابتعد الصوت :
- لا تتركنى .

حاولت السيدة الشابة أن ترفع ذراعها لكنه أجبرها على أن تخفضها :
- لن أتركك . انظرى . إنى ممسك يدك . وهكذا تعرفين أننى بجانبك .

- أوه ! تذكرت لقد كنت فى الشارع الضباب .

- لا تفكرى فى شئ الآن .

لقد استعادت ذاكرتها إنها تسمع صوتها يصرخ فى أذنيها . وهذه الضوضاء للزجاج المحطم . أقمشة تتمزق وفجأة ثقب أسود :
- يا إلهى هل هناك وفيات .

انتهت كلماتها ببكاء جديد
- لا ليس هناك وفيات
كان صوت الرجل هادئا وعذبا . شعرت به يمسح أنفها
أضاف بلمحة سخرية :
- إنى أمنعك من البكاء حتى تستطيعى مسح أنفك بنفسك .

- إنى عطشى .

- سأحضر لك الماء . هل ستخافين إذا تركتك لحظة ؟

أمسكت يدها ذراع الرجل الغريب:
- لا ترحل

- لن أغيب وقتا طويلا . الوقت الذى تعدين فيه حتى عشرين .أعدك بذلك .

تركت ذراعه . أطرقت كاسى منتظرة أن يفتح الباب لكن لم تسمع شيئا لابد أن الباب قد فتح . واحد . اثنان . ثلاثة . أربعة . خمسة . ثم جاءها صوت قاس . نسيت أن تكمل العد .

سألت الممرضة فى عصبية :
- لماذا تركتها بمفردها بحق السماء ؟

- أسف . كانت عطشى .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 08, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عيناك لا تكذبان - دوريس هولت حيث تعيش القصص. اكتشف الآن